في اليوم العالمي للغة الأم.. لغات تُدرس في سوريا وأخرى تُفرض

القامشلي – نورث برس

يستقبل العالم، في الحادي والعشرين من شباط/فبراير من كل عام، اليوم العالمي للغة الأم، إلا إنه في سوريا ينقسم واقع التعليم واللغة من منطقة لأخرى نتيجة توزع السيطرة العسكرية بين قوى مختلفة.

واُختير شعار “استخدام التكنولوجيا من أجل التعلم المتعدد اللغات”، لاحتفالات العام الحالي.

وبعد مرور أكثر من عقد على الحرب في سوريا، يعكس الواقع ما آل إليه حال اللغات الأم في البلاد، فتتجزأ الصورة بين إهمال وتغافل للغات الأخرى غير العربية في مناطق سيطرة الحكومة، ومحاولات لترسيخ تجربة تعدد اللغات في مناطق الإدارة الذاتية، وإلزام التعليم باللغة التركية في مناطق سيطرة المعارضة الموالية من تركيا.

دمشق: العربية أولوية ولغة الحليف مفضلة

طيلة حكم حزب البعث لسوريا، اللغة العربية هي اللغة الرسمية في عموم البلاد، مع منع لغات بقية المكونات كالكردية والسريانية، وكان الاعتقال أو الاختفاء نصيب من يعمل على تدريسها أو تعلمها.

ويرى مراقبون أنه بعد عقد من الحرب لا تزال دمشق تتغافل عن لغات البقية في المناطق التي تسيطر عليها والتي تقدر بنحو 63% من مساحة سوريا، ويتصدر الترويج للغات أجنبية وتتقدمها الروسية قائمة اهتماماتها.

وفي الثامن عشر من كانون الأول/ ديسمبر الماضي، أقيم على مدرج جامعة دمشق، منتدى اللغة الروسية، بالتزامن مع اليوم العالمي للغة العربية.

وشاركت رئاسة جامعة دمشق، في منتدى اللغة الروسية والذي جاء تحت عنوان “الترويج لدراسة اللغة الروسية في المؤسسات التعليمية في الجمهورية العربية السورية”.

التركية رسمية في مناطق سورية

وتدأب تركيا بالتعاون مع فصائل للمعارضة السورية الموالية لها، لفرض اللغة التركيا في المناطق التي تسيطر عليها شمال غربي البلاد والمقدرة بنحو 10% من مساحة البلاد.

ومنذ بداية العام الدراسي 2017-2018، باتت اللغة التركية “إلزامية” في مدارس تلك المناطق، إلى جانب ﺗﻐﻴﻴﺮ ﺍﻟﻜﺘﺐ ﺍﻟﻤﺪﺭﺳﻴﺔ ﻭﺗﺪﺭﻳﺲ ﺑﻌﺾ مقررات الأنشطة والمواد العلمية الأخرى.

وتسيطر القوات التركية على مناطق متفرقة من الشمال السوري، مع فصائل معارضة موالية لها على جرابلس وأعزاز والباب وعفرين بريف حلب الشمالي.

إلى جانب سري كانيه (رأس العين) وتل أبيض في ريفي الحسكة والرقة، بينما تسيطر هيئة تحرير الشام(جبهة النصرة سابقاً) على إدلب.

ويرى ناشطون ومراقبون أن تركيا تسعى من خلال التعليم وعبر وسائل أخرى تتريك الشمال السوري تمهيداً لخطط توسعية أو ضم تلك مناطق إلى أراضيها، على غرار ما حدث في لواء اسكندرون.

وفي السادس من شباط / فبراير الماضي، افتتحت تركيا كلية طب ومعهداً عالياً للعلوم الصحية في مدينة الراعي شمال حلب، بقرار يحمل توقيع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان.

ومطلع العام لماضي، أطلقت عدة دورات لتعلم اللغة التركية في تلك المدن، أطلق عليها اسم “تومر” وهي اختصار لمركز تدريب وبحوث اللغة التركية والأجنبية.

وحصلت نورث برس على صور خاصة من قرية مشعلة التابعة لناحية شران، شرقي عفرين، تظهر ارتياد تلاميذ لمدرسة رُفع عليها العلم التركي ويتم تدريس اللغة التركية فيها.

تجربة حديثه تواجه الانتقادات

في شمال شرقي البلاد، تعتمد الإدارة الذاتية نظام التعليم باللغة الأم، والذي يقر بدراسة كل مكون بلغته الأم كالكردية والعربية والسريانية، إلى جانب مواد للغات محلية وأجنبية.

وفي اليوم الدولي للغة الأم، طالبت الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، في بيان، الاثنين، الأمم المتحدة بدعم “التجربة الأولى لنظام التعليم متعدد اللغات في الشرق الأوسط”.

وفي الواحد والعشرين من شباط/ فبراير الماضي، دعت هيئة التربية والتعليم التابعة للإدارة الذاتية في منتدى حواري نظمته بمناسبة اليوم الدولي للغة الأم، لتشكيل جبهة عريضة تعزز من حقوق الأقليات والأثنيات في مجال اللغة، بالتنسيق مع الهيئات المدنية والقانونية.

وتواجه التجربة الحديثة انتقادات من قبل معارضين للإدارة بأن النظام التعليمي غير معترف به وأن الكادر التدريسي يفتقر للخبرة والمؤهلات العلمية. 

إعداد وتحرير: فنصة تمو