استنبات الشّعير الأخضر تجربة “فريدة” تطبقها مهندسة في كوباني
كوباني- نورث برس
تخوض ندى علي (27 عاماً) من سكان كوباني شمالي سوريا، “تجربةً فريدةً من نوعها”، على حد تعبيرها، من خلال عملها الدؤوب لاستنبات الأعلاف الخضراء.
وتستغل “علي” غرفةً من مشروع التّربية الحيوانيَّة لدى الإدارة الذّاتيّة بإقليم الفرات، قائلة لنورث برس، “بأدوات بسيطة، سأوفر أعلاف المواشي، في ظل ارتفاع أسعارها، نتيجة سنوات من الجّفاف”.
ومنذ مطلع العام الجّاري، وصل سعر الكيلو غرام من الشّعير إلى 1400 و1800 ليرة سورية، حسب المحافظات، وكيلو النّخالة 1275، والصّفرة 1100 ليرة للكيلو، والحنطة العلفية 1600 ليرة.
وتضع خريجة الهندسة التقنية، تخصص (هندسة غذائية) بالزّراعة، بذور الشّعير في السّلال، بكيمات محدودة، بعد نقعها بالماء، ثم تشغل إضاءة الغرفة، وترش الشّعير بالماء، يومياً، لأربعة أو خمسة أيام.
وتشير الشّابة إلى أنه في اليوم الثّالث يبدأ الشّعير بالنّمو، ولدعم العلف النّاتج خلال مدة أقصاها أسبوع، تُضيف التّبن والنّخالة إلى السّلال.
وفي الثّالث عشر من شباط/ فبراير الجَّاري، بلغ سعر التّبن الأبيض 925 ليرة سورية، وتبن الفصة والصّويا 1200 ليرة، بينما النّخالة 1300 ليرة.
وتراقب ندى، بحذر، عوامل الحرارة (بين درجة 18 و20)، والرّطوبة (بين 80 و85)، والإضاءة، وتضبطها، في موقع عملها، حسبما قالت.
ويحتوي الشّعير النّاتج عن التّجربة، على مواد كيميائيَّة كـ”الرّماد، والكربوهيدرات”، مما يساعد على إدرار الحليب، ونمو الصّوف والزّغب، وتجانس الولادات، وعدم تلف أسنان الماشية، بحسب المهندسة.
ومن الجانب الاقتصادي يُعتبر المشروع، “خدمياً”، حسب وصفها، للمزارعين الذين يربون المواشي بأعداد قليلة، ويحتاجون للأعلاف، بكميات محددة.

ونظراً لارتفاع أسعار الأعلاف، وجد مربوا المواشي أنفسهم أمام مشكلة تأمينها، فمثلاً خراف التّسمين بحاجة إلى 2،2 من وزنها علف مركز، وكل كيلو غرام منه بحاجة لـ500 غرام ألياف.
وتشير “علي” إلى أنّ تنفيذ التّجربة وتوسيعها لتشمل أعداداً كبيرة من المواشي، يحتاج إلى بيت بلاستيكي مزود برفوف وإضاءة، وقدرة على التّحكم بدرجات الحرارة والرّطوبة.
وفي مقارنة بين سعر الشّعير المزروع والمُستنبت، تعتبر المهندسة أنه في النهاية تكلفة المستنبت أقل، فهو لا يحتاج مساحات واسعة، إضافة إلى أن أقصى مدة لحصاده تبلغ شهرين، كما أنه يمكن استخدام السّلال لأكثر من مرة.
ولا يحتاج الشّعير المُستنبت إلى انتظار موسم معين، أي يمكن “إنتاجه بشكل مستمر”، بحسب “علي”.
وتضيف: “يمكن التّحكم بالعوامل الخارجية في عمليّة الاستنبات، في حين يصعب التّنبؤ بالطّقس”.
وتجري الشابة تجارب صغيرة في منزلها، وفقاً لإمكانياتها، “نجحت العام المُنصرم، بزراعة فطر المحار، بعد أنّ هيأت له الظّروف المناسبة، وبعد ذلك أشرفت على مشروع خاص لزراعة هذه النّبتة”.
وترى المُهندسة الغذائيّة أنّ معدل نجاح تجربتها مئة بالمئة، إذ أنها طبقتها في وقت سابق، ولم تجد سلبياتٍ فيها.
وحالياً، يُطبق المشروع في مزرعة تابعة للإدارة الذّاتية بإقليم الفرات، ويقدم الإنتاج كعلف للأبقار، والتّجربة مستمرة، ففي كل أسبوع تنمو جذور خضراء لنباتات شعير جديدة، على حد وصف “علي”.