قرب انتهاء التسويات في درعا ومصير المعتقلين والمفقودين ما زال مجهولاً

درعا- نورث برس

تستمر الأجهزة الأمنية التابعة للقوات الحكومية برفقة الشرطة العسكرية الروسية بإجراء عمليات التسوية في محافظة درعا، جنوبي سوريا، حيث تم الانتهاء من تسوية أوضاع مئات المطلوبين وتسليم الأسلحة الخفيفة في الريف الغربي والشمالي وحوض اليرموك، وتجري حالياً أعمال التسوية في ريف درعا الشرقي. 

وعبر بلدة نصيب الحدودية مع الأردن وصلت التسويات إلى ريف درعا الشرقي في التاسع من الشهر الجاري، كما شملت التسويات بلدات أم المياذن والطبية المجاورتين لبلدة نصيب.

وللبلدات الثلاثة الآنفة الذكر أهمية كبيرة لدى القوات الحكومية بسبب تواجدها على الأوتوستراد الدولي دمشق ـ عمان.

والأربعاء الماضي، بدأت أعمال التسوية في بلدات الجيزة والمتاعية وقرى ندى والعمان بريف درعا الشرقي، تلتها بلدات المسيفرة والسهوة والكرك الشرقي.

والأحد الماضي، دخلت مجموعات عسكرية تابعة للقوات الحكومية إلى الأحياء السكنية في بلدة الجيزة والتي شهدت تهديدات حكومية باقتحامها ومداهمة المنازل للبحث عن الأسلحة إثر رفض بعض الأشخاص تسليم أسلحتهم.

كما بدأت أمس الأحد تسويات في بلدة الغارية الشرقية والغارية الغربية وذلك بعد اجتماع جمع وجهاء البلدة مع القوات الحكومية بحضور الشرطة العسكرية الروسية.

وتطالب القوات الحكومية، سكان ريف درعا الشرقي بتسليم كميات كبيرة من الأسلحة وسط انتقال التسوية من بلدة لأخرى.

وبعد حصار دام ما يقارب 80 يوماً، عقد في الخامس من الشهر الماضي، اتفاق بين وجهاء محافظة درعا والقوات الحكومية برعاية روسيا من أجل فك الحصار عن درعا البلد وحي طريق السد والمخيمات وعمل تسوية لأوضاع عشرات السكان في درعا البلد.

وجاء هذا الاتفاق بعد فشل الاتفاق الذي عقد بين اللجنة المركزية في درعا البلد والقوات الحكومية وتعرضت درعا البلد وحي طريق السد والمخيمات لقصف عنيف من قبل الفصائل الموالية لإيران والتي كانت تحاصر المنطقة بشكل كامل.

وخلال فترة الحصار، تعرضت درعا البلد والأحياء المحاصرة لقصف عنيف أدى لمقتل عشرين مدنياً، بالإضافة إلى تدمير كبير في البنية التحتية،  كما أدى القصف إلى تدمير خمسة مساجد منها الجامع العمري.

وفي السادس من أيلول/ سبتمبر الماضي، بدأ تنفيذ الاتفاق في درعا البلد، حيث قامت الأجهزة الأمنية التابعة للقوات الحكومية برفقة الشرطة العسكرية الروسية واللجنة المركزية في درعا البلد بالدخول إلى أحياء المدينة وإنشاء مركز لتسوية أوضاع المطلوبين هناك.

تسويات الريف الغربي

وصلت التسويات إلى ريف درعا الغربي عبر بلدتي اليادودة والمزيريب بعد اتفاق اللجنة المركزية في المنطقة الغربية ووجهاء المنطقة مع الأجهزة الأمنية الحكومية بحضور الشرطة العسكرية الروسية.

وتعد بلدة اليادودة المدخل الغربي إلى مركز مدينة درعا ويحيط بها عدد من القطع العسكرية.

أما مدينة طفس التي تعتبر بيضة القبان في الريف الغربي، وصلت إلى اتفاق تسوية بين وجهاء العشائر واللجنة المركزية في المنطقة الغربية في السادس عشر أيلول/ سبتمبر الماضي.

وتعد مدينة طفس من المدن التي بقيت خارج سيطرة القوات الحكومية كما الحال في درعا البلد والأحياء المحيطة بها ومدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي.

وصلت التسويات إلى بلدة تل شهاب على الحدود السورية الأردنية في الواحد والعشرين من أيلول/ سبتمبر الماضي، بعد اتفاق مع سكان المنطقة وبموجب الاتفاق استطاعت القوات الحكومية الوصول إلى الحدود بالقرب من تل شهاب وتم وضع نقاط عسكرية تابعة للقوات الحكومية على الحدود.

