درعا- نورث برس
يعد هذا الأسبوع أكثر الأسابيع دموية في محافظة درعا جنوبي سوريا، حيث ارتفعت أعداد القتلى بسبب الاغتيالات التي أخذت بالتزايد بعد الانتهاء من عمليات التسوية التي انتهت مطلع شهر تشرين الأول/ أكتوبر الماضي.
وقالت مصادر محلية، لنورث برس، إنه لم يمض يوم في الأسبوع إلا وسجلت فيه حالة اغتيال أو حالتين في مناطق متفرقة من المحافظة.
وبلغ عدد القتلى ثمانية أشخاص بينهم طفل قضى بانفجار قنبلة عنقودية من مخلفات الصواريخ التي أطلقتها القوات الحكومية على قرى وبلدات المحافظة.
يوم الثلاثاء الماضي، كان الأكثر دموية حيث سجلت فيه، ثلاث عمليات اغتيال في مناطق مختلفة قتل فيها شخصان وأصيب آخر.
وقالت مصادر محلية في مدينة طفس بريف درعا الغربي لنورث برس إن الشاب “رأفت أنور البدر” اغتيل في وقت متأخر من مساء الثلاثاء.
وفي سياق آخر قتل “محمد معراتي” إثر استهدافه من قبل مجهولين في مدينة نوى بريف درعا الغربي، وهو يقيم في مدينة نوى منذ عدة أعوام ويتهم بتجارة المخدرات، بحسب سكان.
وفي بلدة علما بريف درعا الشرقي، قال شهود عيان لنورث برس، إن طلعت المسلماني أمين فرقة حزب البعث في البلدة تعرض لمحاولة اغتيال عقب استهدافه بإطلاق نار مباشر من قبل مجهولين صباح أمس.
وقالت مصادر إن “المسلماني” نقل إلى المشفى الوطني في مدينة الحراك بريف درعا الشرقي، ولازال على قيد الحياة.
كما توفي هذا الأسبوع الشاب “صالح السرحان” متأثراً بجراحه التي أصيب بها قبل عدة أيام في مخيم درعا، نتيجة الاشتباكات المسلّحة بين مجموعة “مؤيد حرفوش” ومجموعة القيادي “محمد شلاش” من جهة أخرى.
و”السرحان” ينحدر من مخيم درعا، وهو شقيق “عبدالله السرحان” (أبو ياسين) مدير الدفاع المدني السوري في محافظة درعا الذي اغتيل في استهداف سيارته بعبوة ناسفة في منطقة غرز شرقي درعا في آذار/ مارس 2017.
كما تعرض يوم الاثنين الماضي الشاب “محمد جمال العوضي” للإصابة بعدة جروح متفرقة في الجسم بعد تعرضه لإطلاق نار بشكل مباشر.
وقال مقربون من “العوضي” لنورث برس إن أسباب محاولة الاغتيال لم تعرف حتى الآن، وربما تكون بهدف السلب والسرقة.
وفي أيار/ مايو الماضي نجا “العوضي” من محاولة اغتيال باستهداف مجهولين لمحلّه.
قنابل موقوتة ضحاياها أطفال
قتل يوم الاثنين الماضي طفل وجرح اثنان آخران بانفجار قنبلة عنقودية من مخلفات القوات الحكومية بريف درعا الشرقي.
وقالت مصادر لنورث برس إن الطفل محمد بكور علواني (خمس سنين) قتل وأصيب شقيقاه بانفجار قنبلة عنقودية في مزرعة يعمل بها والدهما.
وأضافت أن الأطفال أسعفوا إلى المشفى الوطني في مدينة درعا ليتم تحويلهم إلى مشافي العاصمة دمشق ولا يزالان يتلقيان العلاج.
وينحدر الأطفال من إدلب ويسكنون مع والدهم الذي يعمل في إحدى المزارع على أطراف بلدة نامر بريف درعا الشرقي.
وقتلت مساء الاثنين الماضي، سهى نجم السقر المعروفة باسم “ميرنا” في مدينة نوى بريف درعا الغربي.
وقالت مصادر محلية، لنورث برس، إن مجهولين يستقلون دراجة نارية أطلقوا النار على “ميرنا” بالقرب من كازية النابلسي في أحد أحياء مدينة نوى.
وأضافت: “تم إسعافها إلى المشفى الوطني في المدينة متأثرة بجراح عديدة وفارقت الحياة هناك”.
وأشارت المصادر إلى أن “ميرنا” زوجة ياسر الدعاس الذي اغتيل على يد مجهولين بمدينة نوى في الثامن من أيلول/ سبتمبر الماضي.
