حواجز القوات الحكومية في درعا تقلل فرص العمل للشباب

درعا- نورث برس

لم يتمكن منتصر شتيوي (30 عاماً)، وهو اسم مستعار لشاب في مدينة درعا جنوبي سوريا، من إيجاد فرصة عمل رغم بحثه المستمر منذ أن ترك عمله السابق.

وقبل أشهر، ترك الشاب عمله كمندوب مبيعات في أحد شركات المواد الغذائية بعد تهديد ضابط على حاجز حكومي باعتقاله إن استمر في المرور من المنطقة.

وتتسبب حواجز القوات الحكومية على مداخل مدن وبلدات درعا بخسارة شبان كثيرين لأعمالهم أو العزوف عن الالتحاق بفرص تتطلب تنقلهم وتعرضهم لمخاطر الاعتقال أثناء المرور من تلك الحواجز.

يقول “شتيوي” إنه لا يدري سبب تهديد الملازم في حاجز بلدة خربة غزالة شرق درعا والذي يتبع فرع المخابرات الجوية.

“لكن التهديد بدا جدياً، فقمت بتسليم السيارة للشركة وأبلغتهم بتركي للعمل الذي كان يفرض علي المرور من ذلك الحاجز كل يوم”.

ويضيف أنه لم يحصل رغم بحثه في درعا وريفها الغربي إلا على فرص مقابل 100 ألف ليرة سورية شهرياً، “وهي غير كافية لتأمين حاجيات عائلتي لعشرة أيام”.

ورغم انتشار الحواجز الحكومية منذ التسويات التي انتهت مطلع تشرين الثاني/نوفمبر الفائت، تشهد درعا ازدياداً في عمليات الاغتيال واستهداف عناصر القوات الحكومية.

والسبت الماضي، قُتل محمد خليف الملقب بـ “أبو مصعب الخالدي” وهو قيادي سابق في المعارضة كان يعمل مؤخراً مع القوات الحكومية، في استهداف لمسلحين مجهولين بريف محافظة درعا الغربي.

وفي التاسع والعشرين من تشرين الثاني/ نوفمبر، قُتل ثلاثة أشخاص، وجرح تسعة آخرون في قصف مدفعي شنته قوات حكومية على مدينة نوى بريف درعا الغربي

وعقب مثل هذه الحوادث، تشن الفروع الأمنية والقوات الحكومية حملات اعتقالات في المنطقة .

وتعرض حمدي الفروح، وهو اسم مستعار لشاب يمتلك ورشة نجارة في درعا البلد، للاعتقال علي يد عناصر حاجز عسكري للحكومة في بلدة أم المياذن شرق المدينة.

وكان النجار متوجهاً إلى أحد المنازل لتركيب أبواب خشب كان قد صنعها في ورشته.

يقول لنورث برس إن الاعتقال استمر ليومين في أحد الأفرع الأمنية التابعة للحكومة، دون توجيه أي تهمة واضحة.

ويحمل “الفروح” بطاقة تسوية حصل عليها بعد دخول القوات الحكومية بدعم روسي إلى محافظة درعا في تموز/ يوليو عام 2018.

 إلا أن عناصر الحاجز لم يعترفوا بالبطاقة التي مُنحت له لحمايته من الاعتقال.

وبعد الحادثة، لم يعد الشاب يتنقل بين مدن وبلدات محافظة درعا خوفاً من تعرضه للاعتقال مرة أخرى.

 يقول الآن إنه يعتمد على رجال تفوق أعمارهم 45 عاماً للذهاب لتركيب ما تتم صناعته في الورشة، “باعتبار أن حركتهم على الحواجز أسهل بكثير من حركة الشبان من هم بعمر 30 عاماً”.

ورغم أن “الفروح” كان ضمن صفوف فصائل المعارضة سابقاً، إلا أنه يشدد على تركه النشاط العسكري، والتزامه بالعمل في ورشته منذ الصباح وحتى المساء.

إعداد: مؤيد الأشقر- تحرير: حكيم أحمد