سكان ونازحون في تل رفعت يطالبون الحكومة السورية بحمايتهم من تهديدات تركيا
ريف حلب الشمالي- نورث برس
طالب سكان ووجهاء مدينة تل رفعت ونازحون من عفرين يتواجدون في المدينة، الحكومة السورية بحماية منطقة ريف حلب الشمالي من الهجمات والتهديدات التركية.
وناشد هؤلاء القوات الحكومية بعدم السماح لتركيا بقضم مناطق أخرى من سوريا وارتكاب “انتهاكات ومجازر” بحقهم، كما يحصل في مناطق أخرى تسيطر عليها تركيا وفصائل معارضة موالية لها في سوريا.
ومؤخراً، نقلت وسائل إعلام رسمية، تهديدات لمسؤولين أتراك بينهم الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، تتحدث عن عملية عسكرية وشيكة في مدينة تل رفعت بريف حلب الشمالي ومناطق في شمال شرق سوريا.
ويوم أمس الاثنين، قال الرئيس التركي، رجب طيب أردوغان، إن “تركيا قد تشن عملية عسكرية ضد شمال شرقي سوريا إذا اقتضى الأمر”.
وأضاف: “العملية قد تنفذ عند الضرورة ولا يمكن التراجع عنها”.
والليلة الفائتة، تناقلت وسائل إعلام ووكالات أخبار، أنباء عن أن تركيا تعتزم إطلاق عملية عسكرية ضد قوات سوريا الديمقراطية.
لكن يوسف حمود الناطق الرسمي باسم الجيش الوطني نفى، في تصريح لنورث برس، الأنباء التي تتحدث عن نية الجيش الوطني بدء عملية عسكرية في مناطق شمالي وشمال شرقي سوريا الثلاثاء.
وأضاف أنه “سيتم التصدي لأي عملية عسكرية على مناطق إدلب وخصوصاً جبل الزاوية.”
ومنتصف الشهر الجاري، ألقت طائرات الاستطلاع التركية منشورات على تل رفعت، حذرت فيها المدنيين من الاقتراب من المواقع العسكرية، ومهددة باجتياح المدينة، كما طالبتهم بالتعاون معها.
ومنذ نزوح سكان عفرين إلى منطقة ريف حلب الشمالي في آذار/ مارس عام 2018، تتعرض تل رفعت والتي تضم قسماً من النازحين لتهديدات تركية باجتياحها، وسط قصف متكرر يستهدف المدينة.
وفي الخامس والعشرين من الشهر الفائت، قصفت طائرة مسيرة تركية نقطة عسكرية مشتركة بين القوات الحكومية والقوات الروسية وسط تل رفعت.
وقالت مصادر عسكرية لنورث برس حينها إن “القوات الحكومية والروسية أطلقت النار على الطائرة التي تمكنت من تجنبها”، وتسبب القصف بأضرار مادية.
مسؤولية الحكومة
ومنذ العام 2018، تسيطر القوات الحكومية برفقة القوات الروسية على تل رفعت، حيث تنتشر نقاط تمركز للقوتين في المدينة وأطرافها.
وخلال الأسبوع الماضي، نُظمت احتجاجات لموالين لحكومة دمشق ونازحين من عفرين في مدينة تل رفعت وبلدات كفر نايا وكفر ناصح ودير جمال بريف حلب الشمالي للتنديد بالتهديدات التركية.
ورفع المحتجون أعلام الحكومة السورية وصوراً للرئيس السوري ولافتات كُتب عليها: “المحتل التركي يقتل نسائنا وأطفالنا”، و”العشائر السورية تستنكر قتل الأطفال”.
وقال علي محمود، وهو من وجهاء عشائر بريف حلب الشمالي، إن على “الجيش السوري والقوات الحليفة الدفاع عن المنطقة وحمايتها، فالمسؤولية الكبرى تقع على عاتق الجيش والحكومة”.
وأشار إلى أنه رغم القصف المتكرر على المنطقة من قبل القوات التركية وفصائل موالية لها، “إلا أننا نعيش نوع من الاستقرار، ويجب على الحكومة السورية المحافظة على هذا الاستقرار”.
وأدان “محمود” الصمت الدولي تجاه التهديدات التركية المستمرة، “لماذا لا يردعون أردوغان؟ المجتمع الدولي والمنظمات الدولية مسؤولة عن الاعتداءات التركية على المنطقة”.
ومنتصف آب/ أغسطس الماضي، قصفت المدفعية التركية المتمركزة في مركز البحوث العلمية على طريق أعزاز- يحمول محيط تل رفعت بريف حلب الشمالي وقرى علقمية ومرعناز بناحية شران وصوغانكة جنوب عفرين بأكثر من 30 قذيفة مدفعية.
مواقف من تركيا
وطالب عبد الله الأطرش (45 عاماً) وهو من سكان تل رفعت، الأمم المتحدة بلعب دورها للحد من القصف والهجمات التركية والتي “تتسبب في تدمير البنية التحتية في المنطقة”.
ورأى هو الآخر أنه على الجيش السوري حماية المنطقة من أي اعتداء.
ويوم أمس الاثنين، شدد متحدّث باسم وزارة الخارجية الأميركية، على أن على جميع الأطراف احترام الهدنة في سوريا.
وفي ردّ على سؤال وجهته شبكة رووداو الإعلامية لوزارة الخارجية الأميركية، يوم أمس الاثنين، قال متحدّث باسم الوزارة الأميركية إنه “من المهم أن تحترم جميع الأطراف الهدنة في سوريا لحفظ الاستقرار فيها”.
ومن جانبه، قال جيمس جيفري المبعوث الأميركي السابق إلى سوريا إن واشنطن لا يمكن أن تتخلى عن شراكتها مع قوات سوريا الديمقراطية.
وأضاف في مقابلةٍ تلفزيونية مع قناة “الحرة”: “هناك تعاون مستمر على الأرض بين القوات الأميركية وقسد”.
وذكر أن الرئيس الأميركي، جو بايدن، “لم يعط الضوء الأخضر لعملية عسكرية تركية شمال سوريا”.
لكن المخاوف تتركز أكثر في المناطق التي تنتشر فيها قوات روسية.
ويقول مسؤولو الإدارة الذاتية لمجلس مقاطعة عفرين، والذي يعمل حالياً بريف حلب الشمالي، إن القوات الحكومية ستلقى الدعم الشعبي من نازحي عفرين وسكان منطقة ريف حلب الشمالي في حال قامت بواجبها تجاه المنطقة.
ولم تبد روسيا أي موقف حازم تجاه التهديدات التركية لريف حلب الشمالي رغم ظهور توتر في علاقات أنقرة وموسكو مؤخراً.
واتهمت شيرين محمد (37 عاماً) وهي نازحة من عفرين وتسكن في تل رفعت روسيا والولايات المتحدة بدعم تركيا لاحتلال أراض سورية.
وأضافت المرأة التي شاركت في تظاهرة دير جمال: “لا شرعية دولية لتركيا بالسيطرة على سوريا واحتلال أراضيها ويجب عليها الخروج من جميع الأراضي السورية”.