معرّفات “داعش” وإعلام دمشق يتنافسان على تبني استهدافات في ديرالزور

دير الزور – نورث برس

تتوافق وسائل الإعلام المقربة من تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”  والوكالات الإعلامية التي تديرها الحكومة السورية، والتي تنشر عمليات “الفصائل الشعبية” التابعة للقوات الحكومية ،غالباً، في نشر وتبني الاستهدافات وعمليات القتل في دير الزور، إذ يتبنى كل منهما من جهته العملية ذاتها بعد ساعات من تنفيذها.

ففي الرابع عشر من كانون الأول/ديسمبر الفائت، تبنى تنظيم “داعش” عملية استهداف حاجزين لقوات سوريا الديمقراطية “قسد”، بالأسلحة الرشاشة والقنابل اليدوية في بلدتي ذيبان ٥٠ كم وسويدان ٦٥ كم شرقي دير الزور.

تلاه نشر وسائل إعلام تابعة لحكومة دمشق، تبني “الفصائل الشعبية” التابعة للقوات الحكومة تلك العملية.

تنظيم الدولة الإسلامية يتبنى عملية استهداف حواجز لقوات سوريا الديمقراطية شرقي دير الزور)

وكالة سانا التابعة للحكومة السورية تنقل خبرا تبناه تنظيم داعش بأن منفذ العملية هم فصائل شعبية

وفي دور متبادل، نشرت مواقع إعلامية تابعة للحكومة السورية في العاشر من شهر تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، خبراً عن استهداف “الفصائل الشعبية” حاجزاً لـ”قسد”، ومقتل أحد عناصرها في بلدة أبو حمام 80 كم شرقي دير الزور،  وبعده بساعات، تبنى تنظيم  “داعش” العملية ذاتها.

ويتبنى “داعش” العمليات عبر قناة أعماق في تطبيق التيلغرام، ولا يمكن دخول القناة إلا عبر مراسلة مشرف القناة والإجابة عن سبب دخول القناة إضافة إلى أسئلة أمنية أخرى.

وتتكرر حوادث استهداف الموظفين المدنيين التابعين لمجلس دير الزور المدني وعناصر قوات سوريا الديمقراطية، ويتبناها عناصر التنظيم أو وسائل إعلام مقربة من الحكومة السورية، على أن من قام بالعملية هي فصائل المقاومة الشعبية.

ويشهد ريف دير الزور الشرقي عمليات اغتيال واسعة تطال عناصر ضمن قوات سوريا الديمقراطية، وموظفين في الإدارة المدنية، ووجهاء وسكاناً مدنيين.

جغرافية السيطرة

يشكل نهر الفرات الجدار الفاصل في جغرافية السيطرة في دير الزور بين قوات سوريا الديمقراطية التي تسيطر على شرقه وقوات الحكومة السورية والفصائل الموالية لإيران المسيطرة على غربه، إضافة إلى نشاط خلايا تنظيم الدولة الإسلامية على طرفي النهر في دير الزور، عموماً، وريفها الشرقي خصوصاً.

وتعتبر الحكومة السورية أي تسليح أو احتجاجات خدمية ضد “قسد” في شمال شرقي سوريا، بأنها “مقاومة شعبية”.

يقول مراقبون ميدانيون إنه لا وجود لتلك الفصائل في المنطقة وإنما هم خلايا تنظيم “داعش” أو سكان محليون يطالبون بتحسين الواقع الخدمي في المنطقة.

ونفى إبراهيم الجاسم قائد مجلس هجين العسكري المنضوية تحت راية قوات سوريا الديمقراطية أي وجود لما يسمى بالفصائل الشعبية في شمال شرقي سوريا.

وأضاف “الجاسم” أن أغلب العمليات في دير الزور وخاصة ريفها الشرقي هي لخلايا حكومة دمشق والفصائل التابعة لإيران، وهم عبارة عن أفراد وليسوا فصائل كما تروج وسائل إعلام الحكومة السورية.

استقطاب الخلايا

قال قائد مجلس هجين العسكري، إن غاية دمشق من تبني العمليات هي “زعزعة الاستقرار” سواء كانت العمليات لخلايا “داعش ” أو خلايا المخابرات التركية.

وفي الثامن عشر من كانون الأول/ ديسمبر الفائت قالت قوات سوريا الديمقراطية، إن وكالة “سانا” التي تديرها حكومة دمشق، نشرت أكاذيب حول عمليات “قـسـد”، بهدف الانتقام من سكان المنطقة الذين رفضوا المصالحات، “كما أن غايتها محاولات استقطاب الخلايا الإرهابية لضرب أمن واستقرار المنطقة”.

