سياسيون في القامشلي: قضية داعش تمس العالم أجمع وليس الإدارة الذاتية وحدها

القامشلي- نورث برس

رأى سياسيون كرد في القامشلي شمال شرقي سوريا، الأحد، أن قضية “داعش” تمس العالم أجمع وليست مسؤولية الإدارة الذاتية وحدها، وأن على المجتمع الدولي أن يتحمل مسؤوليته حيال عناصر التنظيم في السجون والمخيمات.

وقال محمد موسى، وهو رئيس الحزب اليساري الكردي في سوريا، إن “على جميع الدول أن تستعيد مواطنيها ممن انضموا إلى تنظيم داعش المتواجدين الأن في سجن غويران ومخيم الهول.

ووصف، في تصريح لنورث برس، الهجوم على سجن الحسكة بـ “مخطط  كبير له أهداف عدة وليست فقط إخراج معتقلي داعش من السجن”.

ومنذ العشرين من هذا الشهر، يشهد محيط سجن الصناعة بحي غويران في الحسكة اشتباكات متقطعة بين قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي بمساندة التحالف الدولي من جهة، وخلايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من جهة أخرى.

وصباح اليوم، دعت قسد، عبر مكبرات الصوت، عناصر داعش المحاصرين في أجزاء من سجن الصناعه لتسليم أنفسهم.

وحتى الآن، أسفرت الاشتباكات عن مقتل 35 عنصراً من “داعش”، وفقدان 17 عنصراً من قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية لحياتهم.

خلايا وتسهيلات

ويتفق كثير من السياسيين في شمال وشرقي سوريا على أن هجوم خلايا داعش على سجن الصناعة مخطط يستهدف الإدارة الذاتية، وأن عدة جهات ترى نفسها مستفيدة من إفشال مشروع الإدارة الذاتية وتهديد استقرار المنطقة.

ورأى “موسى” أن محاولة تهريب خمسة آلاف مقاتل من السجن وتزويدهم بالسلاح، ستهدف حتى إلى “تفكيك شمال شرق سوريا” عبر السيطرة على مدينة الحسكة وتل تمر وقطع الطريق بين مناطق الجزيرة ودير الزور والرقة وكوباني.

واعتبر أن عملية اقتحام خلايا “داعش” لسجن الحسكة لم يأتِ بمعزل عن دعم جهات إقليمية، من حيث التدريب وتقديم تسهيلات للوصول إلى الحسكة.

ويعتقد السياسي الكردي أن تنظيم داعش لم يكن ليتمكن وحده من تنفيذ هكذا عملية، “فهناك حاضنة وخلايا نائمة في المناطق السكنية”.

وألمح إلى اجتماع تم عقده قبل نحو ثلاثة أشهر بين الاستخبارات السورية والتركية، في إشارة إلى تورط محتمل للجهتين في العملية.

“خطر كبير”

ويطالب سياسيون ومسؤولون في الإدارة الذاتية التحالف الدولي بزيادة تحصين سجون “داعش” والتوصّل لحلول نهائية تؤدي لإخلاء مخيم الهول وكل السجون التي تضم عناصر التنظيم عبر إعادتهم إلى دولهم أو إقامة محاكم دولية لمحاكمتهم.

ومن جانبه، وصف مصطفى مشايخ، وهو نائب سكرتير حزب الوحدة الديمقراطي الكردي في سوريا، وجود عناصر تنظيم داعش في مكان واحد بـ “قنبلة موقوتة وخطر لا يمكن الاستهانة به”.

وأضاف لنورث برس أن خطر هؤلاء سيبقى قائماً حتى بعد سيطرة قوات سوريا الديمقراطية والأسايش على الموقف.

ويوم أمس السبت، أشادت الخارجية الأميركية، في بيان لها، بسرعة تحرّك قوات سوريا الديمقراطية، والقدرة العالية التي أبدتها في ردّها والتزامها المستمر بمحاربة تنظيم “داعش” وملاحقة خلاياه في شمال شرقي سوريا.

لكن موقف حكومة دمشق من الهجوم كان مختلفاً، إذ اعتبرت وزارة الخارجية السورية تصدي “قسد” بدعم من التحالف الدولي للهجمات “أعمالاً ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”.

جاء ذلك في بيان نشرته وزارة الخارجية في حكومة دمشق، أمس السبت، قالت فيه  إن الأعمال التي تقوم بها “قسد” تسببت بنزوح آلاف السكان من محافظة الحسكة وزيادة معاناتهم.

وقال “مشايخ” إن على المجتمع الدولي والتحالف الدولي بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية القيام بمسؤولياتهما لإنهاء التنظيمات الإرهابية، ومساعدة الإدارة الذاتية وقوات سوريا الديمقراطية على إنهاء هذه الظاهرة الخطيرة التي تهدد الأمن العالمي.

إعداد: آسو إبراهيم – تحرير: عدنان حمو