تعويضات لمزارعين متضررين في الجزيرة من حرائق المحاصيل تقدمها لجنة مدعومة من مغتربين مسيحيين

القامشلي – شربل حنّو / ريم شمعون – نورث برس

 

وزعت لجنة "سنابل الأمل" في الجزيرة، المبالغ المالية المستحقة لكل مزارع متضرر من حرائق صيف 2019، في مقر الهيئة السريانية للقرى الزراعية في القامشلي إكمالاً لبرنامج عمل اللجنة.

 

إذ تُعد الكنيسة السريانية الداعم الأول لعمل لجنة "سنابل الأمل" من خلال جمعها للتبرعات عبر أبرشياتها (فروعها) حول العالم، لتقديم التعويضات لكل مزارع مسيحي (سرياني، أرمني، أشوري، كلداني)، تضررت أرضه الزراعية نتيجة الحرائق، التي التهمت مساحة واسعة من منطقة الجزيرة السورية.

 

وأكد رئيس لجنة سنابل الأمل موريس عمسيح، مطران أبرشية الجزيرة والفرات للسريان الأرثوذكس لـ "نورث برس"، أن تأسيس اللجنة أتى لتكون دعماً للمزارعين في الجزيرة، بمباركة من غبطة البطريرك (الرئيس الأعلى للكنيسة السريانية الأرثوذكسية في العالم)، مار اغناطيوس افرام كريم الثاني، وبالتعاون بين الهيئة السريانية للقرى الزراعية وملتقى "لنبقى معاً".

 

ووصف المطران بأن الكنيسة هي "الأم الرحوم، والقلب المفتوح لأبنائها في كل مكان خاصة في ظل الظروف الصعبة التي تمر على منطقة الجزيرة، والوضع الاقتصادي السيء، وغلاء الأسعار".

 

وفي سياق حديثه أوضح عمسيح، أن الدعم المادي للجنة، أتى من الكنائس في دول الاغتراب، والمسيحيين عامة داخل وخارج سوريا، وبشكل خاص لجنة "قبري حيوري" في ألمانيا (لجنة أسسها أبناء منطقة القحطانية في ألمانيا).

 

وأعرب المطران عن شكره لأبناء الكنيسة في الخارج، عن الدعم الذي قدموه للجنة التي قدمت بدورها المساعدات والتعويضات للمتضررين من الحرائق التي التهمت مئات آلاف الدونمات الزراعية في منطقة الجزيرة خلال الصيف الفائت.

 

وأضاف مروان شكرو، أمين سر لجنة "سنابل الأمل"، قائلاً: "تُعرف منطقة الجزيرة بتعاون أبنائها وغيرتهم الكبيرة على المساعدة، كما أنهم يملكون الكثير من الأفكار البناءة التي تساهم في ترجمة القول إلى فعل لمساعدة أي شخص متضرر بمختلف الأمور".

 

ويؤكد أنه خلال حرائق موسم 2019، نبعت فكرة تأسيس لجنة سنابل الأمل من أشخاص من أبناء المكون المسيحي ممن يعيشون في ألمانيا، وجرى طرحها على الهيئة السريانية للقرى الزراعية وملتقى "لنبقى معاً".

 

وتابع شكرو، أن المطران شكل اللجنة من كل مناطق الجزيرة، وسلم كل منطقة لشخص أو شخصين ليقوما بعمليات الجرد والإحصاء لكمية الأضرار ومساحة الأراضي المحترقة.

 

وأردف بأنه نتيجة الإحصاء الذي حصلوا عليه كلجنة، بلغة مساحة ما احترق من محصولي القمح والشعير /1450/ هكتاراً، بالإضافة لِـ/5000/ متر من الخراطيم الزراعية، ونحو /500/ شجرة مثمرة من عنب وزيتون وغيرها.

 

فيما شملت طرق توزيع التعويض، عبر حساب التكلفة التي وضعها المزارع كبذار وحراثة وغيرها، وتعويض كل هكتار قمح بـ/80000/ ليرة سورية، وكل هكتار شعير /40000/ ليرة، كما تفاوتت النسب –وفقا شكرو- بين ملَاك، مزارع، مستأجر، إضافة لحالات أخرى تـمت دراستها وتوزيع النسب حسب الحالة الزراعية.

 

بدورها تحدثت المزارعة ليلى مراد من قرية دمخية الصغيرة أن ما يقارب /40/ هكتاراً من أرضها احترق خلال الصيف الفائت، بالإضافة لعدد من الأشجار المثمرة التي كانت موجودة أيضاً، فيما كانت سجلت اسمها سابقاً في اللجنة واستلمت تعويضها الذي اعتبرته جيداً بالنسبة للأضرار التي لحقت بأرضها.

 

فيما قال المزارع سركيس سركيس، والذي تعد خسائره أكبر بكثير من سابقته: "احترقت الأرض التي كنت قد زرعتها بـ/100/ كيس شعير، و/40/ كيس قمح، احترقت جميعها في قرية زابالة التابعة لبلدة تل حميس، وقد اضطررت إلى زراعتها بالشعير هذه السنة".

 

يشار إلى أن الرئيس المشارك لهيئة الاقتصاد والزراعة في شمال وشرقي سوريا سلمان بارودو، كان أعلن أن الحقول الزراعية المتضررة لمحصولي القمح والشعير تصل لحوالي /382.200/ دونماً، في حين قدرت الخسارة بنحو /17/ مليار ليرة سورية (حوالي /30/ مليون دولار) بحسب بارودو.