اللواء الثامن المدعوم من روسيا في درعا يرفض التسوية الحكومية

درعا- نورث برس

ترفض عناصر اللواء الثامن التابع للفيلق الخامس والمدعوم بشكل كامل من روسيا، بريف درعا الشرقي والذي يعتبر أهم معاقل اللواء، التسوية الحكومية وتسليم أسلحتها.

 وبعد وصول التسويات إلى بلدات صيدا والنعيمة وكحيل، طلبت الأجهزة الأمنية الحكومية من عناصر اللواء في البلدات الثلاثة تسليم أسلحتهم وهو ما تم رفضه، الأحد الماضي، مما أجل عمليات التسوية إلى يوم الاثنين الماضي.

مصادر محلية في بلدة صيدا قالت لنورث برس، إن وجهاء البلدة طلبوا من اللجنة الأمنية التابعة للقوات الحكومية “سحب السلاح من جميع المواطنين المقيمين في البلدة والتابعين لعدة جهات أمنية وعلى رأسهم عناصر اللواء الثامن”.

والاثنين الماضي، وبحسب مصادر خاصة في اللواء الثامن لنورث برس، اجتمع ضباط من الشرطة العسكرية الروسية مع قيادة اللواء الثامن في مدينة بصرى الشام بريف درعا الشرقي وعلى رأسهم نائب قائد اللواء علي الصباح المقداد المعروف باسم “علي باش”.

وقالت المصادر إن الضباط الروس طلبوا من قيادة اللواء إبلاغ عناصرهم في بلدة صيدا بتسليم الأسلحة الخفيفة التي بحوزتهم.

وأضافت أن قيادة اللواء الثامن رفضت تسليم السلاح للقوات الحكومية وطلبت من عناصرها أن يقوموا بتسليم الأسلحة التي بحوزتهم والسيارات الخاصة باللواء للقيادة في مدينة بصرى الشام.

وأشارت ذات المصادر إلى أن الأسلحة لا تزال في حوزة عناصر اللواء الثامن في بلدة صيدا ولم يتم تسليمها حتى الآن، كما كشفت عن  تحويل جميع ملفات عناصر اللواء إلى شعبة المخابرات العسكرية.

وبحسب المصادر نفسها فإن آخر راتب استلمه عناصر اللواء كان من الأفرع 265 التابع لشعبة المخابرات العسكرية بالليرة السورية على عكس الرواتب التي كانت تسلم من قبل الشرطة العسكرية الروسية بالدولار.

استلام عناصر اللواء رواتبهم بالليرة السورية، يشير ومن وجهة نظر المصادر إلى “موافقة روسيا لنقل عناصر اللواء لملاك شعبة المخابرات العسكرية الحكومية”.

وأمس الثلاثاء، انتهت عمليات التسوية في بلدات صيدا والنعيمة وكحيل، ولكن موضوع السلاح الذي لا يزال في حوزة عناصر اللواء الثامن يثير تساؤلات حول المآلات التي سينتهي إليها وضع هؤلاء العناصر خاصة أنهم مدعومين من قبل روسيا، بحسب مراقبين.

ولادة اللواء الثامن شرق درعا

وكان من مقررات اتفاق التسوية الذي عقد صيف العام 2018  أن يتم تسوية أوضاع جميع المطلوبين في محافظة درعا من مدنيين وعسكريين منشقين عن القوات الحكومية أو المؤسسات التابعة للحكومة.

وبعد انتهاء عمليات التسوية في المحافظة أواخر شهر آب/ أغسطس عام 2018، بدأ سباق تجنيد الشباب من قبل الأفرع الأمنية التابعة للقوات الحكومية من أجل فرض سيطرتها على الجنوب بشكل كامل وضمان عدم توجه هؤلاء الشبان إلى تشكيلات الفيلق الخامس والذي يتلقى دعمه وأوامره من روسيا بشكل مباشر.

وقام اللواء الثامن على أنقاض قوات “شباب السنة” بقيادة “أحمد العودة” التابعة للمعارضة السورية خلال سيطرتها على الجنوب السوري.

وكان “العودة” طرفاً في المفاوضات التي جرت بين قيادات فصائل المعارضة السورية في درعا مع القوات الحكومية برعاية روسيا في قلعة بصرى الشام بريف درعا الشرقي مقر قوات شباب السنة آنذاك.

وأفضت الاجتماعات حينها لاتفاق التسوية الذي أوقف قصف المنطقة بالطيران الروسي في مقابل تسليم فصائل المعارضة السورية لأسلحتها الثقيلة وكانت البداية من بصرى الشام والتي أصبحت منذ ذلك الحين المقر الأساسي لقيادة اللواء الثامن.

وقامت قوات “شباب السنة” بتسليم عدد من الدبابات والآليات الثقيلة بالإضافة لعدد من المدافع ومضادات الطائرات.

وعمل “العودة” على تنظيم اللواء الثامن بشكل كبير حيث قام بعمل دورة عسكرية لعشرات الشبان من شباب محافظة درعا.

وعند تخريج الدورة وبحضور الشرطة العسكرية الروسية، أعلن العودة في الثالث والعشرين من حزيران/ يونيو عام 2020 عن تشكيل “جيش حوران” أثناء تأبين عدد من عناصر اللواء قتلوا بتفجير حافلتهم على طريق كحيل بصرى الشام بريف درعا الشرقي أثناء عودتهم من مقرهم في بلدة سلمى بمحافظة اللاذقية.

إلا أن هذا الجيش “لم يرى النور” بسبب عدم سماح روسيا توسيع اللواء الثامن الذي يبلغ عدد عناصره 1500 عنصر، معظمهم عناصر سابقين في فصائل المعارضة السورية سابقاً، بحسب ما أفادت مصادر مطلعة نورث برس.

مهام اللواء

تكلّف اللواء الثامن من قبل روسيا في عدة مهام على مدى الأعوام الماضية أولها كان في منطقة حوض اليرموك وملاحقة بقايا عناصر تنظيم الدولة الإسلامية “داعش”.

وبعد اتفاق بين القوات الحكومية وتنظيم “داعش” في منطقة حوض اليرموك، تم أواخر العام 2018 وتحديدا منتصف شهر تشرين الثاني/ نوفمبر، نقل عدد من عناصر اللواء إلى منطقة تلول الصفا لمساندة القوات الحكومية في حربها ضد “داعش” هناك، ليتم إعادتهم فيما بعد إلى محافظة درعا.

وطلبت روسيا من عناصر اللواء الثامن مؤازرة القوات الحكومية في بادية محافظة دير الزور قبل إعادتهم إلى محافظة درعا بعد انتهاء مهمتهم التي دامت لأكثر من شهرين.

وبعد عودة عناصر اللواء من محافظة دير الزور أصبحت مهمتهم التمركز في بلدة سلمى بريف اللاذقية.

وتبعد مقرات اللواء الثامن في بلدة سلمى ما يقارب 35 كم عن قاعدة “حميميم” العسكرية الروسية أكبر قواعد روسيا العسكرية في سوريا والشرق الأوسط.

وقال أحد عناصر اللواء في بلدة سلمى لنورث برس إن عملهم يقتصر على المناوبة في مقرات على أطراف البلدة على مدى الأعوام الثلاثة الماضية دون الاشتراك في أي أعمال قتالية إلى جانب القوات الحكومية ضد فصائل المعارضة السورية.

إعداد: إحسان محمد – تحرير: سوزدار محمد