الحسكة– نورث برس
يرى حواس معو (46 عاماً)، وهو رب عائلة تضم سبعة أفراد في حي الناصرة بمدينة الحسكة شمال شرقي سوريا، أنه ما زال بإمكان الكبار تدبر أمرهم مع البرد بينما يعاني صغار السن والمرضى مشكلة حقيقية في ظل تأخر توزيع وقود التدفئة هذا العام.
ولم يتمكن الرجل من الحصول على مادة المازوت (الديزل) من المحطات بسبب منع توزيع مخصصات العائلات للتدفئة هناك، ولا من السوق السوداء بسبب تشديد الرقابة.
وينتقد سكان في الحسكة، شمال شرقي سوريا، تأخر توزيع وقود التدفئة هذا العام، إذ لم تستلم عائلات مخصصاتها رغم حلول الشتاء، وذلك وسط صعوبات وتكاليف زائدة إذا ما حاولت الحصول على مادة المازوت (الديزل) من المحطات والأسواق.
ويقول أرباب عائلات إنهم وسط الأجواء الباردة قاموا بتركيب مدافئهم لتشغيلها فور حصولهم على مخصصاتهم، إلا أن صهاريج التوزيع لم تصل منازلهم حتى الآن.
وكان من المقرر الانتهاء من خطة التوزيع أواخر تشرين الثاني/ نوفمبر، لكن سكاناً أحياء كثيرة يقضون الليالي دون تدفئة.
مدافئ دون تشغيل
وقال موسى الحسن (36 عاماً)، وهو من سكان حي الناصرة، إنه لم يحصل على ليتر واحد من مخصصاته من مادة المازوت البالغة 440 ليتراً.
واعتبر أن تشديد الرقابة على المحال والبسطات التي كانت تبيع المحروقات دون ترخيص، بالتزامن مع عدم وصول التوزيع لمنزله، زاد من صعوبة حصوله على كمية صغيرة يتدبر بها حاجة عائلته لحين استلام مخصصاته.
وأشار إلى أن بعض باعة “السوق السوداء” أصبحوا يبيعونها سراً في منازلهم، لكنهم رفعوا الأسعار لثلاثة أضعاف رغم تدني جودة ما يبيعونه.
ولم يستكمل التوزيع في أحياء الصالحية والطلائع والمفتي من الناحية الشرقية للمدينة، والنشوة وغويران والليلية من الناحية الجنوبية، وأحياء الناصرة والكلاسة والمشيرفة والعمران ودولاب العويص من الناحية الغربية للمدينة.
وتشير درجة الحرارة الدنيا المتوقعة هذه الليلة في الحسكة لثلاث درجات، بحسب الأرصاد الجوية الحكومية.
وقال “الحسن”: “نقوم بتغطية أطفالنا بعدد من الأغطية لحين إرسالهم إلى المدرسة صباحاً”، وذلك وسط ازدياد الإصابات بأمراض البرد كالزكام والأنفلونزا.
والأسبوع الماضي، قامت لجان من شركة المحروقات بالتعاون مع قوى الأمن الداخلي (الاسايش) بحملة مصادرة لكميات من مادتي المازوت والبنزين مما كان يباع في محال وبسطات دون تراخيص.
ويحصل هؤلاء الباعة على المحروقات بطرق غير نظامية لبيعها بأسعار تصل لنحو 800 ليرة للتر الواحد من مادة المازوت ونحو 1200 ليرة لكل لتر من مادة البنزين.
شحنات غير منتظمة
وقال إبراهيم حسين، وهو مدير لجنة محروقات الحسكة، إن الضغط الكبير على مادة المازوت فيما يخص مخصصات المزارعين ومولدات الاشتراك التي تنتج التيار الكهربائي هو أحد أسباب تأخر توزيع محروقات التدفئة في الوقت المحدد.
وأضاف أنهم يقومون بتوزيع الشحنات التي تصلهم بشكل يومي بالتعاون مع مجالس النواحي والأحياء.
وتختلف الكميات الواصلة إلى الحسكة بين يوم وآخر، وتخصص للمحطات التي توزع الوقود على السيارات أو للتدفئة أو لمخصصات المزارعين.
وأشار “حسين” إلى توزيع كمية 220 لتراً (نصف المخصصات) لكل عائلة في أحياء تل حجر والنشوة الغربية والعزيزية كدفعة أولى، “ويستمر التوزيع ليشمل الأحياء المتبقية في المدينة”.
وقال: “نعتذر للسكان لعدم تمكننا من الإيفاء بوعودنا حول موعد التوزيع”.
واعتبر أن متابعة ضبط المحروقات التي تباع في الأسواق سترتد إيجاباً على التوزيع.