القامشلي- نورث برس
قضى شخصان وأصيب عشرون آخرون، ليل الجمعة السبت، جراء إطلاق نار عشوائي في مناطق سيطرة الحكومة السورية، احتفالاً بدخول العام الجديد 2022.
وأفادت وسائل إعلام بسقوط قتيل في مدينة جبلة بالساحل السوري، وفتاة في العاصمة دمشق، كما تسبب الرصاص العشوائي بإصابة نحو 20 مدنيًا في كل من “اللاذقية وحماة ودمشق وحلب وحمص”.
وخلف الرصاص العشوائي أضراراً مادية وصفت بـ”الكبيرة” لحقت بالمنازل والسيارات.
وذكرت تقارير صحفية مقربة من الحكومة، أن ملايين الدولارات صرفت أمس في محافظات سورية، على المفرقعات والعيارات النارية التي أطلقت في الجو، في حين أن أكثر من 12 مليون شخص في سوريا “لا يعرفون من أين ستأتي وجبتهم التالية”.
ورغم التحذيرات من إطلاق النار في هذه الليلة إلا أن ذلك لم يحل دون سقوط قتلى وجرحى ووقوع أضرار بالممتلكات.
ويخيم شبح المجاعة على السوريين ويلتهم الجفاف أراضيهم في ظل أسوأ أزمة اقتصادية تعصف بالبلاد في التاريخ، تزامناً مع سوء إدارة للأزمة من قبل الحكومة.
ووصل الأمر نهاية عام 2021 بمارتن غريفيث، مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إلى القول إن “أكثر من 90% من السوريين يعيشون تحت خط الفقر، وإن كثيرين يضطرون إلى اتخاذ خيارات صعبة للغاية لتغطية نفقاتهم”.
و”الخيارات الصعبة” التي تحدث عنها غريفث، تذكر وسائل إعلام محلية في العاصمة السورية بعضاً من ملامحها، “فقد تخلّى رجل عن طفلتيه الصغيرتين في مستشفى المواساة بدمشق، مع رسالةٍ يقول فيها إنّهما بحاجة إلى ماء وطعام، وإنّهما لم تتناولا شيئا منذ أيام”.
وارتفعت نسبة تكاليف المعيشة، خلال الربع الأخير من عام 2021، بنسبة 8.2%، أي من 1,847,200 ليرة سورية في أيلول/ سبتمبر إلى 2,026,976 ليرة في كانون الأول/ ديسمبر، لتبقى نسبة ما تشكله الأجور من تكاليف المعيشة نحو 4.5% فقط.
ووُضع السوريين، أو من تبقى منهم داخل سوريا، أمام خيارات صعبة لردم الفجوة الكبيرة بين الدخل والإنفاق، فلجأ الكثير منهم إلى بيع الممتلكات ومحاولات العمل الثاني ببلد تزيد نسبة البطالة فيه عن 82%.
وبجرد سريع لمستوى الأسعار بعد الانسحاب التدريجي للحكومة وتقليص كتلة الموازنة الخاصة بدعم الغذاء والمحروقات، ازداد سعر ربطة الخبز بنحو خمسة أضعاف خلال سنة واحدة فقط.
وبالإضافة إلى الانسحاب التدريجي للحكومة نجد في موازنة عام 2022 التي تراجعت إلى 5.3 مليارات دولار عن موازنة عام 2021 البالغة 6.8 مليارات، المؤشر الأبلّغ إلى الذي ينتظر السوريين وينتظرونه في العام الجديد.
فالموازنة التي أقرت عجزاً بنحو 4118 مليار ليرة، قلصت، بالوقت نفسه، كتلة الدعم الاجتماعي عما كانت عليه بموازنة 2021 البالغة 5529 مليار ليرة، ليكون التلويح بالانسحاب من كامل الدورالاجتماعي.
وبحسب بحث بعنوان “ثلاث علامات على المجاعة الوشيكة في سوريا في غياب تحرك فوري” صادر عن مركز “السياسات وبحوث العمليات” في ديسمبر 2021، “لم يكن الطلب على المساعدة الإنسانية في سوريا أكبر من أي وقت مضى”.
وتحتل سوريا المرتبة 101 على مؤشر الأمن الغذائي التابع لمجلة “إيكونوميست” البريطانية، الذي صدر في شباط/ فبراير من العام الماضي.
وشهدت العملة السورية تدهوراً تاريخياً إذ فقدت أكثر من 90% من قيمتها الفعلية مما ألقى بظلاله على القوة الشرائية لدى السكان، فكان الدولار يساوي حوالي 50 ليرة سورية في 2010 أما الآن فوصل الدولار الأميركي الواحد إلى 3500 ليرة سورية.