على مرأى القوات الروسية والحكومية نازحو عفرين بريف حلب الشمالي يعيشون القصف التركي

ريف حلب الشمالي – نورث برس

تتعرض قرى بريف مدينة عفرين، إضافة إلى مناطق توزع نازحي عفرين بريف حلب الشمالي، منذ أربع سنوات إلى  قصف متكرر من قبل القوات التركية وفصائل معارضة مسلحة موالية لها، مسببة خسائر بشرية وأضراراً مادية بممتلكات السكان.

وتقول إحصائيات منظمة حقوق الإنسان في عفرين، إن القصف التركي على قرى في ناحية شيراوا جنوب عفرين وريف حلب الشمالي أسفر منذ عام 2018 وحتى الآن عن فقدان 17 مدنياً حياتهم معظمهم من الأطفال، إضافة إلى إصابة العشرات بجروح.

كما أدى القصف إلى احتراق 2100 دونم من الأراضي الزراعية ونفوق مواشٍ في شيراوا، فضلاً عن تدمير منازل، بحسب ذات المصدر.

والثلاثاء الماضي، استهدفت القوات التركية بـ 20 قذيفة صاروخية مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي، ما أسفر عن إصابة خمسة أطفال من نازحي عفرين بجروح متفاوتة، إضافة إلى أضرار مادية لحقت بمنازل السكان.

ومنذ سيطرة تركيا على عفرين في الثامن عشر من آذار/ مارس 2018، يتوزع قسم من نازحي المنطقة في مخيمات العودة وعفرين وبرخدان وسردم وشهبا، بينما يتوزع آخرون على 42 قرية وبلدة بريف حلب الشمالي.

ولم تفرض تركيا حينها قبضتها على عدة قرى تابعة لناحية شيراوا (صوغانة، عقيبة، زيارة، ابين، كلوته، مياسة، زرناعيت، الذوق الكبير، برج القاص، باشمرة، خريبكه)، لتسيطر عليها قوات الحكومة السورية بعد انسحاب وحدات حماية الشعب الكردية منها.

صمت روسي وحكومي

ولا يشكل وجود القوات الحكومية، في تلك القرى التابعة لناحية شيراوا جنوب عفرين وانتشار نقاط للقوات الروسية في ريف حلب الشمالي، عائقاً أمام تركيا وفصائل موالية لها، من استهداف تلك المناطق بشكل شبه يومي.

وقال سليمان جعفر، الرئيس المشارك للمجلس التشريعي لإقليم عفرين، إنه ومنذ نزوحهم إلى ريف حلب الشمالي، عمدوا إلى عقد لقاءات مع القوات الروسية المنتشرة في المنطقة، “لكن كان يبدو لنا في كل لقاء أنهم يريدونا أن نتخلى عن كل شيء حتى عن عفرين”.

وفي آخر لقاء جرى بين ممثلي الإدارة الذاتية لعفرين ومسؤول القوات الروسية، “قال الأخير بالحرف الواحد إن روسيا غير مستعدة لحمل السلاح والدفاع عن نازحي عفرين”، بحسب “جعفر”.

ويعتبر “جعفر”، الصمت الروسي تجاه القصف التركي، “دليلاً على تمرير المصالح فيما بينهما”.

وتتواجد مقرات للقوات الروسية في ريف حلب الشمالي متوزعة على قريتي الوحشية وكشتعار ومدينة تل رفعت.

ولا تبدي روسيا والقوات الحكومية أي موقف تجاه القصف التركي، وسط مخاوف النازحين من قيام روسيا بـ”المتاجرة” بهم كما فعلت سابقاً عندما غزت تركيا عفرين.

وقامت روسيا حينها، بإخراج قواتها من عفرين وإخلاء النقطة التي كانت تتمركز فيها والتوجه إلى ريف حلب الشمالي.

أطفال خائفون

ولا تدري عزيزة ابراهيم ( 50عاماً) وهي نازحة من قرية قطمة التابعة لناحية شران بريف عفرين وتسكن في تل رفعت، كيف تبدد مخاوف أطفالها أثناء تعرضهم للقصف.

وقالت النازحة التي بقي لها ثلاثة أطفال بعد فقدان اثنين آخرين حياتهما، “أطفالي لا يستطيعون النوم من شدة أصوات القصف، يسألونني هل سيضربوننا كما ضربوا إخوتنا”.

وفُجعت السيدة الخمسينية في الثاني من كانون الأول/ ديسمبر الماضي عام 2019، بفقدان اثنين من أطفالها كان يبلغ أحدهما من العمر (15 عاماً) والآخر (11 عاماً)، نتيجة قصف تركي استهدف تل رفعت.

ولا تزال مشاهد مجزرة تل رفعت التي راح ضحيتها 10 مدنيين، ثمانية منهم أطفال تحت سن الـ15، إضافة لإصابة 13 آخرين، عالقة في أذهان نازحي عفرين من صغار وكبار.

وأضافت “إبراهيم” التي كانت ترتدي لباساً أسوداً، “أصبحت أخاف من خيالي بسبب رحيل طفلاي”.

ضحايا مجزرة تل رفعت

وفي الذكرى السنوية الرابعة لاجتياح تركيا لعفرين، قصفت القوات التركية قرى عقيبة وزيارة ومحيط  بلدة دير جمال وقرية شيخ عيسى بريف حلب الشمالي واقتصر على الأضرار المادية.

وتروي أمينة مصطفى (45 عاماً) وهي نازحة من قرية علي باك بريف عفرين إلى قرية عقيبة، لحظات القصف الذي أدى إلى إصابة زوجها بجروح وانهيار جزء من سقف المنزل الذي تسكنه.

وتشير السيدة الأربعينية إلى أن جميع أفراد عائلتها المؤلفة من عشرة أشخاص، كانوا جالسين في المنزل عندما سقطت القذيفة على إحدى الغرف.

وتضيف: “المنزل يتكون من غرفتين فقط ونعيش أوضاعاً مادية صعبة، اضطررنا لنستدين كي نرمم السقف، لكن لا تزال المياه تتسرب إلى الغرف أثناء هطول الأمطار”.

وتتساءل: “ماذا تريد تركيا منا؟ تقصفنا وتفجع أمهات بأطفالهن”.

إعداد: ناريمان حسو- تحرير: سوزدار محمد