تضييق على عناصر “داعش” المحاصرين في الحسكة ومكبرات صوت تدعوهم لتسليم أنفسهم

الحسكة- نورث برس

تشهد مدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، منذ العشرين من هذا الشهر، اشتباكات متقطعة بين قوات سوريا الديمقراطية وقوى الأمن الداخلي بمساندة التحالف الدولي من جهة، وخلايا تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) من جهة أخرى، في محيط سجن الصناعة بحي غويران.

وبدأت الاشتباكات الخميس الماضي بعد هجوم لخلايا من “داعش” السجن الذي يحوي الآلاف من عناصر التنظيم، تزامن مع ثلاثة انفجارات في محاولة لتهريب السجناء.

وصباح اليوم، دعت قسد، عبر مكبرات الصوت، عناصر داعش المحاصرين في أجزاء من سجن الصناعه لتسليم أنفسهم.

ونادت مكبرات الصوت عناصر تنظيم داعش في سجن الصناعة لرمي أسلحتهم والخروج إلى الباب الرئيسي للسجن.

وقال مصدر أمني، لنورث برس، إن قوات سوريا الديمقراطية تتقدم من جهة الصوامع وتضيق الخناق على عناصر داعش

ورغم إعلان قسد تمكنها يوم أمس السبت من السيطرة على عدة نقاط في الجهة الشمالية لسور السجن، إلا أنها لم تحدد مدة زمنية لإعادة السيطرة بشكل كامل على الموقف في سجن الصناعة والمساكن المحيطة التي شهدت خلال اليومين الماضيين حركة نزوح سكان.

وأرجعت “قسد”  ذلك إلى أن عناصر التنظيم يستخدمون سكاناً مدنيين كدروع بشرية، ما يعيق تقدم قواتهم لإنهاء الموقف الأمني.

ويوم أمس السبت، أشادت الخارجية الأميركية، في بيان لها، بسرعة تحرّك قوات سوريا الديمقراطية، والقدرة العالية التي أبدتها في ردّها والتزامها المستمر بمحاربة تنظيم “داعش” وملاحقة خلاياه في شمال شرقي سوريا.

لكن موقف حكومة دمشق من الهجوم كان مختلفاً، إذ اعتبرت وزارة الخارجية السورية تصدي “قسد” بدعم من التحالف الدولي للهجمات “أعمالاً ترقى إلى مستوى جرائم الحرب والجرائم ضد الإنسانية”.

جاء ذلك في بيان نشرته وزارة الخارجية في حكومة دمشق، أمس السبت، قالت فيه  إن الأعمال التي تقوم بها “قسد” تسببت بنزوح آلاف السكان من محافظة الحسكة وزيادة معاناتهم.

وفي صور نشرتها نورث برس، قامت قوى الأمن الداخلي بتأمين ممرات آمنة لخروج سكان حيي غويران والزهور في مدينة الحسكة، بعد تسلل عناصر التنظيم وخلاياه إلى منازلهم في المنطقة المحيطة بالسجن.

وصباح اليوم، ألقت طائرات التحالف الدولي منشورات ورقية تدعو سكان حي غويران في الحسكة للتبليغ عن أي أنشطة لخلايا داعش.

وحتى الآن، أسفرت الاشتباكات عن مقتل 22 عنصراً من عناصر “داعش”، وفقدان 17 عنصراً من قوى الأمن الداخلي وقوات سوريا الديمقراطية لحياتهم.

وفي وقت سابق من أمس السبت، نشرت منصات غير رسمية موالية لـ”داعش” مقاطع مرئية قالت إنهم أسرى من قوات سوريا الديمقراطية.

لكن مدير المركز الإعلامي لقسد فرهاد شامي، قال إن الظاهرين في المقاطع هم “عاملون بمطبخ السجن ممن فُقد الاتصال معهم خلال التصدي للهجوم الأول للخلايا الإرهابية على السجن”.

وفي هذه الأثناء، يطالب مسؤولو الإدارة الذاتية التحالف الدولي بزيادة تحصين سجون “داعش” والتوصّل لحلول نهائية تؤدي لإخلاء مخيم الهول وكل السجون التي تضم عناصر التنظيم عبر إعادتهم إلى دولهم أو إقامة محاكم دولية لمحاكمتهم.

إعداد: جيندار عبد القادر/ دلسوز يوسف- تحرير: سوزدار محمد