إسرائيل حزينة على قتلى الجيش التركي.. كانعكاس لعمق العلاقة
رام الله ـ أحمد اسماعيل ـ نورث برس
أصدرت السفارة الإسرائيلية في أنقرة "تعزية" لقتلى الجنود الأتراك في قصف جوي نفذته طائرات الحكومة السورية ليل الخميس، وبذلك تكون إسرائيل كسرت صمتها وحالة اكتفائها بالمراقبة لمجريات معركة إدلب في الشمال الغربي السوري.
وجاء في تغريدة السفارة الإسرائيلية أن "سفارة إسرائيل غمرها حزن عميق إثر استشهاد الجنود الأتراك، ونتعاطف مع الجرحى ونقدم تعازينا لأهالي الجنود الذين فقدوا حياتهم".
وقال المحلل السياسي المقيم داخل "أراضي 48" محمد مصالحة لـ"نورث برس" إن "التعزية" الإسرائيلية بمثابة خطوة دبلوماسية من تل أبيب "لتسجيل موقف رسمي لا أكثر؛ بغية تسهيل معاملات تنقل الإسرائيليين داخل تركيا أثناء السفر والمعاملات التجارية والاجتماعية التي شهدت وضع عراقيل تركية وصلت إلى إرسال احتجاجات شديدة اللهجة للمسؤولين الأتراك من قبل إسرائيل".
وبالغوص في طريقة تناول الإعلام الإسرائيلي لتطورات معركة إدلب، فقد اهتم بإبراز الخسائر التركية بالأرواح بعد الضربة السورية لتركيا في ادلب، مشيراً إلى أنّ عدد القتلى بلغ منذ تورط تركيا /46/ قتيلا و/32/ جريحا.
في حين أن الإعلام الإسرائيلي غير الرسمي أبرز موضوع فتح تركيا الطريق أمام اللاجئين السوريين لمغادرة الأراضي التركية لأوروبا للضغط على الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو لفرض مناطق حظر جوي على الحكومة السورية في الشمال.
وأبرز الإعلام الإسرائيلي الموقف الأمريكي الذي وصفه بـ"الخجول" في الوقوف إلى جانب تركيا بواسطة تصريحات عدد من أعضاء الكونغرس الجمهوري غير المهمين، ووعودات بالمساعدة من المسؤولين الأمريكيين.
كما وسلطت وسائل إعلام إسرائيلية الضوء على الردّ الروسي الشديد ضد تركيا عبر تحميلها مسؤولية ما حدث وإفشال أنقرة للمفاوضات بخصوص المناطق الآمنة للسكان.
بدوره، ذكر الموقع الإلكتروني لصحيفة "معاريف" أن إسرائيل غير معنية بإظهار مواقف تزعج الروس، وأنها مستفيده من تورط أردوغان في إدلب وإبقاء الوضع هناك على حاله دون اتفاق "كي تبقى سوريا منهكه ومتعبة في هذا الملف، بموازاة دفع تركيا أثماناً سياسية ودماء".
وتؤكد إسرائيل دوماً على علاقتها "المميزة" مع تركيا على الرغم مما يُثار في الإعلام بشأن التوتر السياسي بينهما. فالتقارير الإسرائيلية تؤكد على تنامي كبير في العلاقات والتعاون الاقتصادي والسياحي والأمني بين الجانبين، لدرجة أن تل أبيب وصفتها بـ"العلاقات الاستراتيجية".
وربما هذا دافع آخر جعل إسرائيل تصدر موقفاً صريحاً يعبر عن دعم ضمني للتدخل التركي العسكري في الأراضي السورية، حسب مراقبين.
مع العلم أن مصادر مطلعة أفادت لـ"نورث برس" أن التعاون الأمني الإسرائيلي-التركي المشترك ساهم في إفشال العديد من العمليات التفجيرية في تركيا، بسبب المعلومات الاستباقية التي تصلها من تل أبيب.. لدرجة أن هذه المصادر قالت إن أنقرة تدين لإسرائيل التي ساعدتها معلوماتياً في إفشال محاولة الانقلاب على الرئيس التركي رجب طيب أردوغان قبل ما يزيد عن ثلاث سنوات.