“النجار الناجح”

بينما يقوم ناصر النويلاتي (62 عاماً)، بتقطيع وحف الخشب بواسطة المنشرة الكهربائية في ورشته التي يزيد عمرها عن مئة عام، يتناثر قطع الخشب هنا وهناك فيمتلئ المكان برائحة الخشب المنشور، التي اعتادها منذ زمن طويل.

في وسط سوق مدحت باشا الذي يعد من أعرق أسواق دمشق القديمة، يقع معمل النويلاتي للنجارة وصنع أدوات معامل الحلويات وأدوات البناء.

” استكشاف هذا العالم في عمر مبكر، أشعل بداخلي رغبة قوية في تعلم المهنة رغم صعوبتها، الأمر الذي ساعدني على الاستمرار بجرأة أكبر ووصلني إلى بر الأمان، بعد سلسلة متعاقبة من الفشل”، يقول النويلاتي.

بدأت قصته بين قطع الخشب، عندما كان والده يصحبه معه إلى محله، عندما كان في الخامسة من عمره، ليعتاد المكان فيما بعد ويكون علاقة قوية معها، امتدت على مدار خمسين عاماً.

كان يحصل على بعض السكاكر، مقابل تنظيف أرضية المحل من الخشب، وأحياناً يسمع والده يقول” سأخصص له أجراً، عندما يشتد عوده ويتقن العمل”، الأمر الذي كان يحفزه لتعلم الحرفة بسرعة.

استطاع صنع أول قطعة بيديه وهو في الثامنة من عمره، ونجح في تسويقها وبيعها لأحد أصدقاء والده بثمن معقول آنذاك، ليحصل بذلك على رضى والده الذي وصفه بـ “النجار الناجح”.

الجهد والتعب لسنوات طويلة لم تثني النويلاتي، للبقاء ومواصلة عمله، للمحافظة واستعادة مكانة هذه المهنة، “كنت ولا أزال مهوساً بالخشب”.

إعداد: ياسمين علي