مربو مواش في القامشلي يخسرون قطعانهم بسبب الجفاف وإغلاق التصدير

القامشلي- نورث برس

يعرض حميد حمزة، وهو مربي ماشية من بلدة تل حميس بريف القامشلي، شمال شرقي سوريا، رؤوساً من أغنامه للبيع بهدف تأمين علف لبقية القطيع.

ويقول مربو أغنام في ريف القامشلي إنهم باعوا رؤوساً من حيواناتهم، خلال هذا الأسبوع، بأقل من نصف سعرها المعتاد، وذلك لتجنب المزيد من الخسائر في ظل الجفاف واستمرار إغلاق التصدير إلى إقليم كردستان العراق منذ أكثر من أسبوعين.

كما أنهم ينتقدون تأخر الإدارة الذاتية بتوزيع مادة النخالة العلفية وسط غلائها في الأسواق وعدم توفر المراعي في ظل انحباس الأمطار.

وكان “حمزة” يملك 40 رأس غنم، لم يتبقى منها سوى 15، ولا يدري كم سيبيع منها أيضاً هذا العام.

ومنذ تشرين الثاني/ نوفمبر العام الماضي، تقدم مربو ماشية شرق القامشلي بطلب إلى لجنة الثروة الحيوانية في قرية أم فرسان قرب المدينة للحصول على مادة النخالة، لكنهم لم يحصلوا عليها حتى الآن.

ويتخوف “حمزة” من عدم حصوله على أعلاف مدعومة السعر، فهم لم يتمكنوا من تخزين حاجتهم كالأعوام السابقة، بسبب الجفاف والغلاء.

وخلال العامين الأخيرين، شهدت سوريا موجة جفاف حادة لم تشهد مثيلاً لها منذ عقود، وهي أحدث كارثة تعاني منها إلى جانب الحرب الممتدة منذ أكثر من عشرة أعوام.

أعلاف غالية

ويباع الطن الواحد من التبن في الأسواق بمليون ليرة سورية، فيما يباع الكيلوغرام الواحد من  الشعير بـ 1500 ليرة سورية، بحسب مربين.

وقبل عدة أيام، باع حسين العلي، وهو من سكان حي الطي بالقامشلي، خاروفاً بـ 15 ألف ليرة سورية، “كان لا يستطيع المشي بسبب الجوع”.

وأضاف باستياء، “أنا أعيل عائلتي بالاعتماد على تربية المواشي، ماذا سنفعل لا ندري؟ نبيع الماشية بأقل سعر في ظل غياب الدعم”.

وفي الثاني من كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي بدأت المديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية في إقليم الجزيرة بإحصاء رؤوس المواشي من جديد ومن المقرر أن يستمر حتى الثاني من شباط/ فبراير القادم، بحسب “شيخموس”.

ومن المقرر بعد الانتهاء من عملية الإحصاء، توزيع 10 كيلوغرامات من مادة النخالة العلفية لكل رأس من الأغنام و50 كيلوغراماً لكل رأس من الأبقار وذلك مرة كل شهرين.

ولحين البدء بعملية التوزيع، سيستمر “العلي” ببيع عدد من أغنامه أيضاً لشراء العلف بأسعار مرتفعة لبقية الماشية.

وانخفض عدد رؤوس الأغنام لدى “العلي” من 35 رأساً إلى 20 رأساً.

يقول إنه يعمد في أغلب الأيام لخلط الخبز اليابس مع القليل من العلف والتبن لإطعامها

دعم مؤجل

وفي السادس من كانون الثاني/ يناير العام الماضي، قرر المجلس التنفيذي في الإدارة الذاتية لشمال شرق سوريا بالتنسيق مع هيئة الاقتصاد وشركة تطوير المجتمع الزراعي، تخفيض سعر النخالة العلفية من 430 ليرة إلى 300 ليرة سورية.

ونص القرار على إجراء إحصاء للثروة الحيوانية في شمال شرقي سوريا على أن يتم توزيع النخالة من المطاحن على المربين عن طريق لجنة مؤلفة من اتحادات الفلاحين وهيئات ولجان الزراعة ومندوبين من المجالس البلدية.

لكن عملية التوزيع في ريف القامشلي واجهت عقبات ولم يستلم البعض مخصصات مواشيهم بسبب نقص الكمية المحددة للتوزيع وعدم توفر إحصائية دقيقة للمواشي في إقليم الجزيرة، وفقاً لما ذكرته روكان شيخموس الرئيسة المشتركة لمديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية.

وقالت “شيخموس”، لنورث برس، إن مادة النخالة العلفية تم توزيعها في البداية على بعض مربي المواشي في المنطقة اعتماداً على إحصائية تعود للعام 2018.

“وصادفنا بعض المشكلات، فالإحصائية لم تكن صحيحة، إذ وردت أسماء بعض الأشخاص في قوائم التوزيع ولم يكن لديهم مواش، كما أن بعض المربين لم يستلموا المادة لعدم ورود أسمائهم في تلك القوائم”، بحسب “شيخموس”.

وأشارت الرئيسة المشاركة للمديرية العامة للزراعة والثروة الحيوانية إلى أنهم لن يوزعوا النخالة حالياً وذلك حتى الانتهاء من إحصاء الثروة الحيوانية في المنطقة.

تصدير متوقف

وازدادت خسائر المربين مع استمرار إغلاق معبر سيمالكا- فيشخابور وتوقف تصدير الماشية لإقليم كردستان العراق.

وفي السادس عشر من كانون الأول/ ديسمبر العام الماضي، علقت إدارة معبر فيشخابور في إقليم كردستان العراق حركة العبور والتجارة مع مناطق الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا.

وجاء توقف الحركة في المعبر بعد مناوشات بين محتجين والقوات الأمنية على الجسر الواصل بين الجانبين.

وقال علي عباس، وهو تاجر مواش من قرية أبو خزف شرق القامشلي، إنه تعرض لخسائر وصفها بـ”الكبيرة” جراء إغلاق المعبر وعدم استطاعته تصدير ما اشتراه من الماشية.

وقبل إغلاق المعبر، كان  لدى “عباس” حوالي 300 رأس غنم، لم يتبق منها سوى 50 رأساً، إذ أنه يبيعها “لأوفر ثمن شراء العلف”.

وأشار التاجر إلى أنه قبل إغلاق المعبر كان يبيع  حوالي 100 رأس غنم في الشهر الواحد عبر حدود إقليم كردستان.

يقول الآن “بت أخسر في تجارتي التي أعيل بها عائلتي”.

إعداد: ديانا محمد- تحرير: سوزدار محمد