مسؤولة أفغانية سابقة: ما حدث في أفغانستان صفقة مفتعلة لتسليم البلاد لطالبان

واشنطن – نورث برس

أعربت ظريفة غفاري، رئيسة بلدية في ولاية أفغانية سابقاً، الاثنين، عن خيبة أملها من شكل الانسحاب الأميركي الذي عزز نفوذ طالبان في أفغانستان ولم يعطِ الشعب الأفغاني فرصة اختيار مستقبله.

وقال ظريفة في حوارها لبرنامج “واشنطن اونلاين” الذي تبثّه شبكة “نورث بلس” إنها غادرت بلادها الى ألمانيا مع انسحاب الولايات المتحدة من العاصمة كابل، وذلك بسبب ارتباطها بالحكومة السابقة، وعدم تسامح طالبان مع النساء الراغبات بالتأثير السياسي في أفغانستان.

وأضافت غفاري “لقد أغلقت الميليشيات المرتبطة بطالبان مكتبي لمدة تسعة أشهر بعد انتخابي كعمدة في أفغانستان، وكان ذلك أثناء فترة التواجد الأميركي في أفغانستان، أما اليوم فالوضع أخطر بكثير للنساء في أفغانستان”.

وأشارت غفاري إلى عدم تأييدها لفكرة “لوم الجيش الأفغاني” على السقوط السريع للبلاد بيد “طالبان”، متّهمة الولايات المتحدة وإدارة جو بايدن بإتمام صفقة قديمة مع طالبان.

وقالت غفاري “الشعب الأفغاني هو من يريد أن يسأل واشنطن عن سبب زيادة قوة ونفوذ وتأثير طالبان مع الوجود الأميركي أكثر من أي وقت مضى، فيما لم تتمكّن طالبان في الماضي من دخول المحافظات والسيطرة عليها بسهولة”.

وأعربت غفاري عن خشيتها من سيطرة طالبان على مخازن أسلحة حلف “الناتو” والكثير من الأموال والمعدات اللوجستية المتطورة، وتلميح واشنطن الى امكانية الاعتراف بطالبان والعمل معها، الأمر الذي ترى فيه غفاري تجاوزاً لتوجهات الشعب الافغاني ورؤيته لمستقبل بلاده.

وكشفت غفاري التي عملت عن كثب مع وزارة الدفاع الأفغانية عن عدم تسلّم الجنود الأفغان لأي رواتب خلال الأشهر الأخيرة من الوجود الأميركي في أفغانستان مع أدى إلى إنهاك الجيش الأفغاني وضعفه حين قررت واشنطن الانسحاب.

وأضافت “من المهم أن نعرف كيف امتلكت طالبان كل هذا السلاح والقوة والمال لتطبق سيطرتها على البلاد في غضون أيام قليلة بينما لم يملك الجيش الأفغاني ثمن الرصاص ليقاتل طالبان حين خرجت الولايات المتحدة من البلاد”.

وقالت المسؤولة السابقة “لقد اتصل بي الكثير من الجنود يبكون بعد الصفقة الأميركية مع طالبان، ويشكون الحال، ويطلبون مني ان انقل صوتهم للوزير كي يحصلوا على الذخيرة وعلى السلاح والدعم الجوي والمرتبات للاستمرار في القتال”.

ولفتت غفاري الى أن الجيش الأميركي كان يقود فعلياً كل تحرّكات الجيش الأفغاني بما في ذلك تعيينات الضباط، التي لم تكن تحدث دون موافقة الجنرال ميلر، القائد الأعلى للقوات الأميركية في أفغانستان، الأمر الذي يحمّل واشنطن مسؤولية الاستعلامات وضعف جبهة الجيش الافغاني في أيامه الأخيرة، على حد قول غفاري.

“الشعب الأفغاني بعيد عن مشروع طالبان الظلامي”

وفي حديث أجرته “نورث برس” مع الناشطة الكندية الأفغانية، مينا شريف، أعربت شريف العائدة حديثاً الى كندا عن خيبتها من انهيار حلم الشباب الأفغاني ببناء مجتمع مدني يمنح الحقوق للنساء والأقليات والأطفال والشباب حيث انقلبت الحياة رأساً على عقب في أفغانستان فور انسحاب الولايات المتحدة.

ومينا شريف هي شابة كندية من أصول أفغانية، قررت مغادرة كندا الى أفغانستان عام ٢٠٠٥، للتطوّع والعمل في راديو يدار من قبل النساء الأفغانيات، الا أنها كانت من ضمن ركاب اخر الطائرات المغادرة لأفغانستان في آب – أغسطس الماضي خوفاً من معاقبة طالبان للنساء الناشطات في مجال الشأن العام.

وأعربت شريف عن عدم تفاؤلها بمستقبل حقوق النساء في أفغانستان في ظل حكم طالبان، قائلةً: كل ما فعلته طالبان خلال الأشهر الماضي هي تعميم قرارات الحظر والمنع والإغلاق  لذلك لست متأكد من إمكانية عودة المنظمات المدنية إلى عملها المعتاد خاصة فيما يتعلّق بعمل النساء ودورهن في هذا المجال.

وأضافت: من الصعب علينا أن نثق بكلام ووعود طالبان، فالثقة بهم معدومة، وكل شيء سيكون أصعب فمع مغادرة الجيش الأميركي وفي ظل عدم وجود حكومة أفغانية معترف بها، لا قدرة للمنظمات اليوم على الوصول الى الأموال ودفع الرواتب ما يعني أن جهد عشرات السنوات من محاولة بناء مجتمع مدني متين قد يتبدد بسرعة.

وترى شريف أن تطبيق العقوبات على طالبان وحلفائها هو أمر مهم لتقييد طالبان وقدرتها على تعميم نموذجها في الحكم على الشعب الأفغاني الذي تتناقض توجّهاته الاجتماعية والسياسية مع توجهات طالبان.

إعداد وتحرير: هديل عويس