الائتلاف المعارض يعتبر نفسه الممثل الوحيد للشعب ويطالب بمقعدي سوريا عربياً وأممياًّ

القامشلي – نورث برس

وصل وفد من الائتلاف الوطني السوري المعارض، الأحد الماضي، برئاسة سالم المسلط،  إلى العاصمة المصرية القاهرة، والتقى خلالها الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط في محاولة لنزع مقعد سوريا لصالحه قُبيل انعقاد القمة العربية في الجزائر في الربع الأخير من العام الجاري.

والاثنين المنصرم، قال الائتلاف الوطني المعارض عبر موقعه الرسمي، إنه يستعد لإجراء زيارة إلى جامعة الدول العربية، في العاصمة المصرية القاهرة الأحد.

وأضاف، أن “الزيارة ستكون لمدة ثلاثة أيام، وستبحث سبل تفعيل الدور العربي في العملية السياسية بما يحقق الانتقال السياسي في سوريا وفق بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها 2118 و 2254”.

وضم الوفد المعارض كلاً من نائب رئيس الائتلاف لشؤون العلاقات الخارجية، عبد الأحد اسطيفو، والأمين العام، هيثم رحمة، وعضو الهيئة السياسية بدر جاموس.

وليس ثمة ما يدعو للتفاؤل بتحرك عربي تجاه الملف السوري، ومنح مقعد الجامعة إلى الائتلاف السوري المعارض في هذا الوقت بالتحديد مستبعد بعد أن تحول اهتمام معظم العرب إلى تجاوز آثار الصراع السوري، بدلاً من محاولة التأثير فيه بل بعضهم بدأ يحاول المساهمة في حسمه لصالح طرف محدد وهو الحكومة السورية، بحسب مراقبين.

وقال رئيس الائتلاف سالم المسلط في تغريدة على حسابه في تويتر: “بحثنا  مع الأمين العام لجامعة الدول العربية أحمد أبو الغيط سبل تفعيل الدور العربي في سوريا”.

وأضاف، أن” الزيارة تبحث مواجهة التغلغل الإيراني ودعم الشعب السوري في مطالبه المحقة وضرورة مواجهة دعوات إعادة تأهيل النظام أو عودته للجامعة”.

وطالب المسلط  الجامعة العربية بتسليم مقعد سوريا في جامعة الدول العربية للائتلاف الوطني المعارض “كونه الممثل الشرعي للشعب السوري، ومشاركة الائتلاف في لجان ودوائر الجامعة وعدم إعادة تأهيل النظام أو قبوله في الجامعة العربية كونه فاقداً للشرعية ولا يمثل سوريا ولا شعبها”.

وفي تصريح صحفي قال المسلط: “يجب ضرورة متابعة عزل النظام المجرم والضغط باتجاه تحقيق الانتقال السياسي”.

ومن جانبه قال الأمين العام للجامعة العربية أحمد أبو الغيط إن “الحل السياسي هو المخرج الوحيد للأزمة السياسية المستحكمة في سوريا، والسبيل لضمان وحدة الأراضي السورية واستقلالها وفق بيان جنيف والقرارات الدولية ذات الصلة وفي مقدمتها 2118 و 2254”.

وفي كانون الثاني /يناير الماضي، قال المسلط، إنه “لم يبق سوى ثلاثة دول تقف معهم، وهي تركيا وقطر والسعودية، لكنها انشغلت بقضايا أخرى”.

مقعد أممي

طالب الائتلاف السوري المعارض، الأمم المتحدة بنزع الشرعية الدولية عن حكومة دمشق وطرد ممثله منها.

ودعت الهيئة السياسية للائتلاف، السبت الماضي، في بيان المجتمع الدولي، إلى “منح مقعد سوريا في الأمم المتحدة للائتلاف، باعتباره الممثل الشرعي للشعب السوري”.

وأشار البيان إلى أن مسؤوليه، “اتخذوا قراراً بالتواصل مع الأمم المتحدة من أجل استعادة المقعد السوري، وإعطائه لصاحبه الحقيقي”.

وقال إن “وقوف الأسد مع روسيا وتصويته في الجمعية العمومية ضد القرار الذي يدين الغزو الروسي لأوكرانيا، يؤكد تبعية نظام الأسد لنظام بوتين”.

وأضاف أن “هذا التصويت لا يمثل الشعب السوري الذي يقف مع الشعب الأوكراني”.

واعتبر الائتلاف السوري المعارض أن “شغل النظام السوري لمقعد سوريا في الأمم المتحدة، هو أمر غير شرعي”.

وشدد على أنه “يجب اتخاذ القرار المناسب على أسرع وجه”.

وقال إن “الأسد لا يملك القرار وينفذ الأوامر التي يمليها عليه بوتين فقط، مما يؤكد أنه يستخدم المقعد لغايات ضيقة تخدمه وتخدم روسيا فقط”.

انقسامات

تأتي زيارة وفد الائتلاف المعارض للقاهرة، في ظل ما تشهده مؤخراً أطياف المعارضة، من مشروع إعادة هيكلة يباشره رئيس الحكومة السوري الأسبق، المنشق، رياض حجاب، بإشراف مباشر من أنقرة والدوحة.

وقوى المعارضة هي: (منصتا “القاهرة” و”موسكو”: تجمعان سوريان تم الإعلان عنهما في مصر وروسيا عام 2014، ويعلنان أنهما يمثلان طيفاً من المعارضة السورية”.

وخلال أكثر من عقد على الحرب السورية، فشلت المعارضة على اختلاف مكوناتها بتوحيد صفوفها وتقديم بديل جدي “للنظام” القائم في سوريا. وعلى وقع خسائر ميدانية متتالية، بات صوتها خافتا وقياداتها مشتتة وتتحرك وفق ما تمليه عليها أجندات داعميها.

يظهر من خلال الاجتماعات واللقاءات المتزامنة والمنفصلة في آن معاً، الخلاف الذي يأخذ بالتصاعد بين الائتلاف السوري لقوى الثورة والمعارضة، من جانب، ورئيس الوزراء السوري الأسبق، المنشق، رياض حجاب، من جانب آخر.

 الأمر الذي يثير تساؤلات حول الصيغة النهائية التي سيتم التوصل إليها بين قوى المعارضة السورية على اختلاف مسمياتها وولاءاتها.

إعداد وتحرير: سلمان الحربي