إدلب- نورث برس
يقول مزارعو الموز في إدلب شمال غربي سوريا، إن المنطقة قادرة على تحقيق اكتفاء ذاتي من الموز والمساهمة في خفض أسعاره في حال قام كل مزارع بزراعة دونم إلى خمس دونمات من هذه الفاكهة.
وخلال الأعوام القليلة الماضية، زرع عدد محدود من مزارعي بلدة دركوش القريبة من الحدود السورية التركية شمال غرب إدلب عدة شجرات من الموز في حقولهم كأول تجربة لزراعة هذه الفاكهة.
وقال يوسف نعمان وهو مزارع من بلدة دركوش إنه ينوي هذا العام زيادة زراعة عدد أشجار الموز في مزرعته القريبة من البلدة وذلك بعد نجاح تجربته خلال العامين الماضيين بنسبة تجاوزت السبعين بالمئة.
وأشار إلى أن توفر المياه وخصوبة التربة في دركوش ساعدت على نجاح تجربة زراعة الموز، بالإضافة لمختلف أنواع الفواكه والحمضيات.
وقام المزارع وبعد نجاح تجربته، بتوزيع غراس الموز على مزارعين في منطقته كخطوة لتشجيعهم على زراعة هذه الفاكهة التي يرى لها مستقبلاً جيداً وناجحاً في إدلب.
وتقع دركوش التابعة لمنطقة جسر الشغور شمال غرب إدلب على ضفة نهر العاصي وتبعد عن مركز مدينة إدلب نحو 30 كيلومتراً وتعرف البلدة بلقب “عروس العاصي”.
وتشتهر البلدة بزراعة مختلف أنواع الفواكه والحمضيات ولا سيما أشجار الرمان والمشمش والحمضيات التي تغطي معظم الأراضي الزراعية المحيطة بالبلدة والبالغ مساحتها نحو 450 هكتاراً.
ولكن “نعمان” ذكر أن غلاء الأسمدة وعجز مزارعين عن شرائها، بالإضافة إلى الاهتمام المستمر الذي تحتاجه أشجار الموز بشكل يومي، أدى لعزوف غالبية المزارعين عن زراعة الموز.
ويُزرع الموز في بداية فصل الربيع ويحتاج إلى الأراضي الخصبة والمياه العذبة الوفيرة ودرجة حرارة تتراوح بين 20 و30 درجة، إضافةً إلى كميات كبيرة من الأسمدة العضوية والكيماوية التي تزيد الإنتاج، بحسب مزارعين.
ويتراوح إنتاج كل شجرة ما بين 20 و25 كيلوغراماً وذلك حسب عمر الشجرة التي تحتاج ثمارها إلى نحو عام حتى تنضج وتصبح جاهزة للقطاف، بحسب “نعمان”.
ووفقاً لمزارعي موز فإنهم حصلوا على اكتفاء ذاتي واستغنوا عن شرائه من الأسواق وخاصة أن سعر الكيلوغرام منه يصل إلى 15 ليرة تركية (نحو أربعة آلاف ليرة سورية).
ولكن “نعمان” وغيره من مزارعي الموز يواجهون صعوبات تتمثل في ارتفاع أسعار المحروقات والأسمدة والمبيدات وتدني جودة الأسمدة المستوردة.
ويبلغ سعر طن السماد الروسي المركب 820 دولاراً والمركب الأردني 800 دولار ويوريا (46) الأوكراني 920 دولاراً، فيما يباع السماد العضوي التركي بـ160 دولاراً.
في حين يصل سعر برميل المازوت المستورد نوع أول لنحو 175 دولاراً، بحسب التسعيرة الرسمية لشركة “وتد للبترول” المحتكرة لسوق المحروقات في شمال غربي سوريا.
وفي مزرعته في دركوش، ينهمك نصر دبل بتقليم أشجار الموز التي أخذ غراسها من جاره “نعمان”.
وقال “دبل” إنه يسعى لتطوير لزراعة الموز وذلك بزيادة عدد الأشجار في مزرعته أكبر، خاصة أن “استيراد الغراس أفضل بكثير من استيراد المنتج من تركيا وبأسعار مرتفعة”، بحسب قوله.