مدجنة وحيدة في ديرك وارتفاع أسعار في الأسواق

ديرك- نورث برس

يحاول دجوار فارس (40 عاماً)، وهو صاحب مدجنة في ريف مدينة ديرك أقصى شمال شرقي سوريا، جاهداً الاستمرار في عمله وعدم إغلاق مدجنته كما فعل جميع أقرانه، وذلك في ظل ارتفاع الأسعار في الأسواق.

وخلال فترات سابقة توقفت سبع مداجن في ريف ديرك عن العمل بسبب ارتفاع تكاليف الأعلاف والأدوية وعدم الحصول على “أرباح كافية” وسط عدم استقرار أسعار صرف العملات.

وبقيت مدجنة “فارس” تنتج خمسة آلاف فروج كل “فوج”، توزع على أسواق في ديرك وجل آغا والقامشلي، لكن السوق المحلية تحتاج هذه الكمية خلال أسبوع، بحسب “فارس”.

ويقول الرجل، الذي يعمل في مهنة تربية الدجاج منذ 11 عاماً، إن التجار يتحكمون في السوق، “فعندما يكون الإنتاج محلياً يخفضون الأسعار ويستغلون فترة البيع”.

فبعد 40 يوماً من التربية يكون الدجاج جاهزاً للبيع، “و لا نستطيع تأخير البيع لأنه سيتعرض لأمراض أو ينفق”.

تكاليف تتبع أسعار الصرف

وكما جميعمربي الدواجن في شمال شرقي سوريا، يعاني “فارس” من تداعيات انهيار قيمة الليرة السورية، فمستلزمات الإنتاج مرتبطة بشكل مباشر بالأسعار غير المستقرة لمبيع وشراء الدولار الأميركي، بينما يباع الإنتاج بالعملة السورية.

ويتراوح سعر الطن الواحد من العلف ما بين 500 و550 دولاراً أميركياً، بينما يتم شراء الصوص الواحد بـ62 سنتاً، في حين  يحتاج كل فوج لأدوية تكلف ما بين  800 وألف دولار أميركي.

كما أن شراء المازوت من السوق السوداء لتأمين التدفئة المناسبة للدجاج يكلف “فارس” أعباء إضافية، في ظل قلة الكميات التي يحصل عليها من لجنة المحروقات بديرك.

ويستلم مربي الدواجن 2000 لتر من المازوت من اللجنة لكل فوج من الدجاج، “بينما تحتاج المدجنة أسبوعياً لألف لتر على حد قوله.

ويشدد “فارس” على ضرورة زيادة عدد المداجن أو إعادة فتح المغلقة منها، إذ من شأنها أن تخفض الأسعار وتمنع التجار من التحكم بالسوق، على حد قوله.

لكن برزان خليل، وهو صاحب مدجنة مغلقة بريف ديرك، قال إن مخاوفه من التعرض للخسائر يمنعه من العودة للعمل.

 وقبل نحو عام، احترقت مدجنة “خليل” ونفق فوج من الفروج إضافة لاحتراق المعدات، وبلغت خسارته حينها نحو أربعة آلاف دولار، “ومنذ ذلك الوقت لم نستطع إعادتها للعمل بسبب قلة امكاناتنا وخسارتنا الكبيرة”.

ويشير إلى أنه خلال الأشهر الماضية، كان هناك “كميات جيدة” من الإنتاج المحلي من الفروج وكان هناك عرض كاف في السوق ما أدى لخفض في الأسعار وتعرض أصحاب المداجن لخسائر، “فتكاليف الإنتاج كانت مرتفعة وأسعار البيع منخفضة”.

تراجع حركة الشراء

وفي ظل نقص الإنتاج المحلي، يلجأ تجار لاستيراد الفروج من مناطق الداخل السوري وتركيا، وخاصة بعدما أصيبت الأفواج في مداجن بمدينة منبج ودير الزور بمرض الطاعون ما أدى لنفوقها، وفقاً لما ذكره “خليل” لنورث برس. 

ويقول لقمان هوسته، وهو بائع فروج في ديرك، إن ارتفاع أسعار المحروقات والضرائب الجمركية تتسبب بارتفاع أسعار الفروج باستمرار.

وخلال فترة لم تتجاوز الشهر، ارتفع سعر الكيلوغرام الواحد من الفروج في ديرك من أربعة آلاف إلى 6100 ليرة، ليرتفع خلال اليومين الماضيين إلى  6450 ليرة سورية.

وأثر ذلك على القدرة الشرائية للسكان, إذ انخفضت نسبة المبيع لدى “هوسته” إلى 50 بالمائة.

وكان “هوسته” يبيع سابقاً نحو 15 قفصاً من الفروج يومياً, أما الآن فلا يتجاوز مبيعه خمسة أقفاص.

واستغنى محمد حسين (55 عاماً) وهو من سكان ديرك، منذ قرابة شهر عن شراء الفروج واللحوم عموماً، لكنه يجد نفسه مجبراً على الشراء وخاصة عند قدوم ضيوف لمنزله.

ويعمل “حسين” في إحدى مؤسسات الإدارة الذاتية ولا يتجاوز راتبه 300 ألف ليرة سورية، “إذا أردت شراء ثلاثة فراريج شهرياً سيكلفني أكثر من 50 ألف ليرة”.

ويشير إلى أن دخل السكان وخاصة العمال المياومة لم تعد تتناسب مع ارتفاع أسعار اللحوم، فاستغنى البعض عنها فيما قلل آخرون من الكميات المستهلكة.

إعداد: سولنار محمد – تحرير: سوزدار محمد