كوباني- نورث برس
يقول المزارع جمال محمد بوزان (63 عاماً)، من قرية “بوزتبه” 15 كم شرقي كوباني، شرقي سوريا، إنه منذ عامين بدأت القرى الشرقية بزراعة السمسم، لكن من المتوقع أن يكون إنتاج الهكتار أقل من العام الفائت بسبب المناخ وارتفاع درجات الحرارة.
ازدادت المساحات المزروعة بالسمسم خلال العام الحالي في قرى بريف كوباني الشرقي، مع تحسن مستوى المياه في الآبار الجوفية.
وكانت زراعة السمسم خلال السنوات السابقة حكراً على المزارعين بريف كوباني الغربي وخاصة في القرى القريبة من نهر الفرات لتوفر مياه الري.
ويذكر “بوزان” إنه زرع هذا العام 13 هكتاراً في قريته، بالسمسم، مشيراً أن المزارعين زرعوا أكثر من 32 هكتاراً في قريته.
ويرى “بوزان” أن العائق أمام زيادة المساحات المزروعة أكثر هو نقص مخصصات مادة المازوت للري، حيث يتم تخصيص المازوت للمزارعين لري السمسم خلال الموسم الواحد أربع مرات فقط، بينما يحتاج إلى الري لخمس أو ست مرات، كي يكون الإنتاج أفضل “بحسب قوله”.
وقامت مديرية الزراعة بتوزيع مادة المازوت خلال موسم زراعة السمسم بما يكفي الري أربع مرات، وتم تحديد الكميات بحسب نوع وحجم المولدات والمضخات وبكميات تتراوح بين 600 و1000 ليتر.
ويضيف “بوزان” أن تخصيص 200 ليتر من المازوت لري كل هكتار تعتبر كمية غير كافية.
ويطالب “بوزان” بدعم المزارعين بمادة المازوت كي تتحسن الأراضي الزراعية وتعطي إنتاج أفضل، وخاصة أن زراعة القمح بعد موسم السمسم تعتبر ناجحة.
ويستخدم المزارعون من 10 إلى 15 كيلو من بذار السمسم لكل هكتار، حيث يباع سعر كيلو بذار السمسم في الأسواق المحلية بـ 1.35 دولار أمريكي أي ما يعادل 4700 ليرة سورية، بينما يتم شراء السمسم من المزارعين من قبل التجار بنحو دولار واحد أو أقل لكل كيلو واحد.
ويشير “بوزان” أن مصروف زراعة السمسم يعتبر قليل نسبياً مقارنة مع الإنتاج، حيث يتكلف المزارع بأجور الحراثة والزراعة وتحضير التربة للري ومن ثم الحصاد الذي تبلغ تكلفة الهكتار الواحد منه نحو 300 ألف ليرة سورية.
ويقول “بوزان” أن أغلب القرى الشرقية التي تتوفر فيها مياه الري قامت بزراعة السمسم هذا العام وهي قرى عين البط، عليشار، كربناف، كوسك، تيري، تليجب، شيران، حلنج.
ويضيف “بوزان” أن لزراعة السمسم فائدة على الأراضي الزراعية في تجديد التربة وخصوبتها، كما أن الأيدي العاملة تستفيد من هذه الزراعة كون يتم حصادها يدوياً.
وتبدأ زراعة السمسم في شهر حزيران/ يونيو بعد حصاد محصول القمح، ويتم حصاد السمسم في شهر تشرين الأول/ أكتوبر من كل عام.
بدوره اكتفى معروف حج جوتو (51 عاماً) بزراعة هكتارين فقط من أرضه الزراعية بالسمسم في قرية “عشقانا” بريف كوباني الشرقي، لعدم توفر مازوت الري بشكل كافي.
ويقول “حج جوتو” إن لديه مساحات واسعة من الأراضي الزراعية ويستطيع زراعة 10 هكتارات على الأقل ولديه آليات زراعية وعمال لكن تخصيص مادة المازوت لنصف المساحة المزروعة هو ما جعله يزرع هكتارين فقط.
ويشير “حج جوتو” إلى أن المياه الجوفية تحسنت هذا العام في سهل سروج، وأن الآبار القديمة بدأت تضخ المياه، وبالتالي تحولت أراضيهم الزراعية البعلية إلى مروية.
ويضيف “حج جوتو” أن إنتاج السمسم يعتبر جيداً ومصروفها قليل نسبياً، كما أن الأرض التي يتم زراعتها بالسمسم تكون أفضل من أجل زراعة القمح بعدها، كونها تروى بالمياه وبالتالي يكون إنتاج القمح فيها جيداً.
وينتج كل هكتار من محصول السمسم كمية تتراوح بين 600 إلى 1000 كغ، بحسب المزارعين.
ويوضح “حج جوتو” أن المزارعين يريدون زراعة مساحات أكبر بالسمسم ولكن يواجهون مشكلة تعتبر مشكلة عامة في المنطقة وهي تأمين مادة المازوت للري.
ويضيف “حج جوتو” أنه عندما يزرع هكتارين يحصل على مازوت يكفي لهكتار واحد، وعندما يزرع خمسة هكتارات يحصل على مازوت يكفي هكتارين ونصف.
ويطالب “حج جوتو” مديريتي الزراعة والمحروقات بتشكيل لجان للاطلاع على المساحات المزروعة على أرض الواقع وتوزيع كميات كافية من المازوت على المزارعين.
ويرى “حج جوتو” أن توفر المياه الجوفية أدى لتوج نسبة كبيرة من المزارعين لزراعة السمسم هذا العام، والتي كانت تزرع في الأراضي الزراعية القريبة من نهر الفرات فقط.
يذكر أن مساحة الأراضي الزراعية المزروعة بالسمسم في مقاطعة كوباني بلغت هذا العام 47583 دونماً بحسب مكتب الإحصاء في مديرية الزراعة.