الإسكافي حافي
“الإسكافي حافي، ولكن رغم ذلك بقيت وفياً لها”، يقول محمد الأحمد ذلك ضاحكاً، فهو يعلم جيداً أن ما تدره عليه هذه المهنة التقليدية، والتي نُدر ممتهنيها، محدود جداً، وبالكاد تغطي تكاليف طفليه وأجرة المنزل.
وسط الشارع في سوق شعبي في منبج، يجلس محمد الأحمد الثلاثيني، كل صباح على كرسيه خلف طاولة بسيطة وضع عليها آلة خياطة صغيرة وأدوات ومعدات بسيطة، إلى جانب مجموعة من الأحذية والحقائب التالفة والقديمة، ليبدأ ممارسة عمله الذي اعتاد عليه منذ نعومة أظافره بعد أن ورثه من أبائه وأجداده.
لا يقصد هذا المحل الصغير والذي لا تتجاوز مساحته بضع مترات، إلا الزبائن البسطاء الذين لا يستطيعون شراء الأحذية الجديدة، والتي غالباً ما يتوارث صغارهم أحذية الكبار منهم، أما الزبائن الأثرياء فيقصدونه فقط لإدامة أحذيتهم وحقائبهم التي تحمل ذكرى أو خصوصية معينة لديهم.