الأثاث المُعاد إصلاحه في منبج يلقى إقبالاً كبيراً مقارنةً بالجَّديد
منبج _ نورث برس
يُعيد النّجارون في مدينة منبج شمالي سوريا، إصلاح الأثاث المُستعمل، الذي يباع بأسعار تتناسب مع قدرة المُشترين، لانخفاضها مقارنة بالجديد الذي يباع بالدّولار الأميركي.
ويقول محمد حسن (39 عاماً)، وهو صاحب أحد محال بيع الأثاث المُستعمل في منبج، إنه اشترى غرفة نوم منذ يومين بـ550 ألف ليرة سورية، وسيبيعها بـ 625 ألف ليرة، بعد إصلاحها.
ويشتري التَّجار غرف مُستعملة من منازل الأغنياء الذين ينوون تجديدها، وقسم آخر من ذوي الدخل المحدود، الذين يبيعونها لتأمين احتياجات منازلهم في ظل الغلاء، بحسب أصحاب محلات لبيع المواد المُستعملة.
ويرمم النَّجار غرفة النوم، “نحتاج إلى بضعة أيام من العمل لتركيب ما ينقصها من زجاج مكسور ومفاصل لأبوابها وغيرها من التّصليحات”، بحسب “حسن”.
وتتجاوز نسبة إقبال سكان منبج، على شراء الغرف المُستعملة، سبعين بالمئة، وتباع أغلى غرفة بـ750 ألف ليرة.
والفارق شاسع بين ما يبيعه “حسن” بالليرة السَّوريَّة وما يبيعه أصحاب المعارض الجديدة بالدّولار الأميركي.
ويضيف التّاجر، أنّ الرّبح في غرفة النَّوم الواحدة لا يتجاوز 75ألف ليرة، “أدفع منها ثمن النَّواقص التي أضعها”.
وحالياً، يبيع الرَّجل في كل أسبوع أو عشرة أيام غرفة نوم واحدة، بسبب ضعف الإقبال في فصل الشتاء، “البيع يكثر في فصلي الرَّبيع والصَّيف”.
وتتوزع محال بيع غُرف النَّوم المُستعملة، إضافة لبعض الأثاث والأدوات الكهربائيَّة في حي السَّرب، شمال مدينة منبج، ويصل عددها إلى 25 محلاً.
تُلبي الحاجة
وأثناء بحث إبراهيم السَّبع (53 عاماً)، من سكان منبج، عن أثاث منزلي مستعمل لابنه الذي سيتزوج، يقول لنورث برس: “لو اشترط الزَّواج غرف النَّوم الجديدة لما تزوج أحد من ذوي الدخل المحدود في منبج”.
ويُسهم الغلاء الذي يجتاح أسواق منبج حالياً، بلجوء نسبة كبيرة من المُقبلين على الزّواج من ذوي الدّخل المحدود، إلى شراء أثاث منزلي مُستعمل من الأسواق الشّعبية، “كونه أرخص”.
ولجأ الخمسيني لهذا الخيار بعد أنّ تجول في جميع محال الأثاث الجَّديد، ووجدها باهظة الثّمن وتتجاوز قدرته.
ويصل سعر غرف النَّوم الجديدة في منبج، من 400 دولار أميركي إلى ألفي دولار، بينما لا يتجاوز سعر المُستعملة 750 ألف ليرة سورية أي ما يعادل 200دولار.
وتنتشر السَّلع المُستعملة في أسواق يتردد عليها سّكان في مدينة منبج وخاصة في حي السَّرب وسط المدينة أو عبر عرض السّلع على مواقع التَّواصل الاجتماعي، لبيعها.
تصاميم جديدة
ويرى باسل جمعة (40 عاماً)، وهو صاحب ورشة لتصنيع غرف النوم في منبج، أنَّ الإقبال على شراء الغرف الجديدة مقبول نوعاً ما، “هناك زبائن يطلبون تصاميم غير متواجدة في الغرف المُستعملة”.
ويقوم “جمعة” بتصنيع الغرف على حسب طلب أصحاب معارض بيع تجهيزات العرائس من الأنواع الترَّكية و”إم دي إف”، من الأخشاب الثّقيلة الخالية من الفراغات وغرفة الميلامين.
ويصدّر النّجار قسماً من إنتاجه من غرف النوم، أثناء ركود حركة البيع والشراء في المدينة، إلى مُدن مثل الحسكة والقامشلي والرَّقة والطَّبقة، وبحسب مخطط ورسومات معينة من الزبون.
ولا يمكن مقارنة جودة الغرف الجديدة بالمستعملة التي فقدت رونقها ومنتهية العمر وتباع للتخلص منها، لكن الأربعيني، يعتبرها أنها “تحل ضائقة لدى ذوي الدخل المحدود الذين لا يملكون ثمن الغرف الجديدة”.