وبحسب مصادر محلية فإن “ميرنا” وزوجها متهمان بالتعاون مع فرع الأمن العسكري التابع للقوات الحكومية ومسؤولان عن تسليم عدد من المطلوبين.
وهذه المرة الأولى التي يتم فيها اغتيال امرأة في محافظة درعا.
أعضاء اللجنة المركزية أهداف لإيران
قتل في وقت متأخر من مساء الأحد الماضي، إياد بكر أبو الحسن عضو اللجنة المركزية في المنطقة الغربية بانفجار عبوة ناسفة غربي درعا.
وقال شهود عيان بريف درعا الغربي، لنورث برس، إن عبوة ناسفة كانت مزروعة في سيارة البكر انفجرت في بلدة المزيريب بريف درعا الغربي و”تم إسعافه إلى المشفى الوطني في مدينة درعا إلا أنه فارق الحياة هناك”.
وأشارت إلى أن “البكر” عمل ضمن فصائل المعارضة السورية خلال سيطرتها على الجنوب السوري وانضم إلى اتفاق التسوية صيف عام 2018.
وهذا ثاني اغتيال لعضو في اللجنة المركزية في المنطقة الغربية بعد اغتيال الشيخ أحمد البقيرات في بلدة تل شهاب بريف درعا الغربي يوم الخميس التاسع من شهر كانون الأول/ ديسمبر الحالي.
وقال المستشار حسن الحريري عضو هيئة التفاوض السورية ورئيس المجلس السوري للتغيير، لنورث برس: “لا شك أن من يقف خلف عمليات الاغتيال هي جهة منظمة بشكل كبير لها أهدافها من تنشيط مثل هذه العمليات في مجتمع ما زال يحمل راية الثورة ولم يتنازل عنها”.
وأضاف أن المستفيد من هذه العمليات هو “حكومة دمشق، وداعموها هم أول المستفيدين من التخلص من شخصيات لها وزن بمجتمعها”.
وقال إن اعضاء اللجنة المركزية الذين تم اغتيالهم يتمتعون بشعبية واسعة وحضور كبير مقلق بالنسبة للمشروع الايراني.
وأشار إلى “عدم اهتمام القوات الحكومية وعدم بذل أي جهد في سبيل كشف من يقف خلف تلك الجرائم بل اتخاذ موقف المتفرج واللامبالي يتضح من خلاله أن القوات وداعميها هم المعنيين وهم المستفيدين من انتشار تلك الجرائم وبالتالي هم المسؤولين عنها”.
انتهاكات تزيد من الأعمال الانتقامية
قتل قائد مجموعة تابعة لقوات الحكومة السورية، الأحد الماضي، في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي.
وقالت مصادر محلية، لنورث برس، إن مسلحين مجهولين يستقلون دراجة نارية أطلقوا النار بشكل مباشر على علاء محمود اللباد الملقب بـ”الجاموس” وشخص آخر كان برفقته في شارع السوق وسط المدينة ولاذوا بالفرار.
وأضافت: ” أصيب اللباد بعدة طلقات وأسعف إلى المشفى الوطني في مدينة الصنمين بريف درعا الشمالي وفارق الحياة هناك”.
وأشارت المصادر، إلى أن “اللباد” يقود مجموعة تابعة لفرع الأمن العسكري التابع للقوات الحكومية في درعا.
وذكرت أن “اللباد تعرض لأكثر من محاولة اغتيال نجا منها وكان آخرها أواخر عام 2019”.
ولكن سكانً من مدينة الصنمين يتهمون “اللباد” بارتكاب انتهاكات وبغطاء من فرع الأمن العسكري الذي لم يتخذ بحقه أي إجراء على الرغم من الشكاوي المتكررة من سكان المدينة.
أول مواجهة مباشر بين الوكلاء
قام اللواء الثامن المدعوم من روسيا، يوم الاثنين الماضي، باقتحام حاجز للمخابرات الجوية المحسوبة على إيران على الأوتوستراد الدولي دمشق- عمان بالقرب من بلدة خربة غزالة بريف درعا الشرقي.
وبحسب مصادر فإن الاقتحام جاء بعد مشادة كلامية بين عناصر الحاجز ومصطفى الحريري المعروف باسم “أبو علي مصطفى” قائد مجموعة تابعة للواء الثامن بعد رفض الأخير إبراز بطاقته الشخصية لهم.
وهذه هي المرة الأولى التي تتم المواجهة فيها بشكل مباشر بين عناصر اللواء الثامن والمخابرات الجوية الموالية لإيران.
ويقول مراقبون إن روسيا تريد إبعاد كل من له علاقة بإيران عن المنطقة الجنوبية وريف دمشق، كما أطلقت يد إسرائيل لضرب الأهداف الإيرانية في سوريا.