أربيل- نورث برس
بزيه الشامي التقليدي وشاربٍ كبير، يجذب شاب سوري الزبائن إلى محله في أربيل، وهو واحد من عشرات السوريين الذين أكسبوا الحلويات الشامية صيتاً في عاصمة إقليم كردستان العراق.
وتحدى الكثير من اللاجئين السوريين في إقليم كردستان، وعددهم يتجاوز الربع مليون، قسوة اللجوء، فدخلوا إلى أسواق أربيل معتمدين على مهاراتهم وحرفهم، ولعل صناعة الحلويات كانت أبرزها، فتحولت إلى قصص نجاح.
الشاب خالد الملا (40 عاماً)، وبعد أن بدأت نيران الحرب تشتعل في دمشق، لجأ مع عائلته إلى مدينة أربيل، فكر بعدها بفتح محل حلويات بنكهة سورية بامتياز.
يقول “الملا” لنورث برس: “جئت إلى أربيل في العام 2012 بحثاً عن حياة آمنة مستقرة، شعرتُ أن الحرب ستصل إلى حي جوبر الذي ولدتً فيه، دفعني الخوف على عائلتي إلى القدوم (..) أردتُ حياةً أفضل”.

بعد قدومه بثلاثة أشهر، لاحظ “الملا” أن السوق العراقي يخلو من الحلويات الشامية، ويتساءل الزبون ما إذا كانت هذه الحلويات شهية حقاً كما تروج لها برامج تلفزيونية.
وأضاف: “بدأت بالعمل بمساعدة أخي، وافتتحت محلاً صغيراً في سوق نيشتيمان قرب قلعة أربيل، صنعت النابلسية الشامية والكنافة بالجبنة والقشطة، الوربات بالقشطة، والمدلوقة، وحلاوة الجبن، والقطايف، والشعيبيات، كلها أصناف لم تكن موجودة هنا”.
واستغل “الملا” خلو الحلويات العراقية من هذه الأصناف المتعددة والتي تقتصر على البقلاوة مع الجوز والفستق فقط، فأدرك حينها أن مشروعه الصغير سيحظى بالنجاح، إذ أن ما يُميز الحلويات السورية، هو سكرها الخفيف، وتنوّع أصنافها، هذا ما تفتقر له باقي الحلويات كالعراقية والتركية.
ويتفق مع “الملا” الشاب العراقي وسيم جابر، قائلاً إنه “منذ قدوم السوريين إلى أربيل، عرّفونا بالحلويات الشامية، وهي شهية، خاصة الكنافة النابلسية”.
واستطاع “الملا” جذب زبائن من مختلف الجنسيات، حيث يزور محله العراقيون والسوريين واللبنانيون.
وعندما يقف “الملا” أمام محله، ينادي بلهجته الشامية “تفضل جرب، دوء..” وغيرها من المفردات لجذب الزبائن.
وعاد يكمل حديثه أمام عدسة نورث برس، “جميعهم أعجبوا بالطعم، وواظبوا على القدوم، هذا ما شكّل نجاحاً لنا، وساعدنا على الاستمرار وتقديم أفضل ما لدينا”.
ويقول أسعد هوليري، وهو شاب من سكان مدينة أربيل، إن أكثر ما يحبه من الحلويات الشامية هو “زنود الست”. ويضيف “إخواننا السوريون يقدمونها بنكهة طيبة.”
وتعتبر قصة الشاب خالد الملا، واحدة من قصص النجاح المتعددة، أبطالها سوريون، أبعدتهم الحرب عن بلادهم، لكنها لم تستطع انتزاع عزيمتهم ورغبتهم بالنجاح في المهجر.
وتنتشر في أسواق أربيل المطاعم ومحلات الحلويات السورية، إضافة إلى الصناعات الأخرى ورثوها عن أجدادهم ونقلوها إلى دول اللجوء.
ورغم أن القسم الأكبر من اللاجئين السوريين في إقليم كردستان، يعيشون في المخيمات، إلا أن هناك أيضاً الصناعيين وأصحاب الحِرف، الذين أوجدوا مكاناً ثابتاً للمنتج السوري في أسواق أربيل.