الباب- نورث برس
تزداد حوادث الخطف في مدينة الباب بريف حلب الشرقي، شمالي سوريا، وضمت حوادث مؤخراً أطفالاً، ما شكل مصدر قلق للسكان، لا سيما أن بعضها حدثت في وضح النهار وبوجود كاميرات مراقبة.
وبينما تعجز الجهات الأمنية عن إيقاف تكرر حالات الخطف ومحاسبة مرتكبيها، تشير اتهامات لارتباط عناصر وقادة في الفصائل المعارضة المسلحة المسيطرة على المدينة مع الخاطفين.
ووفقاً لسكان محليين، فإن الخاطفين غالباً ما يطلبون مبالغ مالية مقابل إطلاق سلاح من اختطفتهم، لكن في حالات أخرى يتم الضغط على ذوي المخطوف لتسليم مقرب منه للثأر أو تحدث بعضها على خلفية قضايا “الشرف”.
ومنذ 2017، تخضع مدينة الباب لسيطرة فصائل المعارضة المسلحة الموالية لتركيا، أبرزها فصيل الحمزة وفرقة السلطان مراد وحركة أحرار الشام.
وقال نايف المحمود (36 عاماً)، وهو اسم مستعار لنازح يعيش في الباب، إن حوادث الخطف تسبب “رعباً في نفوسنا”، في ظل عدم القبض على المتورطين وكشف هويتهم.
وأشار النازح من ريف حماة إلى أن عملية خطف طفل الأسبوع الفائت أمام باب منزله رغم وجود كاميرات مراقبة وثقت عملية الاختطاف، “وكانت أكبر برهان على عجز الجهات المختصة عن معرفة الجناة وتحقيق الأمن في المنطقة”.
والأحد الماضي، خرج العشرات من سكان مدينة الباب في احتجاجات ضد تردي الأوضاع الأمنية في المنطقة.
واجتمع السكان، حينها، قرب دوار السنتر وسط المدينة عقب عملية خطف تعرض لها طفل في اليوم ذاته، حيث أقدم مجهولون على خطفه من أمام منزله في المدينة، وفقاً لما ذكره مصدر محلي لنورث برس.
وندد المحتجون بالفلتان الأمني في المدينة وعجز الأجهزة الأمنية التابعة للفصائل الموالية لتركيا عن ضبط الجرائم، بحسب المصدر.
ولاقى ازدياد حالات الخطف سخطاً على مواقع التواصل الاجتماعي، وقال أشخاص إن “التسيب والتهاون بمحاسبة المجرمين” سبب لتكرارها.
واتهم أنور الواكي (34 عاماً)، وهو اسم مستعار لأحد سكان الباب، الجهات الأمنية التابعة للفصائل بأنها “باتت ملجأ للخاطفين”.
وفي الثالث عشر من الشهر الماضي، اختطف مجهولون محمود السايح، وهو ابن طبيب من سكان المدينة، من أمام منزله.
وفي اليوم ذاته، اخُتطف طفلان على طريق مدينة الباب- قرية تل بطال شرق حلب، دون معرفة مصيرهم حتى الآن، وفقاً لمصادر محلية.
وفي الرابع والعشرين من تشرين الأول/ أكتوبر الفائت، اختطف الشاب بكري حداد قرب دوار الراعي وسط مدينة الباب، ليتبين فيما بعد أنه متواجد لدى عائلة في المدينة عقب قضية شخصية.
وقال عنصر في فصيل معارض في الباب، اشترط عدم نشر اسمه لأسباب أمنية، إن لجوء بعض الخاطفين لفصائل في المنطقة “يمنع اعتقالهم والتحقيق معهم”.
وأشار إلى أن استمرار حالة الفلتان الأمني وعجز الجهات الأمنية عن ضبطها، “ستحول المنطقة في النهاية إلى غابة يأكل بعضها بعضاً”.