التعرض للسرقة هاجس لسكان في حلب بعد تكرر حوادث

حلب- نورث برس

لم تعد ناهد وتار (32 عاماً) تعتبر أن حمل محفظتها النسائية والتجول في سوق حي صلاح الدين في حلب، شمالي سوريا، آمناً، رغم أنها اعتادت التسوق وحيدة أو رفقة إحدى قريباتها أو صديقاتها.

موقف المرأة الثلاثينية تغير بعد تعرضها الأسبوع الماضي لسرقة حقيبتها من جانب شابين ملثمين على دراجة نارية وذلك في وضح النهار.

وبات الخوف من التعرض للسرقة، مؤخراً، هاجساً يؤرق نساء وسكاناً في أحياء مدينة حلب.

وخسرت “وتار”، التي كانت تتجول مع شقيقتها في السوق بحثاً عن ألبسة شتوية مناسبة، مبلغ 75 ألف ليرة سورية وهاتفاً ومقتنيات أخرى كانت في حقيبتها.

تقول إنها سمعت صوت دراجة آلية خلفهما على رصيف أوتوستراد صلاح الدين-الحمدانية، وإنها لم تهتم حتى حين أبطأت شقيقتها.

وتضيف: “لم ألتفت وواصلت المسير، ولكن خلال لحظات أحسست بيد امتدت لحقيبتي التي كانت على كتفي وجذبتها بقوة لتسقطني أرضاً”.

ولم تتمكن المرأة من مقاومة السارقين اللذين أخذا الحقيبة، بينما بدأت شقيقتها الصراخ دون جدوى.

تقول إنها أبلغت بعدها قسم شرطة صلاح الدين ليفتتح ضبط  بالحادثة، “ولكن أدرك أن الشكوى غير مجدية”.

والشهر الفائت، ورد لفرع الأمن الجنائي في حلب أكثر من 70 شكوى عن سرقات “كبيرة ومتوسطة”، على حد تعبير ضابط في الفرع اشترط عدم نشر اسمه.

وتنوعت هذه الضبوط بين سرقات أموال ومصاغ ذهبي من منازل ومحال تجارية، وحتى أسطوانات غاز وبطاريات سيارات.

وأضاف المصدر نفسه أن سرقة حقائب النساء هي ظاهرة قديمة برزت من جديد خلال الشهر الفائت، وأن من اعتقلوا من مرتكبيها هم “من أصحاب السوابق”.

ويتداول سكان في لقاءاتهم وعلى صفحات مواقع التواصل الاجتماعي أخبار هذه السرقات، ما جعل آخرين يخشون من التعرض لها.

وقالت سوزان العبو (26 عاماً)، وهي طالبة جامعية تعيش في حي سيف الدولة، إنها تشعر بالخوف كلما نزلت للشارع بمفردها، لا سيما وأنها تحمل حقيبة نسائية أثناء ذهابها إلى الجامعة وعودتها.

وترى الفتاة أن إفلات مرتكبي هذه الحوادث يجعل احتمال ازديادها وتكررها متاحاً كل يوم.

وأن لانتشار “أمراض اجتماعية” كالفقر والبطالة والإدمان دوراً في هذه الحوادث.

وتعرض عبد الحميد الحرح (47 عاماً)، وهو من سكان حي الأعظمية في حلب، لسرقة صالونه للحلاقة الشهر الفائت، إذ تم خلع أقفال المحل وسرقة المعدات الموجودة داخله.

وقال إنه لم يتصور “أن يتعرض صالون حلاقة للسرقة، فعادة اللصوص يسرقون محالاً فيها بضائع وأموال”.

وأضاف: “ولكن للأسف بات كل شيء متاحاً للسرقة، فمنذ يومين تعرضت عدة سيارات في الحي لسرقة بطارياتها وأجهزة الصوت وكل ما يمكن للصوص حمله”.

ويعتبر الرجل أن الوضع “بات خطيراً وبحاجة لحلول أمنية واجتماعية”.

تقرير: نجم الصالح- تحرير: حكيم أحمد