أغنامٌ تنفق من الجوع وجمود في تجارتها بالرقة

الرقة ـ نورث برس

خسرت عزيزة الحويج (30 عاماً) من سكان مدينة السبخة 25 كم جنوب شرق الرقة، عدداً من أغنامها لقلة المراعي وتفشي المرض بينها.

وبشكل شبه يومي وعلى مدار شهرين، كانت تصدم “الحويج” وهي نازحة في قرية رطلة 10كم جنوبي المدينة، بنفوق إحدى أغنامها في الحظيرة، “بسبب الجوع الذي يفتك بالقطيع”.

ولا تدري هي ومربون آخرون كم سيفقدون من مواشيهم إلى حين هطول الأمطار وتوفر المراعي، وسط مخاوف من قلة مساحتها كما حدث الشتاء الفائت.

ومنذ سنتين أخذت “الحويج”، وهي أم لأربعة أطفال أكبرهم لا يتجاوز عمره الخمسة أعوام، على عاتقها تربية القطيع إضافة إلى أعمال المنزل، وذلك بعد أصيب زوجها “محمد” بجلطة دماغية.

ولم تجد السيدة من حل ينقذ القطيع ويخرجها من الضائقة المادية التي تمر بها،  فهي لا تستطيع أخذ الأغنام إلى مكان آخر بعيداً عن البيت للرعي، “أنا وحيدة وليس لدي معيل”.

تقلص مساحات

وتعتبر تربية المواشي مصدر رزق للكثير من سكان مدينة الرقة، ولكن في الآونة الأخير انخفضت تربية الأغنام لشح المراعي وغلاء سعر العلف بالتزامن مع انخفاض حاد في سعر المواشي عامة، بحسب مربي مواشي. 

ولدى “الحويج” 94 رأس غنم حالياً، وذلك بعدما كانت تملك قبل شهرين 150رأساً، وسبب نفوق الأغنام الأمراض وانعدام المراعي.

وتقدر السيدة سعر رأس الغنم الواحد بما يقارب 300 ألف ليرة سورية، قبل أن تضعف وتصاب بالمرض. 

ويبلغ عدد المواشي في الرقة، مليوناً و600 ألف من الأغنام والماعز، وستة آلاف و300 من الإبل وستة آلاف من الابقار بالإضافة إلى أعداد من الخيول والماعز الشامي. بحسب لجنة الزراعة في الرقة.

وحاولت “الحويج” بيع عدد من أغنامها لشراء أدوية وعلف يسد حاجة الأخرى، لكن ضعف الحركة التجارية وارتفاع سعر المواصلات لبعد المسافة عن سوق “الماكف” الذي يقع في الطرف الشمالي من المدينة، أعاق إنقاذ ما تبقى من القطيع. 

وقال منذر رفعة، وهو نائب رئاسة لجنة الزراعة والري، في تصريح سابق لنورث برس، إن مكتب الثروة الحيوانية اقتصر دعمه على توزيع مادة النخالة بمقدار نصف كيلو غرام لكل رأس من الغنم والماعز لشهر واحد.

وأضاف: “لم نستطع تلبية حاجة مربي المواشي من أدوية وأعلاف لضعف الإمكانية”. 

غلاء

وقال خليل المطر (45عاماً) يعمل دلالاً (منسق في عمليات البيع) في سوق الماكف لبيع المواشي، إن حركة بيع الأغنام في الأيام الأخيرة سجلت أدنى مستوى من حيث السعر والعدد الذي يباع. 

وأرجع “المطر” سبب ركود بيع المواشي إلى غلاء أسعار العلف والجفاف الذي ضرب المنطقة، وغياب دور المنظمات في مساعدة مربي الثروة الحيوانية في المنطقة. 

ولا يتجاوز معدل بيع الأغنام “الثمينة” 40 بالمئة، أما الهزيلة فلا يتعدى 15بالمئة، بحسب “المطر”.

وأضاف أن معظم مربي المواشي يضطرون إلى أخد أغنامهم إلى سوق الماكف لأكثر من مرة لبيعها، وبسعر بخس، لا يضاهي 30 بالمئة من السعر الذي كانت عليها العام الماضي. 

والعام الماضي وصلت تسعيرة رأس الغنم إلى مليون ليرة سورية، بحسب تجار الأغنام فيما قدر سعر كل رأس هذا العام بما يقارب 60 ألف ليرة سورية، بحسب “المطر”.

ووصل سعر الكيلو الواحد من الشعير إلى 1400 ليرة سورية، فيما وصل كيلو الواحد من النخالة إلى ألف ليرة وتبن القمح بـ 600 ليرة سورية، بحسب تجار في سوق الماكف.

وتقدر قيمة استهلاك رأس الغنم الواحد من العلف المتوسط بـ 1200 ليرة سورية كل يوم، بحسب مربين.

إعداد: حسن العلي ـ تحرير: عمر علوش