جيمس جيفري: نحاول أن نلعب دور توفيقي ونقنع قسد وتركيا بعدم التصعيد
واشنطن – هديل عويس – NPA
في افتتاحية جلسة استماع أقامها الكونغرس, اليوم, بحضور المبعوث الأمريكي إلى سوريا، السفير جيمس جيفري، قال عضو الحزب الديمقراطي في الكونغرس، إليوت انجل، أن ما حصل في السنوات التسع الأخيرة في سوريا يدمي القلب، حيث استخدم ضد الشعب السوري كل أنواع السلاح من براميل متفجرة إلى سلاح كيميائي، وأضاف؛ “في هذه الغرفة استقبلنا المصور العسكري “سيزر” ورأينا كيف يجري التعذيب في سوريا وكيف تشرد الملايين وتحولوا إلى لاجئين”.
وأشار انجل في جلسة الكونغرس إلى قلق المشرعين من عدوانية حزب العدالة والتنمية التركي التي تؤدي إلى مضاعفة الفوضى في سوريا، حيث قال “لعبت تركيا دوراً مزعزعاً للاستقرار بحملتها ضد الأكراد”.
وانتقد انجل ، قيام الإدارة بإظهار الضعف بالتخلي عن الوجود في سوريا وحماية الحلفاء في شرق الفرات، حيث قال إن مغادرة أمريكا دون رسم مشهد للانتقال السياسي يعني عودة الفوضى والموت إلى البلاد.

عضو الحزب الديمقراطي في الكونغرس، إليوت انجل
وقال انجل: على الرغم من أن الإدارة السابقة “لم تفعل أي شيء لحل المأساة في سوريا، فإن الإدارة الحالية تنبئنا بكارثة ستمنح من خلالها إيران وروسيا انتصار مجاني لاستغلال سوريا بشكل أكبر ما سيؤدي إلى المزيد من الصراعات”.
وقال النائب انجل، أنه يرفع القبعة احتراماً للجنرال ماتيس، وزير الدفاع الأمريكي السابق الذي استقال احتجاجاً على الخروج من سوريا.
جيمس جيفري
أكد جيمس جيفري للمشرعين، أن الاستراتيجية الأمريكية في سوريا لا تتعارض أبداً مع دعواتهم لدور أمريكي في سوريا يسهم في إرساء الاستقرار وقال، “نؤمن أن هذا الصراع يجب أن ينتهي وأن المأساة المترافقة مع الحرب ستزداد إذا خرجنا”.
وتابع: “إن واشنطن لا تؤمن بحل يستمر الأسد فيه بقتل شعبه، إذ وبعد كل المساعدة الروسية استعاد 60 بالمئة فقط من سوريا، ولا يزال نصف شعبه تقريباً لاجئ أي 11 مليون سوري فروا من بلادهم”.

المبعوث الأمريكي الخاص إلى سوريا، جيمس جيفري
ورداً على سؤال نقله عضو الكونغرس اليوت انجل، عن مظلوم كوباني, القائد العام لقوات سوريا الديمقراطية، حول قلق سكان شمال سوريا من الانسحاب الأمريكي، أكد جيفري بأن الإعلان عن الانسحاب فهم بشكل خاطئ حيث قال: منذ فبراير اتضح أن الأمور تغيرت وسنبقي بعض قواتنا، ولكن إذا ما نظرنا لإعلان الانسحاب منذ البداية، فيجب أن نقول أننا لم نفقد مصداقيتنا وأننا في وضع جيد مع حلفائنا في (قسد)”.
وأضاف؛ الرئيس كان واضحاً في إعلانه بأنه سيسحب القوات المقاتلة (فيزيائياً) على الأرض بعد هزيمة تنظيم “الدولة الإسلامية”، وأن شكل مهام القوات هو ما سيتغير، “والرئيس كان يعتقد أن بعض حلفائنا الآخرين من الناتو سيحلوا مكاننا، ولكن هذا لم يحدث واشترطت القوى الغربية الأخرى بقائنا لتبقى”. مؤكداً؛ لم نتحدث أبداً عن سحب قواتنا الجوية من سوريا ولم نقل أبداً أننا سنسحب القوات الجوية التي تحمي شمال شرق البلاد، وكان الرئيس ترامب حين زار العراق بشكل مفاجئ قال إننا سنبقى نستعين بقوات المنطقة لنحافظ على الاستقرار في العلاقة مع الأكراد.
وقال جيفري، “نحن نحاول أن نلعب دور توفيقي ونقنع (قسد) وتركيا بعدم التصعيد، حيث نأخذ بعين الاعتبار قلق الأتراك، ولكن أيضاً سنحافظ على أمن حلفائنا”.
وعن المنطقة الآمنة قال جيفري: “نحاول إقامة منطقة آمنة لم نحدد أبعادها بعد، لكن ستكون القوات المحلية من يشرف عليها، وستملك فيها تركيا نقاط مراقبة، وستملك أمريكا أيضاً كلمة فيها”.
وعن أهداف أمريكا في سوريا قال جيفري: الآن لدينا تقريباً خمس مجموعات مسلحة تنشط في سوريا وهي (تركيا روسيا أمريكا ودمشق) ومن الجو إسرائيل.
وقال إن أهداف أمريكا هي هزيمة تنظيم الدولة الإسلامية وعدم السماح لها بالعودة، وإخراج القوات الإيرانية من الأراضي السورية والدفع لحل سياسي كما “نريد من كل جهة ندعمها أن تتحمل مسؤوليتها بالتشارك معنا في هذه الأهداف وخاصة مقاتلة التنظيم وعدم السماح لإيران بالحصول على مكاسب من سوريا”.
وقال جيفري أن بومبيو أجرى اجتماعاً “مثمراً” مع بوتين والمواقف حول سوريا باتت “أقرب مما مضى”.
وقال إننا نتعاون مع كل المجتمع الدولي لاستمرار تطبيق الضغوطات على نظام الأسد.
وعن إدلب قال جيمس جيفري: إن التعاون التركي الروسي أدى إلى هذه المعركة، وتحاول واشنطن أن تساعد في تجنيب المدنيين مأساة الحرب.
وعن الأنباء حول هجوم كيميائي في إدلب، قال جيفري أن الولايات المتحدة لم تتمكن من تأكيد الحادثة.