شتاء بلا وقود..سكان في حلب لم يستلموا الدفعة الأولى من مازوت التدفئة

حلب – نورث برس

منذ بداية الشّتاء، ينتظر سكان أحياء في حلب، توزيع الدّفعة الأولى من وقود التّدفئة، بعد أن أعلنت شركة المحروقات، بدء التّسجيل عبر البّطاقة الذّكية في الأول من آب/ أغسطس 2021.

وقال فهد بودقة (40 عاماً) من سكان حي الجّابريّة في حلب لنورث برس، إنه سَجل الطّلب في الثّاني من آب/ أغسطس المُنصرم، عبر تطبيق “وين”، وما يزال حتى الآن ينتظر استلام الدّفعة الأولى.

ومضى ثلاث سنوات على آخر مرة استلم فيها “بودقة” ، مخصصاته من وقود التّدفئة، حسب قوله.

ويشتكي الرجل الأربعيني من أنه ومنذ شهرين لم يستخدم المدفئة في المنزل، وعوّضها بالأغطية الشّتويّة، مشبهاً حالهم بـ “أصابع اليبرق”، فهم من البرد لا يمارسون حياتهم الطّبيعيّة بسهولة.

وأشار إلى آلية التّوزيع تُحصر بالبطاقة الذّكية، التي تؤدي المهمة السّابقة “للمُختار”.

وتنفذ شركة تكامل مشروع البطاقة الذّكيّة، منذ تموز/ يوليو 2014، واقتصر عملها في البداية على تزويد الأليات الحكوميّة والخاصة بمادة الوقود، وفي 2017 بدأوا بتوزيع مازوت التّدفئة عن طريقها.

ويتهم الرّجل المسؤولين عن شركة المحروقات، بتغذية السّوق السّوداء، “فهم يدعون أنّ البلاد تعاني من تبعات العقوبات الدّولية وقانون قيصر والمواد قليلة،  فكيف تتوفر المواد في السّوق السّوداء؟”

هذا ويستبدل أحمد شيخ العشرة (45 عاماً)، أحد سكان حي بعدين في حلب، وقود التّدفئة والحطب، بالورق والكرتون وبعض النّفايات المنزلية، ليقي أطفاله برودة الشّتاء.

وسعر الحطب بلغ تسعمئة ليرة سورية حسب النوعية، واسطوانة الغاز الواحدة مئة ألف ليرة سورية، مما حال دون الاستعانة بهما للتدفئة.

وفقد “شيخ العشرة” الأمل باستلام الدّفعة الأولى من وقود التّدفئة، مع صعوبة شراءه من الأسواق الحرة، فهو “باهض الثّمن”، كما قال.

ووصل سعر لتر الوقود الحر لثلاث آلاف وخمسمئة ليرة سورية، نتيجة “احتكار” التّجار له، نظراً لصعوبة تأمينه.

ومنذ شهرين، استلم جميل عساف (60 عاماً) وهو من سكان حي مساكل السبيل الدّفعة الأولى من الوقود وهي خمسون لتراً، بخمسمئة ليرة.

ويعيش الرجل الستيني وزوجته وحدهما، بعدما  هاجر أولاده إلى خارج البلاد بسبب الحرب.

ولا يستخدم الرّجل الوقود للتدفئة، بل من أجل تشغيله في الحمام، فعلى حد تعبيره “ما لا ينبع يخلص”.

وفي العشرين من كانون الثّاني/ يناير 2022، أعلنت شركة المحروقات عن التّسجيل على  الدّفعة الثّانية، بمقدار خمسين لتراً، ومئة لتر لمن لم يستلم الدّفعة الأولى.

وبجملة “شوفوا شركة المحروقات” تهرّب المسؤول عن المواد النّفطية في المدينة، من الرّد على مراسل نورث برس، فيما يتعلق بالتأخر بتوزيع وقود التّدفئة.

وفي الثاني والعشرين من كانون الثّاني/ يناير الفائت، أعلنت الحكومة السّورية عن منح السّكان خمسين لتراً إضافيّة، لكن بسعر ألف وسبعمئة وخمسين ليرة سورية، وخصصت للتوزيع محطات الزّبدية، وأربع محطات أخرى، كل واحدة منها تبعد نحو ثلاثين كيلو متراً عن المدينة.

ومع بلوغه خريف العمر، يخشى “عساف” المرض، لذا في بعض الأحيان ينتظر الكهرباء لتسخين الماء، “حتى لو حَللت مشكلة التّسخين، تبقى غرفة الحمام باردة بلا تدفئة”.

ويملك “عساف” مدفئة على الغاز، مشيراً إلى أنه يستخدمها صباحاً ومساءً، إلا أنه ينتظر الدّفعة الثّانية من الوقود بفارغ الصّبر.

إعداد: معتز شمطة  –   تحرير : هيلين محمد