ارتفاع تكاليف التربية تهدد تربية الأسماك في إدلب

إدلب – نورث برس

يضطر سيف حميدي (47 عاماً) وهو نازح في بلدة عرب سعيد بمنطقة سهل الروج غربي إدلب، لاستخدام أدوية الدواجن والأبقار ذات المفعول الضعيف، لمعالجة أسماكه المصابة بأمراض، وذلك بعد فقدان أصناف أدوية خاصة بالأسماك.

كما أن النازح، الذي ينحدر من مدينة قلعة المضيق غرب حماة، بات يعتمد اليوم على الأبقار والأغنام النافقة لإطعام أسماكه بسبب ارتفاع أسعار العلف.

ويشتكي “حميدي” وغيره من مربي الأسماك في إدلب من انخفاض أسعار السمك مقارنة مع ارتفاع تكاليف التربية من شراء أدوية وأعلاف ومحروقات لتشغيل الآبار الارتوازية لتعبئة المسامك بالمياه.

ويقول “حميدي” الذي يمتلك مسمكة بالقرب من عرب سعيد، إن العديد من أصناف الأدوية التي تحتاجها الأسماك لم تعد متوفرة والموجودة منها ارتفعت أسعارها أضعاف ما كانت عليه في السابق.

أحواض أسماك في منطقة سهل الروج غرب إدلب- نورث برس
أحواض أسماك في منطقة سهل الروج غرب إدلب- نورث برس

ووفقاً لمربي السمك، فإن أسعار بعض الأدوية تزيد عن عشرين دولاراً لكل ليتر منها، مثل أدوية “الأوكسي” والتهاب الأمعاء وتعفن الغلاصم الذي كثر انتشاره مؤخراً بسبب سوء المناخ في منطقة سهل الروج.

فيما يزيد سعر كيس من العلف (25كيلوغرام) اليوم عن 15 دولاراً، في حين أن سعر برميل المازوت يزيد سعره عن 175 دولاراً.

وفي المقابل، لا يتجاوز سعر كيلوغرام السمك نوع كرب، الأربع دولارات (14 ألف ليرة سورية) وكيلوغرام سمك السلور لا يتجاوز أيضاً الدولارين (سبعة آلاف ليرة سورية).

ويرجع مربو السمك في إدلب، سبب انخفاض أسعار الإنتاج المحلي، إلى اعتماد السكان على الأسماك المثلجة المستوردة من تركيا، نظراً لأسعارها الرخيصة التي لا تتجاوز العشرين ليرة تركية.

ويفكر عبيدة الخلف (35 عاماً) وهو من سكان قرية البالعة بسهل الروج، بإيقاف مشروعه الخاص بتربية السمك، وذلك بعد أن تجاوزت خسائره مع شريكه العشرة آلاف دولار، بسبب نفوق كميات كبيرة من الأسماك لديه نتيجة إصابتها بأمراض وفقدان الأدوية الخاصة بالعلاج.

وقبل نحو عامين، قام “الخلف” بمشاركة نازح ينحدر من منطقة سهل الغاب بتجربة تربية الأسماك في أحواض عديدة في أرضه على مساحة تزيد عن ثلاثة دونمات.

وأشار الرجل الثلاثيني إلى أن التجربة كانت ناجحة في البداية، “لكن سرعان ما تحولت إلى خاسرة نتيجة الأمراض التي لحقت بالأسماك بسبب قلة المياه وفقدان الأدوية”.

وحاول إبراهيم المحمود (51 عاماً) وهو نازح من قرية باب الطاقة بسهل الغاب في ريف حماة، تربية السمك في إدلب

بعد نزوحه إلى قرية البالعة بسهل الروج غربي إدلب، العمل في مهنته وذلك لأنه لا يجيد مهنة أخرى، على حد قوله.

وقبل نحو عام، قام الرجل الخمسيني الذي ورث المهنة عن والده منذ أكثر من 30 عاماً، باستئجار أرض بالقرب من القرية التي يسكن فيها تزيد مساحتها عن دونم ونصف، أي أقل من ربع المساحة التي كان يزرع بها الأسماك في قريته بسهل الغاب سابقاً.

ولكن تجربته تكلفه “مبالغ مرتفعة”، إذ أنه يدفع سنوياً 250 دولاراً لصاحب الأرض، كما أن يحتاج شهرياً لـ500 دولار لشراء المازوت فقط لتشغيل الآبار الارتوازية حتى يقوم بتعبئة المسامك بالمياه.

ويختتم الرجل الذي يمتهن تربية السمك حديثه بالقول، “باتت مهنة خاسرة”.

 إعداد: براء الشامي – تحرير: سوزدار محمد