تحليل: التفاهمات الروسية التركية تحول دون تطور الأزمة في سوريا

نورث برس

 

قال خبير في الشأن الروسي، إن التفاهمات الروسية التركية والعلاقات الاقتصادية والاستراتيجية، تحول دون تفاقم عسكري أو سياسي بين البلدين في سوريا.

 

وأوضح عمار قناة، الخبير في الشأن الروسي، في حديث لـ"نورث برس"، أن هناك تفهماً لدى السلطة السياسية في موسكو لمجريات الأحداث وتداعياتها على أنقرة، يقف أمام تطور النزاع العسكري في سوريا.

 

ويعتقد قناة، احتمالية عقد لقاء ثنائي مرتقب بين الرئيس الروسي ونظيره التركي، لإيجاد صيغة جديدة ممكن أن تتمثل بتعديل اتفاقية سوتشي، أو مذكرة جديدة حول منطقة إدلب، "تحفظ ماء وجه أردوغان"، إضافة للمصالح الأمنية والقومية للحكومة السورية والتواجد الروسي هناك.

 

واستطرد الخبير في الشأن الروسي، أن "هذا الحل لا يمنع اليوم الرئيس التركي من إصدار التصريحات النارية والتهديدات بفتح جبهات جديدة"، مرجحاً أن يكون خطاب أردوغان "موجهاً للداخل التركي أكثر منه إلى الخارج".

 

ويعتبر التواجد العسكري التركي في سوريا من أهم الركائز للدور الإقليمي لتركيا، وأن "العبث معناه ارتباك في المنظومة السياسية التركية والعودة للمواجهة الداخلية"، بحسب قناة.

 

وأشار إلى احتمالية أن تشهد الساحة السورية في المرحلة القادمة "بعض المناوشات العسكرية والمناورات السياسية، دون توجه إلى مراحل كارثية من الأزمة".

 

وتستمر روسيا في دعم القوات الحكومية في "مكافحة الإرهاب في إدلب لأنه بات يشكل خطراً حقيقياً أيضاً على التواجد الروسي في المنطقة".

 

ويتجاوب الموقف الروسي في النهاية مع وجهة نظر الحكومة السورية بضرورة بسط سيطرتها على كامل الجغرافية السورية.

 

وتلتزم روسيا بتطبيق اتفاقية سوتشي ومكافحة "الإرهاب" كأحد بنود الاتفاقية، "ولا توجد اتفاقية ولا مذكرة دولية تمنع سوريا من مكافحة الإرهاب الدولي أينما كان وحتى بمناطق خفض التصعيد"، بحسب ما أوضح الخبير في الشأن الروسي.

 

وتعاني المنظومة السياسية التركية من عدم استقرار وضعف في التوازن الإقليمي والدولي، على حد قول قناة.

 

وما يجري من تصعيد عسكري وسياسي في إدلب، "مرتبط بالعملية السياسية الجارية في المنطقة وبالأطراف الفاعلة فيها، وأهمها الطرف التركي". حيث تستخدم تركيا ملف إدلب "في محاولات ابتزازية للضغط على الأطراف الدولية لتحرير مصالحها القومية في أكثر من مناسبة وأهمها حوض البحر المتوسط"، حسبما بين قناة.

 

ووفقاً للخبير فإن إدلب تحولت "لخزان هائل للتنظيمات الإرهابية والمعارضة المسلحة والتي ارتبطت بمصالح دولية وإقليمية من تبعية هذه التنظيمات ووجودها كأدوات ضغط عسكري وسياسي".

 

وأوضح عمار قناة، الخبير في الشأن الروسي، أن مجريات الأحداث في منطقة إدلب مرتبطة بالعمليات السياسية الجارية في ليبيا، و"عمليات تصدير جديد للسلاح والعناصر الإرهابية، مما يفتح ملفاً جديداً وتهديداً آخر لمنظومة الأمن الأوروبية والشمال الإفريقي".