سجن غويران يخلق نفيراً أمنياً في العراق

أربيل- نورث برس

أعلنت قيادة العمليات العراقية المشتركة، أمس الاثنين، عن إيجاز أمني للقوات المسلحة حول العمليات ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) حيث بيّن أن الوضع الأمني على الحدود مطمئن بالكامل، وهنالك سيطرة كاملة على الخط الحدودي الدولي.

جاء ذلك بعد أسبوعين شهدا عمليات مكثفة جواً وبراً ضد التنظيم، بعد الأحداث التي شهدها سجن الصناعة في حي غويران جنوب الحسكة.

وتكررت التصريحات الرسمية من جانب حكومتي بغداد وإقليم كردستان، ولا سيما بعد أحداث سجن الصناعة، بأن “داعش” لا يزال يشكل خطراً على البلاد، رغم مرور خمس سنوات على إعلان النصر النهائي عليه في العراق.

وبالفعل فقد تزامن مع الحدث في الحسكة، هجوم عنيف لـ”داعش” في محافظة ديالى، وخلّف 11 قتيلاً في الجيش العراقي.

وأشارت قيادة العمليات المشتركة في مؤتمر صحفي أمس، أنه بالاشتراك مع إقليم كردستان العراق، تم نشر قوات حرس الحدود على طول الشريط الحدودي مع سوريا.

ونفّذت الطائرات الجوية خلال هذا الشهر، 22 ضربة جوية، أسفرت عن قتل 22 عنصراً من “داعش”، وتدمير 6 مواقع للتنظيم وعجلتين مع دراجة نارية.

وقال رئيس جهاز مكافحة الإرهاب، الفريق أول ركن عبد الوهاب الساعدي، خلال المؤتمر الصحفي إن “الجهاز نفذ خلال الشهر الماضي 21 عملية، ألقى خلالها القبض على 17 عنصراً وهم الآن قيد التحقيق”.

تأمين الحدود السورية

وقال “الساعدي” إن “الحدود مراقبة بالكاميرات الحرارية وبشكل كامل”، مشيراً إلى “سيطرة القوات على أغلب عمليات التهريب عبر الحدود”.

من جانبه، قال قائد قوات حرس الحدود الفريق الركن حامد الحسيني، إن الحكومة خصصت 15 مليار دينار لتأمين الحدود مع سوريا.

وتوّعد الأسبوع الفائت، رئيس الوزراء العراقي مصطفى الكاظمي، بملاحقة عناصر تنظيم “داعش” داخل وخارج حدود العراق، وذلك خلال زيارته للشريط الحدودي مع سوريا.

وأعاد “الكاظمي” هدف زيارته للحدود بالقرب من قضاء شنكال (سنجار)، للاطلاع على الإجراءات والاحتياطات المعمول بها من قبل القوات الأمنية والعسكرية وجاهزيتها للتصدّي لأي محاولة استهداف.

وفي الداخل العراقي، وبحسب حجم العمليات التي ينفذها التنظيم، يظهر أن أكثر البؤر التي ينشط فيها “داعش” تمتد بين أربع محافظة وهي ديالى وصلاح الدين وكركوك ونينوى.

خط عرضي ديالى إلى نينوى

وشهد العراق، غالباً في خط عرضي يمر في وسط البلاد من الشرق في محافظة ديالى إلى الغرب في محافظة ننيوى بالقرب من الحدود السورية، نشاطاً متجدداً للتنظيم تواجهه عمليات للقوات العراقية عبر حملات عسكرية وضربات جوية واعتقالات.

وتتميز الجغرافية التي تنتشر فيها خلايا التنظيم بطبيعة وعرة، حيث تضم سلسلة من الجبال والوديان كتلال حمرين في ديالى، وصلاح الدين، وجبال مكحول بين صلاح الدين ونينوى.

