الشتاء وافتقاره لنقطة طبية يفاقمان معاناة نازحين بمخيم في ريف مدينة منبج
منبج – نورث برس
اضطرت عائلة خديجة محمد(60 عاماً) وهي نازحة تسكن برفقة عائلتها في مخيم منبج الشرقي الجديد، لدفع عشرة آلاف ليرة سورية لنقل زوجها المصاب بمرض الربو إلى مشفى بمدينة منبج بعدما تأزم وضعه نتيجة وعكة صحية قبل عدة أيام.
وتشتكي السيدة الستينية التي تنحدر من منطقة دير حافر بريف حلب من افتقار المخيم لنقطة طبية، إذ يضطر المرضى لقطع مسافة 10 كم حتى الوصول إلى عيادة أو مشفى أو صيدلية في مدينة منبج، وهو ما يكبدهم مبالغ إضافية.
وتشير إلى أن تكلفة المسافة بين المخيم والمدينة التي يدفعها النّازحون في الحالات الاسعافية تبلغ عشرة آلاف ليرة سورية، وربما تزيد عن ذلك في بعض الحالات.
وتضيف المسنة التي كانت تحمل حفيدها على ظهرها أن وضعهم هذا العام ازداد سوءاً مع تسرب مياه الأمطار إلى الخيم خلال الفترة الماضية، وهو ما أدى إلى إصابة الأطفال وكبار السن بنوبات البرد.
وتزيد على ذلك بينما كانت تنتظر لحين انتهاء زوجة ابنها من إخراج محتويات الخيمة لنشرها تحت أشعة الشمس بعد أن تبللت بسبب المطر، “هطول الأمطار بشارة خير على الجميع لكن يحمل للنازحين المزيد من المعاناة”.
وفي الخامس عشر من آذار/ مارس 2018، أُنشأ مخيم منبج الشّرقي الجديد في قرية الرّسم الأخضر، جنوبي شرقي منبج، ويبعد عن مركز المدينة نحو 10 كيلومتر.
ويضم المخيم حالياً نحو 650عائلة غالبيتهم من منطقتي مسكنة ودير حافر بريف حلب نزحوا منها بعد سيطرة قوات الحكومة السورية على قراهم ومدنهم في العام 2017.
ويفتقرالمخيم لشبكة الصّرف الصّحي ونّقطة طّبيَّة، لأن المُساعدات الإنسانية لا تكفي مقارنة بالاحتياجات المطلوبة، بحسب إدارة المخيم.
ويشتكي محمد عماد (40 عاماً)، نازح من مسكنة، من تزايد حالات المرض “وما يجعل الأمر أسوء هو عدم وجود نقطة طبية”.
ويشير المُعيل لعائلة مُكونة من خمس أفراد، إلى أنهم طالبوا بافتتاح نقطة طبية أسوة بمخيم منبج الشّرقي القديم بريف المدينة، إلا أنهم “لم يجدوا مجيباً”.
ويعاني النّازحون ضمن المخيم، مؤخراً، من تفشي أمراض التهاب الجّهاز التّنفسي، بكثرة، إضافة للأوضاع الاقتصادية الصّعبة.
وكشفت الهطولات المطرية القليلة مؤخراً مع حلول البرد التحديات التي يواجهها سكان المخيم هذا الشتاء بعد أن كانت المواد الغذائية هي أهم ما يشغل أرباب العائلات .
وتمنع الأوضاع المعيشية المتدهورة وانعدام فرص العمل العائلات من الاعتماد على أفرادها لبناء سور لخيامها مثلاً أو تغطيتها بشكل مناسب منعاً لتسرب المياه.
وقال محمد منصور، وهو الرّئيس المشارك للمخيم لنورث برس إنهم قدموا دراسة لافتتاح نقطة طبية وإنشاء مشروع صرف صحي، “ننتظر الموافقة للبدء بالعمل”.
ولكنه لم يحدد المدة الزمنية للبدء بتنفيذ المشروع وهو ما لم يلقى صدى إيجابياً لدى النازحين في المخيم.