أسعار أعلاف الدواجن في حلب ترتفع.. تجار يتذرعون بأزمة أوكرانيا ومربون يعانون

حلب – نورث برس

يعاني مربوا الدّواجن في ريف حلب، من ارتفاع أسعار الأعلاف بنسبة 40 بالمئة، بعد ساعات قليلة فقط من بدء الهجوم الرّوسي على أوكرانيا في الرابع والعشرين من شباط/ فبراير الماضي.

ويقول مروان البابي (36 عاماً) وهو صاحب مُنشأة لتربية الدّواجن في منطقة الطّعانة بريف حلب الشّمالي الشّرقي، “قبل بدء الهجوم الرّوسي على أوكرانيا، اتفقت مع تاجر لبيع الأعلاف على شراء أكثر من ثمانية طن من العلف المركب بـ 2100 ليرة سورية للكيلو غرام”.

وتفاجأ صاحب المدجنة من أنّ “التّاجر رفع السّعر لـ 2800 ليرة”، عقب بدء الهجوم بساعات، كما قال “البابي”.

وهذا التّاجر هو الوحيد المخول له استيراد الأعلاف ومُستلزمات المداجن، باعتباره مقرب من صاحب سلطة بالحكومة السّورية، لذا هم “مضرون للتعامل معه”، حسب مالك المدجنة.

من الملام المُستورد أم التّاجر؟

ومن جانبه، رد عبد الله الحسين ( 55عاماً) وهو أحد تجار الأعلاف في منطقة السّفيرة بريف حلب الجّنوبي الشّرقي، على الاتهامات بالقول “هناك مُستورد رئيسي للأعلاف بسوريا، نشتري منه ونبيعه لأصحاب المداجن”.

وأشار إلى أنه تفاجأ كذلك، بارتفاع الأسعار السّريع من المُستورد، بعد بدء الهجوم على أوكرانيا، “تحجج بانقطاع بعض المواد، وأبرزها الصّويا والذّرة”.

ووصل سعر طن الذّرة في المرفأ إلى 1650 مليون ليرة، وفي الأسواق 1700مليون، وبلغ طن كسبة فول الصّويا في المرفأ 2950 مليون، والسّوق ثلاث ملايين، حسب عضو لجنة مربي الدّواجن حكمت حداد.

وأضاف التّاجر أنّ تغير سعر صرف الدّولار ساهم في الارتفاع، “الدّولار وصل إلى 3800 ليرة بعد أن كان 3550 ليرة”.

وقال “حداد” إنّ أسعار الأعلاف العالمية ارتفعت قبل تطور الأزمة الأوكرانية بقليل، إذ ارتفعت الذّرة الصّفراء بنسبة ثلاثين بالمئة وكسبة فول الصّويا بنسبة 50 بالمئة.

وعن رفع الأسعار كتب جاد سكا، على فيسبوك: “ما حلن يستوردوا حتى ترتفع الأسعار”.

 ليجيبه أبو جورج بركات، وهو معلم متقاعد من دمشق، بجملة “العرس بدوما والطّبل بحرستا”.

بينما عبر حسان الحج محمد وهو طالب كلية تربية بحمص، ساخراً: “أي تجارنا إذا بتصير مشاكل بين نيجيريا والموزمبيق بيرفعوا الأسعار”.

نتائج مستقبلية وأسعار خيالية

ويرى مربي الدّواجن حسين العواد (56عاماً) وهو من سكان دير حافر بريف حلب الشّرقي، أنّ ارتفاع أسعار الأعلاف بذريعة الحرب، سيؤدي بالتّالي لتصاعد ثمن الدّواجن، “كيلو الفروج المذبوح يُباع حالياً بتسعة آلاف ليرة”.

ويتوقع الخمسيني أنّ يصل سعر العلف الجديد لأربعة عشر ألف ليرة، وكرتونة البيض التي نشتريها بـ 11 ألفاً سترتفع إلى 16ألفاً، “سيرتفع سعر الدّيزل والأدوية الحيوانية وتكاليف النّقل والضّرائب”.  

وفي حال حدوث ذلك سيكون مربوا الدّواجن أمام خيارين فإما “الإغلاق أو الاستمرار مع رفع الأسعار”، حسبما قال “العواد” لنورث برس.

وبالنسبة لتكلفة الفروج الحي فتجاوزت السبع آلاف ليرة على المُربي، وما ساهم باستقرار سعره وعدم ارتفاعه أكثر، انخفاض تكاليف التّدفئة مع تحسن الطّقس خلال الفترة الماضية، حسب مربي دواجن.

ولم يخفِ الخمسيني معرفتهم بارتفاع الأسعار، ولكنهم لم يتوقعوا أنّ “يكون ذلك بهذه السّرعة”.

ويتساءل المربي عن سبب عدم بيع التّاجر للأعلاف التي اشتراها قبل الحرب بالسّعر القديم، وعن تقاعس الحكومة بتوفيره بسعر مقبول، “ذلك لو حصل سينعكس علينا وعلى المًستهلك إيجاباً”.

ولاسيما أنّ سكان معظم المدن السّورية يعانون من تبعات الحرب التي تستمر منذ عشر سنوات.

رقابة غائبة وتضخيم تجاري

ويُلقي ناشطون باللوم في هذا الموضوع على انعدام الرّقابة، ويتوقعون أنّ ترتفع أسعار المُشتقات الحيوانية عامةً كالألبان والأجبان واللحوم وبالمقابل تنخفض أسعار المواشي، نظراً لعدم قدرة المُربين على تأمين الأعلاف.

ويشير خالد الأحمد ( 50 عاماً)، وهو طبيب بيطري مُشرف على مجموعة مداجن في الطّعانة، إنهم يستوردون الذّرة الصّفراء وفول الصّويا والدّخن وغيرها من أوكرانيا، “نمزجها ببعض المواد المحلية لنحصل على العلف المطلوب”.

ومقارنة بالمحلية، تمتاز الأعلاف الأوكرانية بـ”الرّخص والجّودة”، لذا التّأثير على القطاع الحيواني لا يشمل الدّواجن فقط، كما قال الطّبيب.

واستيراد الذّرة الصّفراء إلى سوريا يتم من دول أوروبا الشّرقية مثل روسيا وبلغاريا ورومانيا، حسب وكالات إعلام محلية.

ولا يُنكر “الأحمد” تأثير الحرب في أوكرانيا، على مستوردي الأعلاف الذّين يملكون إجازة استيراد حصرية “المعدودين على أصابع اليد”، على حد تعبيره.

ومن جانب آخر يرى “الأحمد” أنّ تجار الأعلاف “ضخموا آثار الحرب عبر تحكمهم بالأسعار، فمن غير المعقول أنّ يرتفع السّعر خلال ساعات، ولا أستبعد وصوله لـ 100في المئة، قريباً”.

إعداد: رامي صباغ . تحرير: آيلا ريّان