درعا ـ نورث برس
تحاول روسيا جاهدة العمل على تعويم الحكومة السورية، وإظهار سيطرتها على الجنوب السوري وخاصة محافظة درعا والتي تعتبر أولى المحافظات التي خرجت ضدها.
وعملت روسيا على حل جميع التشكيلات العسكرية التي كانت ضمن فصائل المعارضة وانضمت للتسويات، وألحقتها في القوات الحكومية وكان آخرها نقل تبعية اللواء الثامن الذي كان يتبع للفيلق الخامس إلى ملاك شعبة المخابرات العسكرية وتحديداً الفرع 265 في العاصمة دمشق.
مصادر مقربة من قيادة اللواء الثامن قالت لنورث برس، إن روسيا طلبت من قيادة اللواء إرسال عناصره للقتال إلى جانب القوات الحكومية ضد تنظيم الدولة الإسلامية (داعش) في البادية السورية على خلفية الخسائر الكبيرة التي تتكبدها القوات الحكومية هناك.
وشددت المصادر، نقلاً عن قيادات في اللواء، رفضها الزج بعناصرها في البادية السورية وأن عناصرها لا يؤدون الخدمة إلا في محافظة درعا ومعسكر سلمى في محافظة اللاذقية.
اقرأ أيضاً:
الانتشار العسكري في درعا واختلاف ولاءاته
اللواء الثامن يقتحم حاجزاً حكومياً شرق درعا
حلم الاستقرار في درعا تقوضه عمليات الاغتيال وصراعات الوكلاء
محلل سياسي: إيران نجحت في فرض شروطها وإقناع روسيا بتبني مطالبها في درعا
الجيش الإسرائيلي يكشف عن تفاهم “مصلحي” بين تل أبيب ودمشق وموسكو
وقال أسعد عوض الزعبي وهو خبير ومحلل عسكري، لنورث برس، إن “روسيا بحاجة ماسه إلى إنهاء وضع اللواء الثامن سواء ذهب إلى البادية، فستكون تخلصت منه ومن داعش، أو رفضه الذهاب سيكون هناك مبرر من أجل اعتقالهم من قبل الأمن، أو في حال انتسبوا إلى فصائل موالية لإيران”.
وأضاف أن هناك رفضاً، لكن أيضاً “قد يكون هناك إجبار داخلي لمن انقطعت بهم السبل فلا يستطيعون حماية أنفسهم لأنهم مطلوبون للقوات الحكومية من أجل سوقهم إلى الخدمة الإلزامية والاحتياطية ضمن صفوف هذه القوات”.
وأشار “الزعبي” إلى أنه في حال رفض الأوامر الروسية “من المحتمل أن يتعرض قيادات وعناصر اللواء الثامن إلى عمليات اغتيال على غرار ما حصل لمن سبقهم. يعني لا خيار لهم أو ربما يستطيع البعض الهروب”.
أما عن السيناريو المحتمل، فقال “الزعبي” إن “رفع الغطاء الروسي كلياً عن اللواء وجعله ورقة بيد النظام السوري يساوم بها المقاتلون ربما يكلفهم بقتال أبناء جلدتهم في درعا أو ربما يرسلهم كمرتزقة خارج سوريا. وجميع الاحتمالات مفتوحة”.
وشدد على أن الهدف من كل هذه الضغوطات “هو العمل على إنهاء كل تسمية أو وجود يتعلق باللواء الثامن في درعا وعدم استمراره كجسم عسكري واحد”.
وقال أحد عناصر اللواء الثامن، والذي رفض ذكر اسمه، لنورث برس، إنهم لم يحصلوا على رواتبهم منذ شهر نيسان/ أبريل العام الماضي.
وأضاف أن عناصر اللواء “لا يزالون متمسكين بتبعيتهم للواء من أجل حماية أنفسهم وعائلاتهم من الاعتقال على يد القوات الحكومية”.
وكانت القوات الحكومية طالبت عناصر اللواء الثامن بالانضمام لاتفاق التسوية الثانية التي بدأت مطلع أيلول/ سبتمبر من العام الماضي.
وطالبت العناصر بتسليم أسلحتهم الفردية، الأمر الذي رفضته قيادة اللواء حينها لتتدخل الشرطة العسكرية الروسية وتطالب عناصر اللواء الثامن بتسليم أسلحتهم الفردية لقيادة اللواء في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي الأمر الذي لاقى قبولاً لدى قيادة اللواء.