نازحو سري كانيه في مخيم بالحسكة بلا مستلزمات شتوية ودعوات للمنظمات لتقديم الدعم

الحسكة – نورث برس

تقوم سلمى الحمد (37 عاماً)، وهي نازحة من مدينة سري كانيه، بخياطة وترقيع أطراف خيمتها المهترئة وسدها بأكياس النايلون وبطانيات استلمتها خلال العام الماضي  للحد من دخول الرياح الباردة ومياه الأمطار إليها.

وتسكن السيدة الثلاثينية مع عائلتها المؤلفة من خمسة أفراد في مخيم يحمل اسم سري كانيه ويقع على الأطراف الشرقية لحي الطلائع شرق مدينة الحسكة شمال شرق سوريا.

ويشتكي النازحون في المخيم من عدم توزيع مستلزمات الشتاء عليهم من مازوت التدفئة وألبسة شتوية وبطانيات وإسفنجات، وسط عجز معظمهم عن شراء تلك المواد من الأسواق لعدم امتلاكهم المال اللازم وسط ارتفاع الأسعار.

وعام 2019، تسبب هجوم تركيا برفقة فصائل المعارضة المسلّحة التابعة لها على منطقتي سري كانيه وتل أبيض بنزوح نحو 300 ألف شخص، وفق بيانات الإدارة الذاتية لشمال وشرق سوريا.

واستقر قسم من النازحين في مخيم “واشو كاني”، 13 كيلومتراً غرب الحسكة، وتوزع  آخرون في مدارس الحسكة وريفها (مراكز إيواء مؤقتة)، بينما سكن من يستطيعون تحمل تكاليف المعيشة في المدن والبلدات.

وفي أيلول/ سبتمبر العام الماضي، أعلنت الإدارة الذاتية عن بدء نقل كافة النازحين الموجودين في مختلف المدارس في الجزيرة للمخيم الجديد “سري كانيه”.

ومطلع العام 2020، أنشئ مخيم سري كانيه وبدأ باستقبال النازحين الموجودين في مراكز الإيواء (المدارس) في الثامن من أيلول/ سبتمبر من العام نفسه، ويضم حالياً 2.200 عائلة نازحة تضم  11.642 فرداً، بحسب إدارة المخيم.

لا وسائل للدفء

تقول “الحمد”، بينما تغطي وجهها بلفاح وتحمل أحد أطفالها: “حل الشتاء ولا وسائل تدفئة لدينا، لا نملك وقوداً ولا ألبسة شتوية للأطفال ولم تصلنا أي مساعدات”.

وتشير إلى أنهم حصلوا خلال الفترة الماضية على بعض المساعدات الغذائية “التي بالكاد تكفي مدة عشرة أيام”، قام البعض ببيعها لشراء مازوت للتدفئة.

ويجد بشير جمو (42 عاماً) وهو نازح من سري كانيه ويسكن في المخيم ذاته، صعوبة في تأمين ثمن المازوت وخاصة أن سعر اللتر الواحد منه يبلغ 650 ليرة أو أكثر في بعض الأحيان في السوق السوداء.

ويقول “جمو”، وهو رب أسرة تتكون من تسعة أفراد وبينهم اثنان من ذوي الاحتياجات الخاصة، إنه لا يملك القدرة المالية لشراء المازوت من الأسواق بشكل مستمر رغم أنه قام بتركيب المدفأة في خيمته.

ويضطر هو الآخر أحياناً لبيع ما أمكن سواء من مواد غذائية أو غيرها من الموجودات في خيمته لشراء المازوت، ويحاول تخفيض الكميات المستهلكة منه.

ويغيب عمل أغلب المنظمات التابعة للأمم المتحدة والعشرات من المنظمات المحلية في شمال شرقي سوريا في مخيم سري كانيه،  “لعدم تبني المنظمات الدولية له”، وفقاً لما ذكرته إدارة المخيم لنورث برس.

وعود قليلة

وقالت عزيزة الخنافر، وهي الرئيس المشارك لمخيم سري كانيه، لنورث برس، لنورث برس، إنهم لم يوزعوا أي مستلزمات شتوية حتى الآن “لعدم امتلاكنا الإمكانات الكافية”.

وأشارت إلى أنهم تواصلوا مع العديد المنظمات العاملة في شمال شرق سوريا وحصلوا على وعود من بعضها لتقديم وسائل التدفئة من مدافئ ومحروقات وألبسة شتوية مطلع الشهر المقبل.

وذكرت أن هناك عدد محدود من المنظمات التي تقدم بعض الخدمات للنازحين في المخيم، لكن هناك شح في المساعدات في الوقت الحالي”.

ويتخوف النازحون في المخيم من تأخر توزيع مستلزمات الشتاء وطالبوا بتسريع عملية التوزيع، وسط انخفاض في درجات الحرارة واهتراء الاسفنجات والبطانيات التي استلموها منذ أكثر من عامين.

والشهر الماضي، قال مارتن غريفيث مساعد الأمين العام للأمم المتحدة للشؤون الإنسانية، إن “السوريين على وشك مواجهة شتاء قارس آخر، ومع بدء درجات الحرارة في الانخفاض، سيؤدي هطول الأمطار والبرد والشتاء إلى تفاقم المصاعب والمخاطر.”

وأشار “غريفيث” إلى أن ما يقرب من مليوني شخص معظمهم من النساء والأطفال يعيشون في مخيمات هشة أو في الوديان التي تغمرها المياه، أو على سفوح التلال الصخرية المعرضة للعوامل الجوية.

ويخشى محمد الأحمد (36 عاماً) وهو نازح من سري كانيه من استخدام مدفأة استلمها العام الماضي، إذ أنها “من النوعية السيئة ويتسرب المازوت أحياناً منها ومن الممكن أن تتسبب بحريق”.

ويضيف: “يجب توزيع مدافئ جديدة لتلافي حدوث حرائق محتملة في المخيم”.

إعداد: جيندار عبد القادر- تحرير: سوزدار محمد