مستقبل التعليم للاجئين السوريين في أربيل عالق لدى “صحة الصدور” في بغداد

أربيل- نورث برس

یواجه الطلاب السوريون في إقليم كردستان العراق، “تعقيدات روتينية” تحرمهم من حقهم في إكمال التعليم، تبدأ من ضياع وثائقهم الدراسية خلال سنوات الحرب في سوريا  وصولاً إلى الإجراءات التي تتبعها الجهات المعنية في العراق للمصادقة على الوثائق.

ومنذ عامين، ينتظر ألان صلاح (20 عاماً)، اللاجئ من مدينة عامودا شمال شرق سوريا إلى أربيل في  2019، المُصادقة على أوراقه الثّبوتيّة في بغداد، بعد أنّ حرمه الصّراع في سوريا من إكمال الدراسة الثّانوية العامة.

ويتعلم “صلاح” العزف على آلة البزق، ليُسليَّ نفسه، آملاً بـ “فرج قريب يسمح لي بإكمال التّعلم”.

وفي العام المنصرم، سافرت سوميناز إبراهيم والدة ألان، إلى سوريا، لتوثقَ شهادات الصّف التّاسع، والعاشر، والحادي عشر، التي حصل عليها ابنها، من التّربيّة ومكتب وزارة الخارجية التابعة للحكومة السّورية في الحسكة، ومن ثم السفارة العراقية بدمشق.

ورفضت إدارة تربيّة أربيل الأوراق، مُشترطة إرسالها إلى بغداد للتأكد من صحة الصّدور في الدّوائر المعنية هناك، كي يتم التأكد من صحة الأختام على الشّهادات عبر البريد الالكتروني، حسب ما قالته سوميناز.

وعن المدة التي يحتاجها إجراء “صحة الصّدور”، أشارت “إبراهيم” إلى أنها استفسرت من مديريّة التّربيّة في أربيل، لتأتيها الإجابة بجملة “لا نعلم”.

“ما زلنا ننتظر”

وشكّل إقليم كردستان العراق، وجهة لآلاف العائلات السورية في شمال وشرق سوريا، بعد ما خلفه الصراع الدائر على الأرض من تدمير لمنازلهم وقراهم.

ويسكن القسم الأكبر من اللاجئين السوريين في مخيمات وعددها نحو عشرة، موزعة على المحافظات الثلاث في أقليم كردستان دهوك وأربيل والسليمانية.

ومع ألان تواجه روشان صالح  وهو اسم مستعار للاجئة من مدينة الحسكة شمال شرق سوريا منذ عام 2020، المُشكلة ذاتها.

وقال شقيقها عامر صلاح، وهو اسم مستعار، لنورث برس، عبر مكالمة هاتفية، إنّ البحث عن شهاداتها في سوريا استغرق ستة أشهر، وبعد الختم والتصديق، “نحن بانتظار التّأكد من صحة الصّدور في بغداد”.

ورغم حصول ابن مدينة المالكية في شمال وشرق سوريا، نيجرفان منيس (30 عاماً)، على الثّانويّة العامة في سوريا، وامتلاكه كافة الوثائق التي تثبت تأهيله لدخول المرحلة الجّامعيّة، إلا أنّه فشل بدخول قسم اللغة الإنكليزية في جامعة أربيل.

ولجأ “منيس” إلى أربيل مع أسرته، منذ حوالي سبعة أعوام، بعد أن منعته ظروف الحرب من إكمال تعليمه.

وقال إنّ  “دائرة التعليم العالي في أربيل، طلبت تعديل شهادة الثانوية العامة، وإبراز كافة شهاداتي الدراسية السّابقة، كشرط للتسجيل في الجامعة”.

وبالفعل نفذ “منيس” الإجراءات كافة، “قدمت أوراقي المختومة والمُصادق عليها، منذ عامين”، وكغيره ينتظر “صحة الصّدور” من بغداد.

البحث عن حلول

ويحاول اتحاد الطلبة والشباب الدَّيمقراطي الكردستاني في إقليم كردستان، بحث هذه المُشكلة مع وزارة التَّربية والجَّهات المعنية في الحكومة، لإيجاد حلول تُعيد الطّلبة السَّوريين إلى مقاعدهم الدَّراسيَّة.

وينصح أحمد أمين ممثل اتحاد الطَّلبة والشّباب الدّيمقراطي في إقليم كردستان، الطَّلبة بتنظيم أوراقهم وتجهيزها قبل القيام بخطوات التسجيل.

ويشير “أمين” إلى أنّ طلبة إقليم كردستان، قسمين، الأول يضم الدّارسين في مدارسه من الصّف التّاسع حتى الثّالث الثّانوي، “ولا عوائق أمام هؤلاء لإكمال تعليمهم”.

والقسم الثّاني، يواجه مشكلة الإجراءات الجديدة، التي اتخذتها التّربية في الإقليم، والتي تشترط إبراز وثائق تثبت نجاح الطّالب السّوري في كافة المراحل التّعليمية التي مرّ بها في بلده، للسماح له بإكمال تعليمه،  وفقاً لكلام أحمد.

ورفضت وزارة التّربية في إقليم كردستان العراق التّعليق على المشكلة، فيما اكتفى مدير مكتب الوزير سامان سويلي، بالقول إنّ لديهم خطة مستقبلية لحل مشاكل الطّلبة اللاجئين، دون إعطاء المزيد من التفاصيل.

ودعا “أمين” الطّلبة السّوريين للبحث عن شهاداتهم السّابقة التي حصلوا عليها في سوريا، وتصديقها، قبل فترة التّسجيل في مدارس وجامعات إقليم كردستان العراق.

إعداد :سهى كامل – تحرير : هوزان زبير