وفي الثلاثين من الشهر الماضي، أجريت تسوية أوضاع 291 مدنياً و51 عسكرياً من سكان مدينة نوى والشيخ سعد وعدوان والسكرية والجبيلية، وتم خلال التسوية تسليم عشرات القطع من الأسلحة الخفيفة.

وتعد مدينة نوى من المدن المهمة والتي تحاول القوات الحكومية فرض السيطرة عليها بالقوة لعدة أسباب منها أن المدينة تعد أكبر خزان بشري في ريف درعا وكانت مقراً للحكومة السورية المؤقتة التابعة للمعارضة السورية، كما تحتوي المدينة على المربع الأمني الذي يضم عدة فروع أمنية وعسكرية تابعة للقوات الحكومية أهمها فرع الأمن العسكري.

مثلث حدودي استراتيجي

خلال الثلاث أعوام الماضية حاولت فصائل موالية لإيران الوصول إلى منطقة المثلث الحدودي السوري الأردني الإسرائيلي.

وعملت هذه الفصائل وعلى رأسها “الفرقة الرابعة” المدعومة من إيران على استقطاب سكان المنطقة وجندتهم لصالحها، لكن سرعان ما تحطمت آمال هذه الفصائل عند أول اختبار وهو حصار درعا البلد والأحياء المحيطة بها في محاولة اقتحامها، إذ قام سكان المنطقة الذين انضموا للفرقة الرابعة بالانشقاق عنها وقاموا بمهاجمة الحواجز العسكرية في المنطقة لتخفيف الضغط عن درعا البلد.

بعد هذه التطورات وإنهاء ملف درعا البلد، توجهت القوات الحكومية برفقة الشرطة العسكرية الروسية إلى منطقة حوض اليرموك وتم في السادس والعشرين من أيلول/ الماضي، إنشاء مركز لتسوية أوضاع المطلوبين في بلدة الشجرة مركز منطقة حوض اليرموك وشملت التسوية قرى كويا ومعرية والقصير وجميع هذه القرى على الشريط الحدودي السوري الأردني الإسرائيلي.

وقبله بيوم، قامت الأجهزة الأمنية التابعة للقوات الحكومية بإجراء تسوية لأوضاع عشرات السكان في بلدتي سحم الجولان وحيط وجلين ومساكن جلين والمزيرعة.

وكانت نهاية التسويات في منطقة حوض اليرموك في الثامن والعشرين من الشهر الماضي في بلدة تسيل والتي استمرت على مدى يومين.

وتأتي أهمية بلدة سحم الجولان لقربها من الحدود السورية الأردنية، أما بلدة جلين فتعد نقطة الوصل بين قرى حوض اليرموك ومدينتي طفس ونوى.

ريف درعا الشمالي

وفي الثالث من الشهر الجاري، أجرت الأجهزة الأمنية التابعة للقوات الحكومية عمليات تسوية لأوضاع مئات المطلوبين لها في مدينة جاسم بريف درعا الشمالي وشملت التسويات سكان مدينة الحارة وبلدة نمر.

وتعتبر مدينتي جاسم والحارة من المدن الاستراتيجية في ريف درعا الشمالي لسبيين هامين، الأول أن مدينة جاسم تعتبر من المدن ذات الكثافة السكانية في الريف الشمالي.

أما السبب الثاني فوقوع مدينة الحارة على سفوح تل الحارة الاستراتيجي الذي يطل على أراضي الجولان ويحتوي التل على أكبر قاعدة للاستطلاع في محافظة درعا.

وفي الخامس من الشهر الجاري، وصلت عمليات التسوية التي تنفذها اللجنة الأمنية التابعة للقوات الحكومية إلى مدينة إنخل قبل التوجه في الثامن من الشهر ذاته لتنفيذ عمليات التسوية في مدينة الصنمين آخر مدن ريف درعا الشمالي.

ومع قرب انتهاء التسويات في درعا ومرور أكثر من شهر من تطبيق الاتفاق، لم يبدأ بعد تنفيذ بند إطلاق سراح المعتقلين وبيان مصير المفقودين، والذي كان من المقرر البدء بتنفيذه بعد مضي خمسة أيام على تطبيق الاتفاق وذلك وفق ما أعلنته اللجنة المركزية في درعا من خلال بيان أصدرته في الأول من الشهر الماضي.

 إعداد: إحسان محمد – تحرير: سوزدار محمد