واشنطن – نورث برس
قال قسطنطين ترويفتسيف، كبير الباحثين في معهد الاستشراق الروسي، الاثنين، لنورث برس، إن “التهديدات التركية بشن عملية جديدة في شمال سوريا، تواجهها عدة تحديّات لم تكن موجودة خلال الهجمات الماضية، وفي مقدّمتها الممانعة الروسية الحاسمة لأي عملية تركية جديدة”.
وأضاف “العلاقة بين قوات سوريا الديمقراطية وروسيا تمر اليوم في أفضل أوقاتها، ولن يتكرر ما حدث في عفرين، حيث كانت المواقف متباعدة بين موسكو وقيادة قسد، بينما تشدد روسيا اليوم على عزمها صدّ أي هجوم تركي على مناطق في منبج أو تل رفعت أو كوباني”.
وأشار ترويفتسيف إلى تحديات أخرى تواجه تركيا اليوم وتمنعها من التقدّم في عملية ناجحة، وفي مقدّمتها، ضعف الميليشيات المدعومة تركياً حيث حاولت هذه الميليشيات مراراً التقدم في مناطق جديدة ولكنها فشلت.
وقال وكلاء تركيا في سوريا هم “أضعف” وكيل في المنطقة، حيث يعانون من انقسامات عميقة في صفوفهم، وعدم القدرة على التنسيق بشكل منتظم”.
واستبعد الباحث الروسي، امكانية تقدّم تركيا في أي مناطق جديدة عبر هذه “الميليشيات”، حيث تستدعي الحاجة حشد قوات تركية خاصة للقيام بذلك، وفقاً له.
وأضاف “اذا كانت تركيا تقول بصراحة أن لا مشكلة لديها من الاعتماد على تنظيم “القاعدة” بنسخته السورية “هيئة تحرير الشام”(جبهة النصرة سابقاً)، فربما تتمكن من تحقيق بعض الانجازات نظراً لقوة “تحرير الشام”، أما الوكلاء في مناطق ما يسمى بـ”درع الفرات” و “غصن الزيتون” فهم جماعات متشرذمة أثبتت التجارب في ليبيا وسوريا فشلها”.
وأوضح ترويفتسيف، أن “التنسيق بين قسد والجانب الروسي يتقدّم باستمرار، وارتفعت سويته بعد تزايد الوجود الروسي في مناطق سيطرة قسد، ما يضمن تجنّب غزو تركي جديد، وهو تنسيق قابل للتطور حيث تلعب روسيا دوراً وسيطاً بين الحكومة السورية ومجلس سوريا الديموقراطية”.
وقال “تحرص روسيا على تجنيب المجتمعات “الاورثوذكسية” الواقعة على الحدود مع تركيا، اعتداءات تركية جديدة، حيث هناك عدة صدامات حدثت في السابق بين محور الحكومة السورية و”قسد” ولكن من وجهة نظر روسيا فإن هذه العلاقة قابلة للإصلاح ولن تتطوّر الى انفجار عسكري وجبهات مفتوحة بين الطرفين”.
والأسبوع الفائت، قالت صحيفة “سفوبودنايا بريسا” الروسية، إن كل من روسيا والولايات المتحدة تشددان على منع غزو تركي جديد على منطقة “تل رفعت” في ريف حلب، الامر الذي يعارضه الرئيسان بوتين وبايدن.
وقال قسطنطين ترويفتسيف، لنورث برس، إن “روسيا ترى ضرورة استعادة مناطق جديدة محتلة تركياً في شمال وشمال غرب سوريا، وتحديداً مناطق “درع الفرات” و”غصن الزيتون” والتي تم إفراغها من سكانها الكرد وإعادة توطين اخرين فيها على غرار ما حدث في عفرين التي شهدت تهجير أكثر من 50 ألف كردي من سكانها الأصليين”.
ويقول ترويفتسيف، أن “موسكو تعتزم التحرّك في هذه المناطق، على غرار تحرّكها في إدلب، فإدلب الكبرى التي كانت المعارضة تسيطر عليها، لم يبقى سوى ثلثها بأيدي مسلحي المعارضة، بينما تمكّنت روسيا والجيش السوري من قضم معظم المناطق المحيطة في ادلب في أرياف اللاذقية وحماه وحلب”.