اضطرابات تجتاح مناطق سيطرة القوات التركية في سوريا

الحسكة – نورث برس

تشهد مناطق سيطرة القوات التركية، في شمال غربي سوريا، اضطرابات خدمية وعسكرية، في ظل تردي الوضع الاقتصادي.

وشهدت مدينتا أعزاز وعفرين، شمال غربي سوريا، في الأيام الفائتة، احتجاجات لمعلمين أعلنوا إضرابهم احتجاجاً على تدني أجورهم.

أعزاز-بوابة سوق المدينة-نورث برس

ونقل موقع “توثيق الانتهاكات في شمال سوريا”، أن عدداً من السكان في أعزاز وعفرين أيضاً، احتجوا على “سوء الوضع المعيشي، تضامناً مع المعلمين المضربين”، ونظموا وقفة احتجاجية أمام مديرية التريبة والتعليم في عفرين.

ويطالب المعلمون برفع مردودهم المادي من 750 ليرة تركية ( نحو 274 ألف ليرة سورية)، إلى 2000 ليرة تركية (732 ألف ليرة سورية).

الرد على مطالب المعلمين جاء عبر المجالس المحلية التي تعتبر كإدارة مدنية لمناطق سيطرة القوات التركية في شمال غربي سوريا.

وقالت المجالس إنها “ستقطع راتب وتفصل أي معلم إذا لم ينهِ إضرابه حتى تاريخ 20 تشرين الأول/ أكتوبر 2021″، بحسب ما نقل “توثيق الانتهاكات”.

احتجاجات موازية

وعلى بعد عدة كيلومترات من عفرين، احتج سكان من إدلب، مطلع الأسبوع الجاري، على “ارتفاع الأسعار بشكل غير مسبوق”، بتنظيم احتجاج عند دوار الساعة، وسط المدينة.

وقالت مصادر محلية لنورث برس، إن المحتجين رفعوا شعارات تطالب حكومة الإنقاذ، وهي الجناح المدني لهيئة تحرير الشام (جبهة النصرة سابقاً)، “بإيقاف سياسة التسلط على السكان ومقاسمتهم لقمة عيشهم”.

وهتف المحتجون بهتافات مناوئة لحكومة الإنقاذ وزعيم هيئة تحرير الشام، أبو محمد الجولاني، أبرزها “تسقط هيئة تحرير الشام، جولاني ولاك ما بدنا إياك”، بحسب المصادر نفسها.

وتشهد إدلب ارتفاعاً في أسعار المواد الغذائية والمحروقات، حيث رفعت شركة “وتد للبترول”، التابعة للتحرير الشام، سعر أسطوانة الغاز المنزلي إلى 114 ليرة تركية،( نحو 45ألف ليرة سورية) عوضاً عن 98 ليرة تركية، في أقل من شهر.

وحاولت “وتد” تدارك الأمر عبر تخفيض سعر أسطوانة الغاز إلى 109 ليرة تركية (نحو 41 ألف ليرة سورية) بعد أن كانت 114 ليرة (نحو 43 ألف ليرة سورية)، ليتبين لاحقاً أنها خفضت من وزنها بنحو كيلو ومئتي غرام.

إدلب – محتجون يرفعون لافتة احتجاجاً على ارتفاع الأسعار – نورث برس

ووصفت مصادر محلية خطوة الشركة بـ”الحيلة على سكان إدلب”، وقالت “تبين أن وزن أسطوانة الغاز نقص، وبالتالي تكون قد ربحت ضعفي مرابحها السابقة”.

ويبدو أن قطاع الخدمات ليس الوحيد، الذي يواجه اضطرابات، بل تسربت إلى داخل فصائل المعارضة العسكرية الموالية لتركيا.

واقتحم مسلحون مجهولون، مساء الاثنين الفائت، مقراً لفصيل “جيش العزة”، في ريف إدلب، وقاموا بتقييد العناصر الموجودين فيه وسرقة محتوياته.

وقالت مصادر ميدانية لنورث برس، إن المسلحين سرقوا عربة عسكرية على متنها رشاش من عيار “23”، حيث كان مركونة أمام مبنى المقر الذي يتبع لما يعرف بـ“الهبش” أحد أبرز قيادي “جيش العزة”.

وأضافت المصادر: “قام المسلحون بتقيد العناصر الموجودين في المقر وسرقة ما كان بحوزتهم من سلاح وأجهزة اتصالات”.

توتر واضطرابات

وما زاد في سخط سكان إدلب على الفصائل الموجودة في المنطقة ومن خلفها الداعم والضامن التركي، تصعيد الطيران الروسي قصفه لتمركزات تلك الفصائل ومحيط النقاط التركية دون أن تحرك تركيا ساكناً، سوى تهديدات تطلقها نحو الشمال السوري.

ووصل التوتر والاضطرابات إلى العلاقة ما بين الفصائل نفسها، حيث شهدت عفرين، الثلاثاء الفائت، استنفاراً عسكرياً لفصيلين معارضين على خلفية مقتل نازح من ريف دمشق.

وقال شاهد عيان لنورث برس، إن عنصراً من فصيل الجبهة الشامية الموالي لتركيا أطلق النار بشكل مباشر على نازح من الغوطة الشرقية، ولاذ بالفرار.

وأضاف أن جيش الإسلام (من الفصائل الموالية لتركيا) نصب حواجز أمنية في جميع أنحاء المدينة، تزامن مع استنفار من الجبهة الشامية.

والأسبوع الفائت، قتل وجرح سبعة وعشرون شخصاً في انفجار سيارة مفخخة، بالقرب من سوق الهال وسط مدينة عفرين.

إعداد: هوشنك حسن ـ وتحرير: معاذ الحمد