انتشار زراعة محصول "الفصة" العلفي في ريف الرقة الشرقي لقلة تكاليفه

الرقة- فواز العكلة- نورث برس

 

يلجأ مزارعون في ريف الرقة الشرقي، شمالي سوريا، لزراعة محصول "الفصة" العلفي نظراً لقلة تكاليف زراعته بالمقارنة مع محاصيل اعتادوا زراعتها كالقمح والشعير اللذين باتا يحتاجان إلى تكاليف مادية كبيرة بدءاً من زراعتها وحتى الحصاد والتسويق.

 

والفصة محصول علفي مروي غني البروتينات والفيتامينات والأملاح المعدنية، يقدم كغذاء للمواشي والأبقار والخيول، كما يترك المحصول تربة جيدة الخواص غنية بالآزوت والمواد العضوية ما يزيد إنتاج الأرض لدى زراعتها بمحاصيل أخرى في السنوات اللاحقة.

 

وقال عيسى الحجي (39عاماً)، وهو مزارع من بلدة الكرامة، /25/ كم شرق مدينة الرقة، إن مزارعي ريف الرقة الشرقي يعمدون إلى زراعة الفصة "لعدم توفر إمكانات زراعة المحاصيل الأخرى كالقمح والشعير والذرة والقطن، في ظل ارتفاع أسعار مستلزماتها من أدوية وسماد وبذار وأجور حراثة الأرض".

 

ولفت إلى أن حراثة الدونم الواحد لزراعة القمح أو الشعير يكلف ما يقارب /7.500/ ليرة، في حين أن حراثة الأرض المزروعة بالفصة تكون مرة واحدة كل خمس أو ست سنوات، بالإضافة لمقاومة هذا المحصول لظروف الجفاف والأمراض، "لا يحتاج إلى أي أدوية أو مخصبات زراعية باستثناء رشه بسماد يوريا لمرة واحدة خلال العام".

ويحتاج الدونم الواحد من محصول الفصة إلى /15/ كغ فقط من سماد "يوريا" خلال العام الواحد، كما أنه يحتاج للسقاية مرة واحدة كل /25/ يوماً، يتم تأمينها في ريف الرقة الشرقي من مياه الري.

 

وأضاف "الحجي" أن مزارعي الفصة يقومون بتضمينها (بيع الزرع كمرعى لفترة محدودة) لأصحاب المواشي بقيمة ستة آلاف ليرة سورية للدونم الواحد شهرياً.

 

وقال حسن الدبوس (58 عاماً)، وهو تاجر للمحاصيل الزراعية في بلدة الكرامة، إن لمربي المواشي في المنطقة إقبال كبير على تبن الفصة، "نقوم ببيعه للتجار بسعر يصل إلى /160/ ليرة للكيلو الواحد، في حين نشتريه من المزارعين بـ/140/ ليرة".

 

وكانت الزراعة في سوريا قد شهدت خلال السنوات الأخيرة تناقص مساحات بعض المحاصيل كالقطن والخضار، في حين واجه محصولا القمح والشعير تحديات كان أبرزها ارتفاع أسعار الأسمدة والمبيدات والمحروقات، الأمر الذي أبرز مخاوف المزارعين من التعرض لخسائر في المواسم القادمة.

 

من جهته أشار موسى الزيد (42 عاماً)، مزارع من قرية "جديدة بلدية"، /35/ كم شرق مدينة الرقة، إلى أن بعض المزارعين لا يقومون بتضمين الفصة لأصحاب المواشي، وإنما يقومون بحصده وتحويله إلى تبن ليتم بيعه فيما بعد لأصحاب المواشي كمادة علفية.

 

ويبلغ سعر الكيلو الواحد من تبن الفصة /140/ ليرة سورية، حيث يصل إنتاج الدونم الواحد إلى /1.100/ كيلوغرام في كل حصاد،  ويحصد هذا المحصول الرعوي مرة كل شهرين، بمعدل أربع مرات خلال السنة الواحدة.

 

ونوه "الزيد" إلى أن التكلفة المالية لحصاد محصول الفصة تبلغ ثلاثة آلاف ليرة سورية للدونم الواحد الذي يوفر للفلاح /154/ ألف ليرة سورية كل شهرين، "الاستفادة كبيرة والتكلفة المادية لزراعتها قليلة، بالمقارنة مع محصولي القمح والشعير".

 

 وتشهد مناطق شمال وشرقي سوريا تراجعاً في زراعة محصولي الشعير والقمح، وتوجها لدى المزارعين نحو زراعة محاصيل بديلة كالمحاصيل العطرية والطبية أيضاً، نظراً لانخفاض تكاليف زراعتها، حيث تراجعت مساحات زراعة محصول القمح في العديد من المناطق رغم تصنيفه كأحد المحاصيل الاستراتيجية على مستوى البلاد.