محلل بريطاني: رسالة كونغرس تشي بعمق اقتناع الوسط السياسي الأمريكي بضرورة البقاء في سوريا
واشنطن – هديل عويس – NPA
قال الكونغرس الأمريكي، إن أحد الأهداف من إبقاء القوات في سوريا، هو حماية الحلفاء في المنطقة في ظل وجود تهديدات إيرانية، إضافة لرغبة الكونغرس بالضغط الاقتصادي على روسيا وإيران لمنعها من اتخاذ سوريا كمصدر للدخل.
ويرى أستاذ العلاقات الخارجية في جامعة لندن، ارشين أديب مقدم، في حديث لـ”نورث برس”، أن رسالة الكونغرس الموقعة من 400 عضو (من كلا الحزبين) ومن مجلسي النواب والشيوخ، تشي بعمق اقتناع الوسط السياسي بضرورة البقاء في سوريا لمواجهة جملة من التحديات.
ويؤكد الدكتور مقدّم، أنه “لا حرب تلوح في الأفق مع إيران، وخاصة مع وعد الرئيس المتكرر لأتباعه بعد التوغل في المزيد من الحروب في الشرق الأوسط، وأن الهدف النهائي هو توقيع اتفاق جديد وليس إيقاع الحرب المتعمدة في إيران”.
ويشير د. مقدّم الى أن “المناخ الدولي الحالي، لا يشبه مناخ ما قبل حرب العراق مثلاً”، حيث التفّت الدول الغربية حول (ادعاءات) أمريكا، أما اليوم فأوروبا تؤكد أنها لاتزال في الاتفاق النووي مع إيران، وتوضح بأنها لا ترى ضرورات للحرب”.
وبينما لا يتوقع د. مقدم، حرباً أمريكية مفتوحة تستهدف إيران، يرى أنه من الممكن جداً أن تكون المواقع الإيرانية في سوريا مسرحاً استراتيجياً وهدفاً مهماً نظراً الى أنها (القوات) التي يذكرها الكونغرس اليوم في بيانه على أنها تهدد حلفاء الولايات المتحدة، وخاصة أن نتنياهو، وهو واحد من أكثر المؤيدين للحرب على إيران يقود حملة سياسية في واشنطن، لاستهداف ما يؤذي إسرائيل منها وخاصة القوات المدعومة إيرانياً في (غزة و مرتفعات الجولان وجنوب لبنان).
ويختتم د. مقدم؛ أن هذا الربط العريض من قبل الكونغرس ما بين أمن إسرائيل والبقاء الأمريكي في سوريا، وفي ظل إدارة سعت لإرضاء تل أبيب، هو محاولة ضغط وإحراج لـ (وعد الرئيس بالانسحاب) ويعني أن واشنطن تريد إضافة أسباب تجبر الرئيس على البقاء، خاصة أن المؤيدين لإسرائيل من الأمريكيين هم الفئة الناخبة الجديدة التي تسعى إدارة ترامب إلى كسبها في معركة 2020 الانتخابية.