كما يعتبر الفراغ الأمني في المناطق المتنازع عليها بين حكومتي بغداد وأربيل العامل الأبرز، حيث شهدت الحدود الإدارية بين الحكومتين خلال الأشهر الأخيرة الفائتة، عمليات أكثر دموية، استهدفت قوات البيشمركة في كرميان ومخمور نهاية شهر تشرين الثاني/ نوفمبر الفائت، وراح فيها ما لا يقل عن 25 شخصاً معظمهم من البيمشركة.

وأعقب ذلك الهجوم الدامي، عمليات أمنية مشتركة بين الجيش والبيشمركة، جرت في محافظتي ديالى وكركوك العراقيتين، لملاحقة خلايا “داعش”.

تفتيش السجون

ونفذت وحدات جهاز مُكافحة الإرهاب العراقية، حملة كُبرى لتفتيش السجون العراقية في محافظات عدة، بدأت يوم الثاني والعشرين من كانون الثاني/يناير واستمرت لغاية الثلاثين من نفس الشهر.

وقال جهاز مكافحة الإرهاب في بيان، الأحد، إن الحملة حصلت بعد التطورات الأمنية الأخيرة التي شهدتها مدينة الحسكة السورية المحاذية للأراضي العراقية، والتي حاول فيها عناصر “داعـش” الفرار من “سجن الصناعة ” في حي غويران.

وشملت الحملة سبعة سجون عراقية وهي “التاجي المركزي، سجن الكرخ المركزي، سجن العدالة / الكاظمية، سجن الناصرية المركزي، سجن البصرة المركزي، سجن بابل الإصلاحي المركزي، وسجن الفيصلية بمُحافظة نينوى”.

وكان الهدف من الحملة هو اتخاذ التدابير الأمنية والقضاء على “الإرهاب ميدانيًا وفكريًا”.

خطر فكري

وكان الأمين العام لوزارة البيشمركة في إقليم كردستان العراق جبار ياور،  قال في تصريح سابق لنورث برس، تعليقاً على أحداث سجن الحسكة، “بقاء معتقلي التنظيم في شمال شرقي سوريا دون محاكمة يعد خطراً كبيراً”.

وأشار إلى أن التنظيم يتبع أساليب جديدة لشن هجماته، عبر مجموعات صغيرة، ومن خلال وضع كمائن القنص، أو وضع ألغام، أو عمليات خطف، ثم إطلاق سراح الرهائن مقابل فدية مالية.

ورأى أن تجمع عناصر التنظيم، يحوّل المعتقلات في شمال شرقي سوريا، وفي إقليم كردستان العراق وغيرها، إلى “مدارس فكرية” يتيحها تواجد عدد كبير من المعتقلين.

وأعلنت خلية الإعلام الأمني بتاريخ الرابع والعشرين من هذا الشهر، مقتل أربعة من عناصر “داعش” في ضربات جوية استهدفت تجمعاً لهم شمالي محافظة صلاح الدين وسط العراق، بعد يوم من مقتل قياديين اثنين من “داعش” كانا يرتديان حزامين ناسفين، وثالث كان معهما في السيارة التي كانوا يستقلونها جنوبي الموصل.

وقبل ذلك، انطلقت عملية لتعقب خلايا التنظيم المتشدد جنوب الموصل، بمشاركة قطعات الجيش والشرطة والحشد الشعبي، هدفها تطهير صحراء الحضر الممتدة بين ثلاث محافظات نينوى وصلاح الدين والأنبار.

كما أطلقت القوات العراقية الأسبوع الفائت، حملة أمنية واسعة شملت محافظتي ديالى وصلاح الدين، لملاحقة منفذي مجزرة العظيم بمحافظة ديالى.

ومطلع الأسبوع الجاري، أعلن الجيش العراقي، مقتل خلية في تنظيم الدولة الإسلامية “داعش” التي كانت مسؤولة عن المجزرة، وكان من ضمن العناصر ثلاثة من الجنسية اللبنانية، بحسب الوكالة الرسمية العراقية.

إعداد وتحرير: هوزان زبير