روسيا تأمر قواتها بالتقدم من كافة الاتجاهات في أوكرانيا

القامشلي ـ نورث برس

أصدرت روسيا، السبت، أمراً إلى قواتها بالتقدم “من كافة الاتجاهات” في أوكرانيا، في وقت فرضت فيه كييف حظراً شاملاً للتجول.

وأعلن الجيش الأوكراني عن صدّ هجوم على العاصمة حيث يقاتل “مجموعات تخريبية” روسية تسللت إلى المدينة، واختبأ سكان كييف حيث دوت أصوات الانفجارات.

وأعلنت موسكو أنها أطلقت صواريخ كروز على أهداف عسكرية وأنها “ستوسّع الهجوم من كافة الاتجاهات” بعدما اتّهمت أوكرانيا بـ”رفض” المحادثات.

لكن أوكرانيا أشارت إلى أنها لم ترفض المحادثات.

ومع ذلك، تعهّد الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، في اليوم الثالث للهجوم الروسي على أوكرانيا، بأن بلده الموالي للغرب “لن يستسلم أمام الكرملين”.

وتحدّث زيلينسكي في تسجيل مصوّر مرتدياً زياً عسكرياً، وقال الرئيس البالغ (44 عاماً): “أنا هنا. لن نتخلى عن سلاحنا. سندافع عن دولتنا لأن أسلحتنا هي الحقيقة”.

وأضاف: “الحقيقة بالنسبة إلينا هي أن هذه أرضنا وبلدنا وأبناؤنا وسندافع عن ذلك كلّه”.

وفي وقت لاحق، أشار إلى أن أوكرانيا أخرجت خطة روسية للإطاحة به “عن مسارها” وحضّ الروس على الضغط على الرئيس الروسي فلاديمير بوتين لوقف الحرب.

وأطلق بوتين “غزواً واسع النطاق”، قالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين إنه أجبر حوالي 116 ألف شخص على الفرار إلى دول مجاورة.

ويقدّر أن عشرات الآلاف غيرهم نزحوا ضمن أوكرانيا، حيث انتقل كثيرون إلى المناطق الأقل تأثّرا غرب البلاد.

بدوره، أعلن وزير الصحة الأوكراني فكتور لياشكو، مقتل 198 مدنياً، بينهم ثلاثة أطفال، في النزاع وإصابة 1115 بجروح.

وحذّر الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون من أن على العالم أن يستعد لحرب طويلة.

وقال: “ستطول هذه الأزمة، ستطول هذه الحرب وستكون لجميع الأزمات التي ترافقها عواقب طويلة الأمد”.

وأضاف: “علينا أن نكون مستعدين”.

وأرسل عدد من أعضاء حلف شمال الأطلسي أسلحة وذخيرة إلى أوكرانيا في الأسابيع الأخيرة، بما في ذلك بريطانيا والولايات المتحدة والدول الشيوعية سابقاً في شرق أوروبا.

وأعلن وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن، تقديم معدات عسكرية إضافية بقيمة 350 مليون دولار (310 ملايين يورو).

كما أجازت الحكومة الألمانية تسليم أوكرانيا 400 قاذفة صواريخ مضادة للدبابات، وفق ما أفاد مصدر حكومي فرانس برس السبت.

من جهته، أكد حلف شمال الأطلسي أنه سينشر قوّته للرد السريع المكوّنة من 40 ألف جندي في شرق أوروبا لأوّل مرّة في تاريخه، لكنه شدد على أنه لن يرسل أي قوات إلى أوكرانيا، غير المنضوية في الحلف.

ولدى إعلانه بدء الهجوم الخميس، شدد بوتين على أن هدف العملية “الدفاع عن الانفصاليين المدعومين من روسيا في شرق أوكرانيا”.

ويقاتل “الانفصاليون” القوات الحكومية الأوكرانية منذ ثماني سنوات في نزاع أسفر عن مقتل أكثر من 14 ألف شخص.

ووصف بوتين النزاع الحالي بأنه “عملية عسكرية خاصة”.

وقللت روسيا، من أهمية التنديدات الدولية والعقوبات المشددة التي فرضتها كل من الولايات المتحدة وكندا وبريطانيا والاتحاد الأوروبي بما في ذلك ضد بوتين نفسه ووزير خارجيته سيرغي لافروف.

واعتبرت موسكو أن فرض عقوبات عليهما “يعكس مدى العجز التام للسياسة الخارجية” للغرب.

وطالب زيلينسكي الغرب بالذهاب أبعد من ذلك عبر طرد موسكو من نظام “سويفت” للتحويلات المصرفية، في خطوة من شأنها أن تضرب التجارة بين روسيا ومعظم دول العالم.

لكن عدداً من دول الاتحاد الأوروبي، بينها ألمانيا والمجر، مترددة حيال الأمر خوفاً من قطع روسيا إمدادات الغاز.

ولاحقاً، أبدت برلين استعدادها للموافقة على فرض “قيود محددة” على روسيا على صعيد استخدام منصة “سويفت” للتبادلات المالية بين المصارف.

وجاء ذلك رداً على غزو روسيا لأوكرانيا، مع تأكيد ألمانيا السعي إلى “الحد من الأضرار الجانبية” لإجراء عقابي مماثل.

وكالات