"تجاهل الحكومة" يقلق مزارعي ريف حلب الجنوبي رغم تحسن إنتاجهم

حلب – نورث برس

 

يرى مزارعون في ريف حلب الجنوبي إن الإنتاج الزراعي لمحاصيل هذا العام جيد قياساً بالأعوام السابقة، إلا أنهم لا يزالون في مواجهة مخاوف التعرض لخسائر بسبب عدم وجود خطط حكومية داعمة.

 

ولم يستطع المزارعون بعد سيطرة القوات الحكومية إعادة إنتاج المساحات الشاسعة من الأراضي الزراعية في الريف الجنوبي لحلب، والذي تعد الزراعة فيه مصدر الدخل الأساسي لسكانها.

 

وقال خليل حمود الحسين 44) عاماً)، وهو مزارع من بلدة تل الضمان في ريف حلب الجنوبي، إنّ موسم الحبوب الذي يعتبر من أهم المحاصيل الزراعية مقبول هذا العام، "لكن الكثير من المزارعين غير راضين عن آليّات متعلقة بأعمال الزراعة والحصاد والتسويق في المنطقة".

 

وأضاف أن مزارعي المنطقة يعتمدون على الزراعة كمصدر دخل أساسي، "وإذا استمر تجاهل الحكومة السورية لمطالبنا، وعدم تقديم تسهيلات تعيننا، ستفقد الكثير من الأسر والعوائل مصادر دخلها".

 

ولفت "الحسين" إلى أنّ "الكثير من الأراضي لم تزرع وبقيت بوراً، لاسيما في أطراف الحص وجنوب شرق تل الضمان، لأنّ الأراضي هناك تحتاج لاهتمام خاص وعملية استصلاح جادّة، نظراً لنوعية التربة وزيادة نسبة ملوحتها، واحتياجها لعناية خاصّة وأسمدة نوعية لم تستطع اللجان الزراعية الحكومية تأمينها خلال الموسم الزراعي الفائت".

 

ويعتمد معظم مزارعي ريف حلب الجنوبي على الزراعة البعلية لمحصولي القمح والشعير، بينما يتمكن القليل منهم من ري مزروعاتهم من الحبوب أو زراعة محاصيل أخرى.

 

ولايزال المزارعون يواجهون "الإهمال ونقص الخدمات"، رغم تكرار مطالبتهم بضرورة توفير المستلزمات الأساسية لمزروعاتهم، لاسيما الأسمدة والمحروقات.

 

وقال مفلح زيدان المحمد 62) عاماً)، وهو مزارع يسكن بلدة زيتان في ريف حلب الجنوبي، لـ "نورث برس": الأراضي الزراعية في ريف حلب الجنوبي تتوزّع بين المروي في القسم الغربي والشمالي من الريف، وهي لا تشكّل سوى 15% من المساحات الزراعية والباقي كلّها أراض بعليّة يعتمد إنتاجها على مواسم الأمطار، بالإضافة إلى مدى توفر المستلزمات الزراعية من أدوية وأسمدة.

 

وأشار "المحمد" إلى أن "الحرب وتبعاتها ساهمت بشكل كبير في تراجع الإنتاج الزراعي وخروج الكثير من الأراضي الزراعية خارج دائرة الاستصلاح، وعدم التمكّن من زراعتها، بالرغم من حالة الاستقرار النسبي الذي يعيشه الريف الجنوبي بعد سيطرة القوات الحكومية على كامل الريف الجنوبي لحلب".

 

وبحسب مصدر من مديرية زراعة حلب، فإن "إنتاج موسم القمح بريف حلب الجنوبي لهذا العام جيد حيث تقدّر الكمية حتى الآن بـ /20/ ألف طن، مقارنة بالعام الماضي الذي احترقت فيه مساحات كبيرة كانت مزروعة بالقمح في المنطقة".

 

ورغم وفرة موسم الحصاد في هذا العام قياساً بأعوام سابقة، إلّا أنّ عدم تمكن أصحاب أراضٍ مزروعة بالحبوب من تأمين حصادات وشاحنات لنقل المحاصيل إلى مراكز استلام الحبوب تسبب بمصاعب لهم نتيجة نقص مادة الديزل في المنطقة. 

 

كما أن انتشار الحواجز الأمنية وعرقلتها لحركة توريد الإنتاج لمراكز الاستلام أحياناً وفرضها لمبالغ مالية على الشاحنات ساهم في زيادة معاناة مزارعي الريف الجنوبي الذين يواجهون أساساً مخاطر التعرض للخسارة بسبب انهيار قيمة الليرة السورية.

 

وقال كامل حسين حتروش (36عاماً)، وهو مزارع من سكان بلدة السفيرة جنوب حلب، لـ"نورث برس": "الحواجز الأمنية والعسكرية تفرض رسوماً على المواد التي تعبر منها، وهذا يكبدنا مبالغ مالية إضافية، ناهيك عن أنّ عدم استقرار سعر صرف الدولار منذ فترة الزراعة إلى فترة الحصاد، يعرضنا للخسارة".

 

وأضاف أنّ تحديد الحكومة /400/  ليرة للكيلو غرام الواحد من القمح لا يحقّق لهم أرباحاً كافية، "ولكن ربما يسهم في تجنيبنا خسائر كبيرة، فالزراعة في أريافنا باتت ضعيفة المردود".

 

يقول "حتروش": "نحتاج لخطة إنقاذ حقيقية من الحكومة السورية، ليعود ريف حلب الجنوبي منطقة زراعية كما كانت".