تراجع إنتاج الخضار الموسمية بريف الرقة بسبب نقص الأسمدة وارتفاع أسعارها
الرقة- فواز العكلة- نورث برس
شهد إنتاج الخضار الموسمية في ريف الرقة شمالي سوريا، تراجعاً ملحوظاً هذا العام، نتيجة نقص الأسمدة من جهة وارتفاع أسعارها من جهة أخرى، إذ لم ينتج الدونم الواحد سوى طن واحد فقط في حين بلغ إنتاجه في العام الماضي حوالي /2/ طن.
ويعاني مزارعو الخضار الصيفية في ريف الرقة الشرقي، من ارتفاع أسعار مستلزمات مشاريعهم خلال موسم زراعتها مع استمرار انهيار قيمة الليرة السورية، وفي ظل اعتماد نسبة كبيرة من السكان على الخضار الموسمية كمصدر للعيش.
وقال علي الدرويش (45عاماً)، وهو مزارع من قرية الغسانية بريف الرقة الشرقي، إن تكاليف زراعة الخضار الصيفية هذا العام تتعدى تكاليف الإنتاج، "لأن شراء المستلزمات الزراعية يتم بالدولار الأمريكي، وبالمقابل يكون بيع المنتجات بالليرة السورية".
وأشار "الدرويش"، الذي زرع مساحة /5.1/ دونم من أرضه بالخضار، إلى أن زراعة هذه المساحة كلّفته إلى الآن ما يقارب /400/ ألف ليرة سورية لشراء أدوية وأسمدة وبذار وأكياس نايلون ومبيدات وأجرة حراثة الأرض.
ولفت إلى أن إنتاج الدونم الواحد من الخضار بلغ في العام الماضي حوالي /2/ طن بعد تكلفة تقدر بـ/170/ ألف ليرة للدونم الواحد، "قمت ببيعها بـ/600/ ألف ليرة سورية، وذلك لأنني استطعت تأمين حاجة أرضي من الأسمدة والأدوية وغيرها من مستلزمات زراعتها، بينما لم ينتج الدونم الواحد هذا العام سوى طن واحد فقط، بسبب نقص الأسمدة وارتفاع أسعارها".
وتكثر زراعة أصناف الخضروات في أراضٍ بمناطق ريف الرقة الشرقي من الطماطم (البندورة) والخيار والباذنجان والكوسا والباميا وغيرها من البقوليات، نظراً لوجود التربة الخصبة والمناخ الملائم لها وارتفاع في درجات الحرارة التي تصل غالباً إلى /40/ درجة مئوية، بالإضافة لاعتماد مزارعين على مشاريع الري حيث يتم استجرار المياه من نهر الفرات عبر قنوات.
وقال أحمد الجيجان (32عاماً) من سكان قرية "حمرة بلاسم"، /18/ شرق مدينة الرقة، إن اللتر الواحد من المبيد الحشري الذي كان يباع العام الفائت بـ/8.000/ ليرة سورية، بلغ سعرها هذا العام /21/ ألف ليرة سورية.
فيما ارتفع سعر الكيس الواحد من سماد اليوريا ( 50كغ) من /13/ ألف ليرة سورية إلى /35/ ألف ليرة في موعد رشها هذا العام، وحراثة الدونم الواحد من /3.000/ ليرة سورية إلى /5.500/ ليرة، " فالربح هذا العام ضئيل جداً".
وارتفعت معظم تلك الأسعار بنسب أكبر بعد استمرار التدهور في قيمة الليرة السورية، إذ سجلت أسعار الصرف، الأثنين، /3.700/ ليرة سورية مقابل الدولار الأمريكي الواحد، بحسب صرافين من الرقة قالوا إن معظمهم علقوا أعمال الصرف في محالهم اليوم.
وقال محمد العنطوط، وهو صاحب إحدى الصيدليات الزراعية بقرية "جديدة كحيط"، /40/ كم شرق الرقة، إن أسعار مستلزمات الزراعة لم تتوقف عن الارتفاع هذا العام بسبب استمرار تدهور قيمة الليرة السورية، "نقوم بشرائها من المستودعات الزراعية بسعر الدولار، لذا نضطر لبيعها بسعر صرف الدولار".
وأضاف أن إغلاق المعابر الحدودية واحتكار بعض أصحاب المستودعات الزراعية لمستلزمات الزراعة، شكلت عوامل إضافية لارتفاع أسعار تلك المواد.