الإدارة الذاتية: تسييس المساعدات الإنسانية سَببّ تأخر توزيع الدعم على النازحين
الرقة – نورث برس
قال مسؤول في الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا، الأربعاء، إن تسييس ملف المساعدات الإنسانية، كان من أبرز أسباب تأخير الدعم المقرر للنازحين في المخيمات.
ويبلغ عدد المخيمات النظامية التي تشرف عليها الإدارة الذاتية، 16 مخيماً بعدد سكان يصل إلى 150 ألف نسمة، إضافة إلى عشرات المخيمات العشوائية في أرياف الرقة ودير الزور والطبقة ومنبج، يقول معظم سكانها “إنهم بحاجة إلى مساعدات ومستلزمات شتوية”.
وقال شيخموس أحمد، رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين، في الإدارة الذاتية، إن تسييس ملف المساعدات ودخوله في أجندة سياسية، كان أبرز أسباب تأخر الدعم المقدم للنازحين في المخيمات.
وأضاف أن الدعم المقدم شمال شرقي سوريا، أسوةً بباقي المناطق السورية، “ضئيل جداً”، وهو ما أدى إلى تأخر توزيع الدعم لهم، ومنها المستلزمات الشتوية للمخيمات.
وأشار “أحمد” إلى أن الجهات الداعمة تركز على المناطق الواقعة تحت سيطرة تركيا وحكومة دمشق، “أما مناطق شمال شرقي سوريا محرومة من الدعم، مع عدم تنفيذ المنظمات الإنسانية العاملة في المنطقة مشاريعها”.
وتحتاج كافة المخيمات إلى بنية تحتية، “كاستبدال الخيم التي مر عليها أكثر من عامين، ومدافئ، وألبسة شتوية للأطفال، وأدوية للأمراض المزمنة”، بحسب “مكتب شؤون النازحين”.
وقال “أحمد” إن الإدارة الذاتية وزعت محروقات التدفئة الشتوية، على المخيمات النظامية، وسلال غذائية شهرية، لكن المخيمات بحاجة إلى مواد أساسية ودعم دولي لتغطية الفجوات الموجودة في فصل الشتاء.
وأضاف أيضاً، أن حركة النزوح ما زالت مستمرة إلى مناطق الإدارة الذاتية، خاصةً من المناطق التي تتعرض للتهديد من القوات التركية والفصائل الموالية لها، ومن مناطق سيطرة حكومة دمشق، بحثاً عن الأمن والاستقرار.
وبعد الهجمات العسكرية التركية في 2018 و2019 على عفرين، وتل أبيض، وسري كانيه/رأس العين، افتتحت مخيمات العودة، وسردم، والشهبا، وعفرين، وتل أبيض، والمحمودلي، ومخيمين في مدينة منبج.
وقال رئيس مكتب شؤون النازحين واللاجئين، إن إغلاق معبر تل كوجر(اليعربية)، أثر بشكل سلبي على المساعدات المقدمة من الأمم المتحدة إلى شمال شرقي سوريا، لأن المعبر يشكل الشريان الرئيسي لدخول المساعدات.
وقبل نحو عامين، أغلق معبر اليعربية، الذي يقع على الحدود السورية العراقية، بعد استخدام موسكو وبكين حق الفيتو في مجلس الأمن الدولي لإغلاق المعبر أمام مساعدات الأمم المتحدة.
ومع إغلاق المعبر وتنفيذ القرار الصادر من مجلس الأمن الدولي، زاد العبء على الإدارة الذاتية والمنظمات العاملة، ودفع كلاً من حكومة دمشق وتركيا للاستحواذ على المساعدات الإنسانية وعدم دخولها للمنطقة، بحسب “شيخموس”.
وأضاف أن المنطقة مقبلة على فصل الشتاء وبحاجة لخدمات، وأدوية، وحليب أطفال، وألبسة الشتوية، و”الوضع الإنساني في الشتاء يكون كارثياً أكثر من أي وقت مضى على نازحي شمال شرقي سوريا”.