مسؤولون في كوباني يطالبون التحالف بالتزامه بالحفاظ على استقرار المنطقة في ظل التهديدات التركية
كوباني- نورث برس
حمل مسؤولون وإداريون في مؤسسات الإدارة الذاتية في كوباني شمال شرقي سوريا، السبت، التحالف الدولي مسؤولية الحفاظ على استقرار المنطقة في ظل عدم قيام الجانب الروسي بالتزاماته في حماية المنطقة من الهجمات التركية المتكررة التي تستهدف السكان.
وقال محمد شاهين، وهو الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي في إقليم الفرات، أنه بموجب اتفاقٍ وتفاهمٍ بين روسيا وتركيا حول وقف إطلاق النار في المنطقة، بعد سيطرة الأخيرة على تل أبيض وسري كانيه (رأس العين)، وافقت قوات سوريا الديمقراطية على الانسحاب إلى ما بعد 30 كم من الحدود التركية “لتفنيد الحجج التركية حول الخطر على الأمن القومي التركي”.
وأوكلت الاتفاقية مهمة حفظ الأمن والاستقرار في المنطقة للقوات الروسية المتواجدة على طول الحدود السورية التركية.
وقبل أيام، استهدفت مسيرة تركية سيارة مدنية ما تسبب بفقدان مدنيين اثنين يعملان كسائقين لدى المجلس التنفيذي في إقليم الفرات حياتهما وإصابة أربعة آخرين.
خروقات مستمرة
وقال “شاهين” إن “الاستهداف ليس الأول من نوعه، وأن هذه الخروقات مستمرة منذ احتلال تل أبيض وسري كانيه سواء أكانت خروقات جوية أو على الأرض”.
وأشار “شاهين” إلى أن الهدف من هذه الخروقات والهجمات هو “ضرب الاستقرار والأمن في مناطق الإدارة الذاتية، وخلق نوع من الفوضى وعدم الاستقرار”.
وتتلقى الإدارة الذاتية في شمال شرقي سوريا وعوداً من الجانب الروسي بأن هذه الهجمات “لن تتكرر”، “ولكنها تتكرر وتلك الوعود الروسية لا تتحقق وتستمر تركيا ومرتزقتها بهذه الهجمات”.
وأشار الرئيس المشارك للمجلس التنفيذي في إقليم الفرات، إلى أنهم يطالبون التحالف والمجتمع الدوليين والمنظمات المعنية وروسيا في كل مرة “بالقيام بواجباتهم ومسؤولياتهم لتنفيذ الاتفاقيات التي تمت بين الطرفين، والقيام بمسؤولياتهم الأخلاقية والسياسية والقانونية تجاه الشعب في شمال شرقي سوريا، ومنع استهداف المدنيين في المنطقة”.
تحمل مسؤوليات
من جهته قال خليل عبدو وهو ممثل إقليم الفرات وعضو علاقات في مجلس سوريا الديمقراطية في شمال وشرق سوريا، إن هجمات الدولة التركية بطائراتها المسيرة على كوباني هي بعيدة عن الأعراف والأخلاق الإنسانية والدولية.
وناشد “عبدو” الأمم المتحدة والمنظمات الدولية والقوى المعنية الوقوف بوجه الدولة التركية التي “تحارب المنطقة بكافة الأشكال، من قطع المياه عنها، وفرض الحصار، وتهجير المدنيين وقتلهم بالطائرات المسيرة”.
وطالب “عبدو” الجانب الروسي الذي يعتبر نفسها الضامن بين الإدارة الذاتية وتركيا بمنع هذه الهجمات على المنطقة.
وذكّر “عبدو” بأن “مدينة كوباني هي أول من وقفت بوجه تنظيم الدولة الإسلامية (داعش)، ودفعت ثمن مقاومتها 12 ألف شهيداً إضافة إلى 25 ألف من المصابين والجرحى والمعاقين”,
وحمل التحالف الدولي مسؤولية التدخل لمنع الهجمات التركية على كوباني وشمال شرقي سوريا، “لأنها حملت هذه المهمة عن العالم أجمع، فالتنظيم كان خطراً على العالم أجمع، وهدد السلم العالمي”.
وذكر “عبدو” أن التحالف الدولي الذي يعتبر نفسه شريك كوباني في القضاء على “داعش” من واجبه “الدفاع عن هذه الشراكة، وأن النظام التركي عندما يستهدف المنطقة فهو يدافع عن الفكر الإخواني المتشدد ويدافع عن “داعش” ويهدف لضرب السلم الأهلي”.
بدورها قالت نصرة خليل، وهي الرئيسة المشتركة لمجلس العدالة في إقليم الفرات، إنه تم استهداف مقر مجلس العدالة في إقليم الفرات بتاريخ العشرين من تشرين الأول/ اكتوبر 2021، وإن الطائرة المسيرة التركية استهدفت سيارة تابعة لمجلس العدالة التي كانت تقل عضو مجلس العدالة في إقليم الفرات السيد بكر الجرادة.
وأضافت “خليل” أن “هذا الاستهداف جاء بالتزامن مع الذكرى السنوية الرابعة لتحرير مدينة الرقة من تنظيم “داعش” وأن هذا الفعل الإجرامي هو انتقام لهزيمة التنظيم وهي رسالة واضحة”.
محاسبة تركيا
وذكرت “خليل” أنه يجب محاسبة تركيا بسبب خرقها للتفاهمات التي تمت مؤخراً، إضافة لخرقها للقيم الأخلاقية والعهود والمواثيق الدولية.
وأشارت “خليل” إلى أنه على الضامن الروسي كبح جماح تركيا لمنع هذه الاستهدافات والخروقات التي تقوم بها الدولة التركية ضد المدنيين العزل.
وطالبت التحالف الدولي التدخل للحد من عدوان تركيا على المنطقة التي تعيش حالة من الاستقرار، لأن تركيا تهدد المكاسب التي تحققت نتيجة ذلك التحالف.
وقالت “خليل” إن المجتمع الدولي والأمم المتحدة بمؤسساتها يجب أن يعملوا بجد للحد من العدوان والتخريب الذي تمارسه الدولة التركية ضد سوريا بشكل عام، وشمال شرقي سوريا بشكل خاص.