غلاء الأعلاف يدفع مربي ماشية في الحسكة لضمان أراض زراعية

الحسكة – نورث برس

اضطر عويد الخلف (56 عاماً), وهو مربي ماشية من سكان قرية الذيبة شمال الحسكة, شمال شرقي سوريا، لضمان أراض زراعية (شراء زرعها هذا الموسم) لتأمين غذاء لأغنامه وسط غلاء الشعير والمواد العلفية الأخرى.

ويتجه مربو ماشية في أرياف الجزيرة لشراء زروع خضراء لاتخاذها مرعى لأغنامهم لفترة، بينما يوافق مزارعون على بيع زروعهم لضعف نموها وتوقعهم بتدني إنتاجها بسبب شح الأمطار هذا العام.

“الضمان أفضل من الأعلاف”

واستأجر “الخلف” نحو 450 دونماً من الأراضي الزراعية لتكون مرعى لأغنامه بأسعار تراوحت من ثلاثة آلاف إلى عشرة آلاف للدونم الواحد.

وقال لنورث برس إن ضمان الأراضي الزراعية أفضل بكثير من شراء العلف أو الشعير.

 ويبلغ سعر الشعير نحو 1200 ليرة سورية للكيلوغرام الواحد, وسعر النخالة والتبن بنحو 800 ليرة سورية, بحسب “الخلف”.

كما أدت قلة المراعي وارتفاع أسعار العلف من شعير ونخالة إلى انخفاض أسعار المواشي، حيث انخفضت أسعارها بنحو 30 في المئة, بحسب مربي ماشية.

وقال محمد الجوهر (31 عاماً), وهو مربي ماشية من سكان قرية الذيبة, إن ارتفاع أسعار الأعلاف يهدد تجارتهم بعد انتهاء الرعي في الأراضي الزراعية التي قاموا بضمانها.

وأضاف، لـنورث برس, أنه لم يخزن الشعير لماشيته خلال الموسم الزراعي الفائت, ما سيضطر لبيع العديد من أغنامه بأسعار متدنية لتأمين العلف لبقية القطيع.

وأدى قلة الهطولات المطرية خلال فصل الشتاء, لتضرر الغالبية العظمى من الأراضي الزراعية في أرياف الحسكة وخاصة الجنوبي والغربي وأجزاء من الريف الشمالي خلال الموسم الحالي.

كما تسبب شح الأمطار بفشل الموسم الزراعي البعلي بغالبيته العظمى في مختلف مناطق الجزيرة  السورية وخرجت مساحات واسعة من الأراضي المزروعة بمحصولي القمح والشعير عن خطّ الإنتاج.

إنتاج زراعي ضعيف

وقال محمود الجوهر (48 عاماً), وهو مزارع من سكان بلدة صفيا شمال الحسكة, إن قلة الأمطار تسببت بخسائر كبيرة للمزارعين في الحسكة.

وأضاف: “قمت بزراعة خمسين دونماً بمحصولي القمح الشعير, و كنت متفائلاً بالحصول على أرباح، لكن قلة الأمطار تسببت بفشل الموسم الزراعي الحالي.”

ولم تبلغ زروع المزارع محمود حتى مرحلة بيع الأعشاب والحشائش كمرعى للأغنام.

 وبلغت تكلفة البذار والحراثة لخمسين دونماً من القمح والشعير نحو 500 ألف ليرة سورية، بحسب “الجوهر”.

وقال شفان خضر، وهو عضو اللجنة الزراعية والثروة الحيوانية في الحسكة، إن توزيع الأعلاف على مربي المواشي يتم بناءً على السجل الاحصائي للعام 2018.

وأضاف أنه يتم “توزيع عشرة كيلوغرامات من الأعلاف لكل رأس من الأغنام و50 كيلوغرام للأبقار، “لمرة واحدة كحد أدنى وبحسب توفرها.”

ويتم توريد مادة النخالة من مطاحن الحسكة ليتم توزيعها على مربي الأغنام والأبقار لاحقاً, بحسب “خضر”.

وأشار إلى أنهم بحاجة إلى كميات كبيرة من الأعلاف ولمدة تصل لنحو ستة أشهر، إلى حين تنبت الأعشاب خلال فصل الشتاء.

وناشد عضو اللجنة الزراعية والثروة الحيوانية في الحسكة المنظمات الدولية بضرورة التدخل “لتأمين الأعلاف لمربي الأغنام.”

وعقب الحرب السورية، شهدت الجزيرة السورية تراجعاً ملحوظاً في الإنتاج الزراعي بينما كانت تساهم في إنتاج القمح بنسبة تفوق 60 بالمئة من إجمالي الناتج المحلي السوري.

وقال سلمان بارودو الرئيس المشارك لهيئة الزراعة والاقتصاد لشمال وشرق سوريا, في تصريح سابق لنورث برس, إن وضع الموسم الزراعي لهذا العام “سيء جداَ.”

 وأضاف أن معظم المساحات المزروعة هي بعلية وتأثرت بقلة هطول الأمطار.

إعداد: جيندار عبدالقادر – تحرير: خلف معو