وأضافت “قسد”، أن تعمد وكالة “سانا”، إظهار عناصر تنظيم “داعش” على أنهم مدنيون، “محاولة لتضليل الرأي العام”.

وفي الثامن والعشرين من تشرين الأول / أكتوبر الفائت، أعلن المركز الإعلامي في قوات سوريا الديمقراطية اعتقال ” أحد عملاء الاستخبارات التركية “MIT“، في دير الزور، شرقي سوريا، ويدعى جميل حسن الرحيم، وأرفق المركز فيديو يتحدث فيه “الرحيم” عن عمله مع الاستخبارات التركية.

 وأضاف “الجاسم” أن عملياتهم لملاحقة خلايا “داعش” بالتنسيق مع التحالف الدولي مكثفة في دير الزور للقضاء عليه بشكل كامل.

ولكن حسب التقييم العسكري، فإن 30 بالمئة من العمليات “الإرهابية” في دير الزور هي لخلايا “داعش” و20 بالمئة هي لخلايا تركيا، و50 بالمئة هي لخلايا الحكومة السورية والفصائل الموالية لإيران.

وخلال عام 2021 نفذت قوات سوريا الديمقراطية في دير الزور “42 عملية ملاحقة لخلايا تنظيم الدولة الإسلامية وتم إلقاء القبض على بعض منهم”، بحسب “الجاسم”.

وفي تقريرها السنوي أعلنت قوات سوريا الديمقراطية بأنها اعتقلت ثمانمئة وعنصرين من خلايا “داعش” ومشتبه بهم في انتمائهم للتنظيم، كما أحبطت 47 عملية في مراحلها الأخيرة، إضافة إلى تفكيك 93 خلية.

ومنذ بداية شهر تشرين الأول/أكتوبر العام الفائت، تبنى “داعش” 29 عملية هجوم واغتيال في أرياف دير الزور الخاضعة لسيطرة قوات سوريا الديمقراطية، بينما تبنى خمس عمليات فقط في مناطق سيطرة الحكومة السورية بدير الزور، بحسب ما رصدته نورث برس.

فيما يواصل تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، عملياته التي تهدد أمن واستقرار شمال شرقي سوريا، وهو ما أكده القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية مظلوم عبدي، خلال لقاء القيادة العامة لـ”قسد” بالمجلس المدني لإقليم دير الزور وشيوخ العشائر.

وقال عبدي خلال اجتماعه مع شيوخ العشائر بدير الزور: “داعش انتهى ولكن كتهديد مازال موجوداً”، إذا ما تم مقارنة ملف تهديده مع دول الجوار، فإن وضعنا أفضل”.

وفي الثالث والعشرين من شهر تشرين الأول/أكتوبر العام الماضي، قضى وجيه عشائري، وأصيب شيخ قبيلة برصاص مسلحين مجهولين استهدفوا سيارتهم، في بلدة جزرة البو حميد غربي دير الزور، شرقي سوريا.

ووجه مُعد التقرير أسئلة للوسائل الإعلامية التي نشرت مواد صحفية حول تبني “الفصائل الشعبية” للعمليات، في الوقت نفسه الذي يتبناها “داعش”، وهل يوجد صفحات رسمية لتلك الفصائل، وما المقصود بفصائل المقاومة الشعبية، إلا أنه لم يحصل على أي رد منهم.

وقال مصدر عسكري رفيع المستوى في قوات سوريا الديمقراطية لنورث برس فضل عدم ذكر اسمه، إن منطقة دير الزور شهدت في الأشهر الأخيرة أسلوباً جديداً من قبل خلايا الاغتيال التابعة لتنظيم “داعش “أو غيرها من الأطراف المنفذة.

واعتمد الأسلوب الجديد على تنفيذ عمليات استهداف أشخاص مدنيين أو من المؤسسات الأمنية  والعسكرية بطريقة توحي بأنها عملية ثأر، وتهدف بطريقة أو بأخرى لخلق فتنة في أوساط العشائر المتواجدة في المنطقة.

كما تهدف بشكل أكبر لتقويض كل جهود الإدارة الذاتية، في تعزيز الأمن والاستقرار في شمال شرقي سوريا، بحسب المصدر.

إعداد وتحرير: زانا العلي