لأول مرة.. طلاب في شمال شرق سوريا يعدون لدراسة الماجستير في اللغة والأدب الكردي

كوباني- نورث برس

تستعد أمل معمو وهي معلمة في جامعة كوباني شمالي سوريا، برفقة طلاب آخرين للتقديم على دراسة الماجستير في اللغة والأدب الكردي في مدينة كوباني وذلك بعدما عملت إدارة الجامعة على طرح وتنفيذ مشروع يسنح الفرصة لدراسة الماجستير في المدينة.

وتجد “معمو” فرصة دراسة الماجستير مهمة، “إذ أنها ستساهم في الارتقاء بالمستوى الأكاديمي في الجامعة وستُجرى أبحاث ودراسات تخدم اللغة الكردية التي كانت مهمشة منذ عقود”.

وفي الرابع والعشرين من كانون الثاني/ يناير الفائت، بدأت جامعة كوباني،  بتنفيذ برنامج خاص لدراسة الماجستير في اللغة والأدب الكردي، بالتعاون مع أكاديميين ومختصين في اللغة الكردية من خارج سوريا وذلك عبر نظام “أونلاين”.

وتعتبر دراسة الماجستير فرصة لتعزيز المعرفة والفهم في مجال معيّن، وأيضاً لنشر الأبحاث والاكتشافات في مجال التخصص الدراسي.

ويتم الانخراط في برامج أكاديمية تسمح للباحث بتحديث معارفه، وتلبية متطلبات الوظائف الحالية وتحسينها وتحسين الأمان الوظيفي بشكل عام، إضافةً إلى دوره في حل بعض المشكلات التي تواجه السكان، وبالتأكيد تسريع المسيرة المهنية للباحث.

وتعتمد أغلب جامعات العالم والجامعات العالمية، إحدى نظامين في مرحلة الماجستير، وهي إما عدد من المواد أو رسالة، وكلا النظامين يكونان في مجال الاختصاص الذي يدرسه الطالب.

لكن جامعة كوباني اعتمدت النظامين معاً، حيث يدرس الطلاب لمدة أربعة أشهر سبع مواد تعليمية بهدف تقويتهم في مجالات تتعلق بدراسة الماجستير وتجاوز النواقص العلمية وطريقة اختيار الأبحاث والترجمة.

ويشترط على الطلاب تجاوز هذه المواد السبعة بنجاح، للاستمرار في الدراسة بالمرحلة الثانية التي تستمر لسنة ونصف وتتضمن تقديم مقترح الرسالة وإعدادها ومناقشتها.

ويتم إلقاء محاضرات تلك المواد عبر برنامج “زووم”  بشكل يومي من الساعة السادسة وحتى الساعة العاشرة مساء وهو ما يشكل صعوبة أمام الطلاب الذين يشتكون من ضعف شبكة النت وعدم توفر الكهرباء أحياناً خلال موعد المحاضرات.

ويبلغ عدد الطلاب الكلي الذين تم قبولهم في دراسة ماجستير اللغة والأدب الكردي, 28 طالباً وطالبة وهم من مدرسي جامعة كوباني وجامعة “روج آفا” في مدينة القامشلي وبعض مدرسي مؤسسة اللغة الكردية في كوباني ولجنة التربية للمجتمع الديمقراطي في إقليم الجزيرة.

وقال محمد رشيد وهو نائب الرئاسة المشاركة لجامعة كوباني والمشرف على برنامج دراسة ماجستير الأدب واللغة الكردية في الجامعة إنهم بدأوا بتنفيذ المشروع بعد تحضيرات ونقاشات استمرت لثلاثة أشهر.

وأشار إلى أنهم ناقشوا ذلك مع أشخاص أكاديميين؛ أغلبهم دكاترة في جامعات من تركيا وإيران والعراق وبعضهم دكاترة أميركيون لديهم دراسات وأبحاث عن الأدب واللغة الكردية.

وأضاف أن برنامج دراسة الماجستير هذا العام خصص لمدرسي جامعة كوباني وجامعة “روج آفا” في مدينة القامشلي وبعض مدرسي مؤسسة اللغة الكردية ولجنة التربية للمجتمع الديمقراطي في إقليم الجزيرة، على أن يفتح المجال لجميع المتخرجين في الأعوام القادمة مع وضع شروط القبول.

ووفقاً لقول “رشيد” فإنهم سيلقون صعوبات ومشاكل خلال السنة الثانية وذلك بسبب قلة المصادر والمراجع الكردية المتاحة أمام الطلاب، إضافة إلى صعوبات في إعداد دراستهم وأبحاثهم ومشاريعهم بحسب المستوى المطلوب.

ورأى أنه على إدارة الجامعات في شمال شرق سوريا والمنسقية العامة للجامعة البدء بمثل هذه المشاريع لتطوير الجانب الأكاديمي في اللغة الكردية بهدف الوصول إلى مستوى اللغات والآداب الأخرى في العالم.

إعداد: فتاح عيسى ـ تحرير: عمر علوش