منزل العلامة الشهير “ابن خلدون” يثير جدلاً إعلامياً بعد عرضه للبيع

دمشق ـ نورث برس

أثارت مواقع التواصل الاجتماعي خبر بيع منزل المؤرخ وعالم الاجتماع الشهير “ابن خلدون” في مدينة فاس المغربية.

وبحسب وسائل إعلامية مغربية، فقد طالبت وزيرة الشباب والثقافة والتواصل المغربي مهدي بنسعيد بفتح تحقيق حول قضية البيع.

وشددت على ضرورة التدخل بشكل عاجل بتدعيم جدران المنزل، وإدراجه ضمن برنامج ترميم الدور الآيلة للسقوط.

ومن جهتها، باشرت المديرية الجهوية لقطاع الثقافة في “المدين” المغربية بإجراء تحقيق معمق مع المصالح المتخصصة.

وأشارت المديرية في بيان، إلى أنه: “من الصعب الجزم بصحة ما يتداول حول هذا البيت، في ظل غياب الوثائق المكتوب، أو الشواهد المادية التي تؤكد أن هذا المسكن فعلاً كان للعلامة ابن خلدون، بما في ذلك كتابات ابن خلدون”.

وذكرت وسائل إعلام مغربية أن عائلة المهياوي عرضت المنزل للبيع، التي كانت تملكه منذ عام 1969، وتناوب على السكن أربع عائلات.

وفي مقابلة مع صحيفة هسبرس المغربية، قال محمد بن عبد الجليل، أستاذ التاريخ بجامعة سيدي محمد بن عبد الله في مدينة فاس: “يقع منزل ابن خلدون بمدينة فاس التي استقر فيها طيلة عمله بالبلاط المريني.. ويتكون المنزل من 3 طوابق صغيرة، ويشبه المعمار الموجود بالجنوب التونسي، حيث وُلد وترعرع العالم الراحل”.

ولد ابن خلدون بتونس سنة 1332م، في أسرة أندلسية نزحت من الأندلس إلى تونس في أواسط القرن الرابع الميلادي. وهو ولي الدين عبد الرحمن بن محمد بن عبد الرحمن الشهير بـ “ابن خلدون”.

وأخذ ابن خلدون علومه الأولى من أبيه، فكان معلمه الأول، وقرأ القرآن وحفظه، وتفقه في القراءات السبع، ودرس التفسير والحديث والفقه، والنحو واللغة، على أشهر أساتذة تونس التي كانت يومئذ مركز العلوم والآداب في بلاد المغرب. ثم درس المنطق والفلسفة فيما بعد أثناء حياته العملية.

ويعتبر ابن خلدون مؤسس علم الاجتماع، وأول من وضعه على أسسه الصحيحة والحديثة، وقد توصل إلى نظريات حول فهم التاريخ، وقوانين العمران أو الاجتماع البشري، ونظرية العصبية، وبناء الدولة، وأطوار عمارها وسقوطها.

ألَّف ابن خلدون العديد من المؤلفات، منها: كتاب العِبَر وديوان المبتدأ والخبر في أيام العرب والعجم والبربر ومن عاصرهم من ذوي السلطان الأكبر، وهو الأشهر من بين مؤلفاته، ويتضمن هذا الكتاب 7 مجلدات.

وتقع المقدمة المعروفة بمقدمة ابن خلدون في المجلد الأول منه، ويتضمن الكتاب آراء ابن خلدون في الجغرافيا، والعمران، والفلك، وأحوال الناس وطبائعهم.

وفي مقدمته الشهيرة، تحدث ابن خلدون عن العمران البشري، الذي ضرورة التعاون بين البشر، كما تحدث عن المناخ وأثره، وأخلاق السكان، والطعام وتأثيره على الأخلاق، وأصول المدنية الإنسانية الذي تضمَّن التسلسل في بناء الحضارة، والترف، والحكم العصبي القبلي، والحكم الديني.

يُذكر أن عدداً من الكُتَّاب والمفكرين أخذوا عن ابن خلدون وكتبوا في فلسفته الاجتماعية وفكره، حيث كتب طه حسين كتاب “فلسفة ابن خلدون”، وألَّف عالم الاجتماع العراقي علي الوردي كتاب “منطق ابن خلدون في ضوء حضارته وشخصيته”، وكتب محمد عابد الجابري كتابه “فكر ابن خلدون: العصبية والدولة”.

إعداد وتحرير: نور حسن